سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
كان أداء الليرة التركية هو الأسوأ بين كافة العملات في العالم في 22 من مارس؛ الذي انخفضت فيه بنسبة 6٪ تقريبًا مقابل الدولار الأميركي في تمام العاشرة مساءً بتوقيت نيويورك. وأهم من ذلك، أن تكلفة التأمين ضد العجز عن سداد الالتزامات المتصلة بالديون السيادية التركية مقومة بالعملات الأجنبية، إذ ارتفعت من 350 نقطة على المدى القصير إلى 400 نقطة أساس، وقد خسرت أسهم البنوك التركية ما بين 5% و7% من قيمتها في بورصة إسطنبول.
أمام ذلك سارع الكثير من المواطنين الأتراك إلى تخزين الدولارت تحسبًا لانخفاض قيمة العملة؛ فقد تمَّ شراء 4 مليارات دولار في الأسبوع الماضي من هذا الشهر، وتوقفت البنوك الخاصة في تركيا عن دعم العملة الوطنية، تاركة البنك المركزي وحده يعمل على تباطؤ انخفاض العملة. وقد هبط احتياطي النقد الأجنبي في البلاد بمقدار 6 مليارات دولار ليصل إلى 28 مليارًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قام البنك المركزي ببيع الدولارات في محاولة بائسة لتحقيق الاستقرار في سعر الليرة.
وكما أشرنا سابقًا، فإن السوق الذي قام على الكراهية هو السوق التركي، الذي شهد أسوأ أداء على مستوى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إذ مرت البلاد بحالة ركود رسمي، مع نمو سلبي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.4% مع انخفاض معدل الإنتاج الصناعي بنسبة 10% على أساس سنوي، وارتفع التضخم السنوي بنسبة 20%، ما يعني أن تركيا باتت مقبلة بشكل جاد على انخفاض كبير آخر في قيمة عملتها؛ وهو ما يعيد إلى الأذهان انخفاض العملة التركية الذي حدث عام 2013، فقد انخفضت قيمة الليرة بمقدار الثلثين مقارنة بذلك التاريخ، وتراجعت من 1.8 إلى 5.4. لذا، فمن المرجح أن تعيد تركيا سعر صرف الدولار إلى الوضع الذي كان عليه في أغسطس 2018؛ ذلك أن فخ الديون الذي وقعت فيه تركيا سيدفع أنقرة إلى خفض الإنفاق من أجل الوفاء بالتزامات الديون وسدادها من خلال بطاقات الائتمان والرهن العقاري.
لقد حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طفرة اقتصادية، لكن هذه الطفرة جاءت على حساب تعاظم قيمة الديون الخارجية. فتركيا تعاني عجزًا مزمنًا في الحساب الجاري يصل إلى حوالي 4٪ من إجمالي الناتج المحلي، وذلك نتيجة لفقاعة ائتمان المستهلك التي شجعت الأسر التركية على شراء سلع استهلاكية مستوردة عن طريق الائتمان.
وقد تلاشى ذلك في وقت مبكر من عام 2018، وانهارت العملة التركية بشكل كبير لتصل لنحو 7 مقابل الدولار الأميركي قبل أن تستقر عند 5 مقابل الدولار أو ما يزيد قليلاً. والآن فقد بدأت الليرة التركية طريقها إلى 7 مقابل الدولار.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: آسيا تايمز
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر