سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
جمال ملائكة
في المسألة القطرية تدور العديد من الأطروحات ما بين متشنج ومهادن وآخر يصطنع الحياد، في السطور التالية، محاولة لفهم أزمة دولة قطر مع عدة دول عربية، ومنها المملكة العربية السعودية، وسنحاول أن يكون الطرح متوازنًا وموضوعيًا من دون تجاوز.
وبطبيعة الحال فالمشكلة القطرية لم تهبط من السماء فجأة وليست وليدة اللحظة، فنفاذ الصبر الخليجي والعربي من دول المقاطعة لاشك سبقه العديد من الفرص في محاولة رأب الصدع دون جدوى.
المطالب التي طالبت بها الدول الأربع من دولة قطر، تختصر المشكلة وتحددها دون مواربة. ونود أن نركز هنا على أن منهجية وسياسة دولة قطر منذ الانقلاب الذي قام به الأمير حمد بن خليفة، لا يمكن أن نطلق عليها سياسة مختلفة، أو مغايرة عن غيرها؛ ذلك أن اختلاف وجهات النظر السياسية أمر مقبول ومشروع، طالما ظل في حدود اختلاف الرأي ولم يصل إلى حدود التآمر والتحريض وبث الفتن. وحتى نكون موضوعيين، فإننا سنبرهن أن ما ذكرناه، هو حقيقة واضحة لا شك فيها:
١ – إن تهمة التآمر على المملكة العربية السعودية، واضحة من خلال ما تمَّ تسجيله من محادثات للأمير الأب وحمد بن جاسم، فالتسجيلات واضحة تمامًا ولا تحتاج إلى تبيان.
٢- تأكيد دولة مصر، على تمويل قطر للإرهابيين، واتخاذها مسلكًا معاديًا لها.
٣ – تمويل ودعم قطر لجماعات إرهابية مسلحة في ليبيا.
٤ – تمويل مشابه لجماعات إرهابية مسلحة في تونس.
٥- إعلان الدول المعنية عن تورط قطر في دعم المعارضة في البحرين.
٦ – اتهام المملكة لقطر بدعم الحوثيين.
أما بالنسبة للتحريض، فقد قامت قناة الجزيرة على مر السنين، ببث الفتن والسموم ضد المملكة العربية السعودية، واستضافت من أطلقت عليهم معارضين، وقامت بتلميعهم.. وكلنا عاصر هذه الفترة، وما تخللها من الإساءة والبذاءة.
كما تابعت – أنا شخصيًا – بعض الشيء مما بثته هذه القناة، منذ الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، وسمعت ورأيت ما أطلق عليه “السم الزعاف” في لوي الحقائق والتحريض على دولة مصر، وجلب من يسمونهم بالمعارضين، الذين عندما تستمع إليهم تتأكد تمامًا، أن هؤلاء ومن وراءهم، لا يصلحون لحكم “عزبة” في مصر، وليس دولة بحجم مصر.
وقد اعترف يوسف القرضاوي بالصوت والصورة، وهو من هو في قطر، بأن قطر قد دعمت “الثورات” في مصر وسوريا وليبيا وتونس. وحين تسمع الرجل يتكلم، يخيل إليك أنه يتكلم عن دولة عظمى، وليس عن دولة رأس مالها أموال الغاز التي حباها الله بها، وبدلاً من أن تقوم بالتعاون مع الدول العربية ودعمها بما حباها الله من نعم، فإنها تقوم بدعم المعارضة والجماعات المسلحة بالمال والسلاح والإعلام التحريضي الذي يستغل بعض شكاوي ومطالب الشعوب المشروعة، فتستغلها لخلق الفتن والاضطرابات وتهييج العامة على حكامها.
والسؤال المركزي هنا: ما دخل دولة في حجم قطر الجغرافي والسكاني لتقوم بالتآمر والتحريض؟ وما هي علاقة قطر الحقيقية بإسرائيل التي فتحت لها مكتبًا تمثيليًا في الدوحة؟ وما دخل دولة بحجم قطر في مطالب الشعوب العربية؟
أما احتضان قطر لجماعة الإخوان ورموزها، فهو أمر مضحك ومبكٍ في آن واحد.. ما دام منهج الجماعة مقبولاً ومشروعًا بالنسبة لقطر، فلماذا لا يعينون حكومة قطرية إخوانية؟
وإذا كانت قطر دولة تدافع عن الشعوب والحريات، فلدي سؤالان للإخوة في قطر:
١ – لماذا لا توجد انتخابات ديمقراطية في قطر؟ وهل مسموح بتداول السلطة في هذه الواحة الديمقراطية التي تنادي بحريات الشعوب؟
٢- هل قامت قناة الجزيرة برفع إصبع اتهام واحد لأي نوع من الفساد في قطر؟ وهل يُعقل أنه لا توجد قضية فساد واحدة في قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة؟
قليل من العقل والمنطق، سيكشف لنا أن هناك دورًا مرسومًا لقطر (وهو دور واضح:)
التآمر المدعوم بالأدلة للإطاحة بالأنظمة العربية، تمهيدًا لتدمير الدول العربية وتقسيمها وخلق الفتن والتحريض؛ لتدفع العامة إلى القيام بمظاهرات للإطاحة بحكامها.
إن مطالب الدول الأربع، التي أرى أنها تمثل مطالب العالم العربي والشعوب العربية، هي مطالب مشروعة، ونأمل أن يستمع الإخوة في قطر لصوت العقل والحكمة، فالباب ما زال مفتوحًا مُشرعًا للتراجع، وعدم اللعب بالنار، بالسماح للملالي ونظامهم بالتدخل في الخلافات العربية، وهم أعداء للأمة العربية، ولا يخفى سعيهم لتمزيق العالم العربي والهيمنة عليه..
جمال ملائكة
باحث سعودي*
@jamalmalaikah
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر