سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عساف المسعود
وأنت تُشاهد فيلمًا من إبداعات هوليوود السينمائية، تتمنى كثيرًا أن السعودية لديها مثل هذه القوى الناعمة.
حيث يذكر التاريخ القريب كيف استخدم البيت الأبيض الأميركي “سينما هوليوود” ضد الاتحاد السوفييتي، إبان الحرب الباردة كقوة ناعمة، وللحد من انتشار الشيوعية، إلا أن ذلك لم يكن الخيار أو الأداة الوحيدة.
مبدئيًا، الولايات المتحدة تقود لليوم، المحور الدولي الأقوى والأفضل، لما تتبناه من قيم ليبرالية وديمقراطية، تطوِّعها لتكون “قوى ناعمة” كالسينما لإدارة النظام العالمي.
وهذا بالفعل، ما حدث أثناء ولاية الرئيس أوباما، الذي حاول أن يؤسس لخارطة طريق ديمقراطية في المنطقة، إلا أنه أخطأ وكابر في خطئه الاستراتيجي، باختياره لجماعة الإخوان المسلمين كشريك له في المنطقة، وذلك لسببين:
أولهما: أن أوباما تجاوز عن تاريخ هذه الجماعة وقيمها البدائية والمعادية لقيم الحرية والغرب بشكل عام، أو مدفوع بتعهدات واهية، قدمتها هذه الجماعة لأوباما ومستشاريه الديمقراطيين، بأن يحيوا القيم الليبرالية والديمقراطية في المنطقة.
ثانيًا: أنه تجاوز حقيقة أن هناك دولاً مستقرة، ولديها مشاريعها للتنمية في المنطقة، ولن تقف مكتوفة الأيدي في محيط من الفوضى والخراب، أكبرها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج، ما عدا قطر طبعًا، التي كانت جنديًا صغيرًا في خطة أوباما والديمقراطيين.
وسؤالي المستقبل هنا: هل لا يزال الديمقراطيون في الولايات المتحدة متمسكين بجماعة الإخوان المسلمين، أم تشكل لهم رأيًا آخر تجاههم، بعد تصنيفهم كجماعة إرهابية في السعودية والإمارات والبحرين ومصر؟ وهل سيعودون لشكل الاتفاق النووي الإيراني في 2015؟
عند متابعة تصريحات النواب والمرشحين الديمقراطيين الأميركيين، تجد أنهم مهمومون بالتثريب ومهاجمة الأنظمة الملكية والنظام الحالي في مصر، محاولين التشويش على السعودية ومشاريعها، وتحركاتها الدولية، وذلك بنشر المزاعم والادعاءات.
كما أن الواقع يقول، إن وجود عضو في الكونغرس مثل “إلهان عمران” وغيرها الكثير من الديمقراطيين، وتكريم “توكل كرمان” بجائزة نوبل، واستقطابها في مجلس حكماء شركة “فيسبوك”، يعطي مؤشرًا أن أفكار أوباما ما زالت تنشط وتتحرك في الوسط الديمقراطي.
إلا أن لا أحد يمكن أن يجزم بأن “جو بايدن”، يتبنى بالكامل نظرة أوباما للشرق الأوسط، فقد يتفق معها جزئيًا الآن، وقد يختلف معها بعد أن يصل للرئاسة في حال انتخب.
الحقيقة، أن الديمقراطيين متوترون، وقد عبروا عن خيبة أملهم في كثير من الأوقات بعد أن استخدم الرئيس ترمب حق “الفيتو” ضد مشاريعهم تجاه المملكة. لكن المشرق في هذا الواقع الأميركي، أن الديمقراطيين ليسوا كتلة واحدة، وقد لا يتفقون في السياسة الخارجية. لذا، نجد عددًا منهم سجل إشادته بالتغيرات الاجتماعية في المملكة.
أخيرًا، من المؤكد أن الديمقراطيين لديهم من المرونة الاستراتيجية الكافية لتغيير وجهات نظرهم نحو المملكة والمنطقة، وهذا ما قد يزعج النظام في إيران، الذي يأمل أن يعود الديمقراطيون لاستئناف الاتفاق النووي معهم، الذي يبدو أنه شائك، ذلك لصعوبة عودته سياسيًا، إلا أن الديمقراطيين يبدون تحيزهم للعودة للاتفاق السابق، خصوصًا أن أجزاء من اتفاق 2015 ستنتهي بعد سنوات. أمَّا عن الأطراف الدولية الأخرى في الاتفاق، فـ”بورس جونسون”، رئيس الوزراء البريطاني، يتفق مع ترمب كثيرًا في رؤيته لإيران، والفرنسيون موقفهم مربك، والصين وروسيا وألمانيا يولون هذا الملف أهمية لاعتقادهم أن صيغة الاتفاق السابق هو الأفضل لهم وللمنطقة. لذا، هم فعليًا مع الجانب الإيراني.
كاتب وباحث أكاديمي سعودي*
@AlmsaudAssaf
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر