المجتمع المهني الإلكتروني | مركز سمت للدراسات

المجتمع المهني الإلكتروني

التاريخ والوقت : الأحد, 18 مايو 2025

د. محمد النغيمش

صار في مقدور عامل ماهر مغمور في قرية نائية، الحصول على وظيفة مرموقة في أشهر مصانع العالم. كل ما يحتاجه هو أن يعرف كيف يعرض نفسه جيداً في أول موقع إلكتروني في تاريخ البشرية LinkedIn، الذي يمكن أن يربطك بطريقة تفاعلية ومهنية مع مبتغاك (وظيفة الأحلام).
قبل أيام، نشرت “الفايننشال تايمز” تقريراً، ذكرت فيه أن كثيراً ممن يستخدمون منصة “لينكدإن” في الواقع “يكتب لهم آخرون نصوصهم”، بشأن الخبرات السابقة والمهارات والمنشورات وغيرها.

بعبارة أخرى، لا يعكس كثيراً مما يكتب فيها ما خطته أنامل أصحابها، ثم استدرك التقرير بأنه لا غضاضة في ذلك، فليس المهم من كتب السيرة الذاتية ونقاط القوة والضعف، بل المهم ما أسمته “بالحقيقة”، أي مدى صحة ما يتحلى به المرء من قدرات وخبرات مكتوبة.

الأرقام تشير إلى أنه بفضل “لينكدإن”، فإن هناك ستة أشخاص يتم توظيفهم في كل 6 دقائق عبر هذه المنصة، وأكثر من 77 في المئة من مسؤولي التوظيف يستخدمونها بانتظام، للبحث عن مرشحين مؤهلين.

وهذا ما يدفع كثيرين إلى تعمد متابعة مديري الموارد البشرية، ليظهروا لهم، عبر المنصة، قدراتهم بطريقة غير مباشرة، من خلال ما يبثونه من مواد في صفحاتهم.

وهذا ما يجعل 87 في المئة من العاملين في مجالات التوظيف، يؤكدون أن “لينكدإن” هي الأداة الأكثر فعالية للعثور على مرشحين مميزين.
يعد من أقوى وسائل رفع نسبة التوظيف، نيل المرء التزكية من أحد يعمل في المؤسسة نفسها.
بمعنى، حينما يقترح أحد لزميله شخصاً يراه مؤهلاً للعمل في مؤسستهم، فإنه يمارس ما يسمى بالـ job referral، وهي بمثابة “واسطة مهنية”.

لكنها أكثر مصداقية من الواسطات الأخرى، لأن من يقترح شخصاً يزعم أنه مميز، سوف يُحْرَج من مسؤوليه وجميع العاملين، عندما يتبين لهم أن من رشحه كان دون التوقعات، ولا يطابق أداؤه ما قيل عنه.

ولذلك، جاءت منصة المجتمع المهني فرصة سانحة، لكي يراقب متخذو القرار المرشحين عن كثب، فهذه المنصة تكشف جانباً مهنياً عن الشخص المرشح لوظيفة أو منصب. على أقل تقدير، سوف يكون في مقدور المتابع معرفة حقيقته من الأصدقاء المشتركين.

ولأن الجانب النفسي في غاية الأهمية فيها، فقد منحت المنصة خياراً متقدماً، يمكن الاشتراك به، يسمح لصاحبه بمعرفة “من” حاول قراءة سيرتك الذاتية على الصفحة، ومن أي مؤسسة.

كما أنها تسمح أيضاً بتحديد الوظيفة التي تريدها، فتبدأ المنصة بتزويدك أسبوعياً بفرص عمل في القطاعات والبلدان والأقاليم التي تتطلع للعمل فيها.

وصار في مقدور المرء أن يعرف أيضاً كثافة الدخول على حسابه، ومن أي جهة، وهو ما يعطيه مؤشراً مريحاً إلى أن أحداً حاول أن يطّلع على مهاراته وقدراته، وكيفية عرضه لذلك بطريقة مهنية.

تضم “لينكدإن” أكثر من مليار مستخدم حول العالم، وهو رقم هائل، لم تبلغه أي فعالية أو منصة مهنية مشابهة. الأمر الذي دفع “مايكروسوفت” لاستيعاب أهميتها، والاستحواذ عليها بمبلغ 26 مليار دولار.
كان المرء ينتظر بالأمس القريب واسطة أو إعلاناً في صحيفة ورقية، فصار اليوم يمتلك بيده مفتاحاً ذهبياً للوصول إلى فرص لا حصر لها، إن هو أحسن استخدامه باحترافية وذكاء.
المصدر: البيان

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

[mc4wp_form id="5449"]

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر