السلفادور – بتكوين.. تجربة تستحق التمعن | مركز سمت للدراسات

السلفادور – بتكوين.. تجربة تستحق التمعن

التاريخ والوقت : الخميس, 23 ديسمبر 2021

كريم فريد

 

في يونيو 2021، مرّر كونغرس دولة السلفادور تشريع استخدام البتكوين كعملة رسمية، لتصبح الدولة الأولى في العالم في اعتماد العملة الرقمية.

السلفادور تقع في أميركا الجنوبية ويسكنها ما يقارب 6.5 مليون نسمة، ونسبة الفرد فيها من الناتج المحلي هي 8000 دولار أمريكي سنوياً.

أثارت خطوة تشريع بيتكوين إعجاب الكثيرين حول العالم من رواد الأعمال والمؤمنين بالعملات الرقمية، كما أثارت أيضاً تحفظ العديد من المؤسسات الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين، ولكن بقيت على الحياد عشرات الحكومات والمؤسسات التي تراقب التجربة الوليدة.

وفي سبتمبر 2021، بدأ استخدام البتكوين كعملة رسمية بالفعل في السلفادور، وهنا بدأت التجربة حيز التنفيذ.

بالطبع للمنتقدين والداعمين والمتحفظين أسباب كثيرة، ولكن في هذا المقال سأركز على إحدى أهم النقاط التي أثارها المعارضون للتجربة. كيف ستتمكن الحكومة من الإشراف على التعاملات المالية والتأكد من قانونيتها ومكافحة غسيل الأموال وغيرها من الممارسات غير القانونية، التي قد تزداد احتمالية حدوثها إن كانت التعاملات المالية والتحويلات تتم خارج الأطر البنكية التقليدية؟

كانت الإجابة من التجربة السلفادورية، بإطلاق منصة وطنية، وهي عبارة عن محفظة إلكترونية لتتم من خلالها التعاملات المرتبطة بالبيتكوين، ويشترط لاستخدامها التسجيل وإثبات الهوية، وبذلك ترتبط المحفظة بهوية مستخدمها، وهكذا يمكن تتبع تعاملاته عن طريق السلطات المختصة والتأكد من عدم وجود أي شبهات غير قانونية، وتلك العملية تشبه العمليات البنكية التقليدية للتعرف إلى المتعاملين!

لكن، كان الفرق الكبير في كلفة وسرعة التحويلات المالية، خاصة من المقيمين خارج البلد، فمن المعروف أن التحويل البنكي الدولي مكلف، وتنفيذه يستغرق- على أقل تقدير- يومين. ولكن في حالة استخدام البيتكوين من مواطني السلفادور المقيمين في الخارج في تحويل أموال لذويهم، كان الإرسال والاستلام فورياً والكلفة لا تذكر، وتلك إحدى مميزات استخدام العملات الرقمية في المطلق، وبيتكوين على الأخص.
هذا الجزء البسيط من التجربة السلفادورية الوليدة يرسخ مميزات بيتكوين كشبكة لامركزية، حيث تمثل شفافية وأمان وسرعة العمليات عليها إحدى أهم مميزاتها.

وعلى عكس الفكرة الرائجة بأن تعدين العملات الرقمية هي وسيلة للربح، فالحقيقة أن هذا الربح يأتي في مقابل تأمين الشبكة عن طريق استخدام ملايين الخوادم الموزعة في كل مكان في العالم، ما يجعلها أكثر أماناً وأرخص وأسرع من الشبكات التقليدية كفيزا وماستر كارد وغيرها.

لا تزال التجربة وليدة، وهناك عشرات الأسئلة التي تحتاج إجابة، والوقت سيساعد على كشف الأجوبة والمزيد من المميزات والعيوب.

 

المصدر: صحيفة الرؤية

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر