الذكرى 104 لمذبحة الأرمن التي ارتكبها الأتراك العثمانيون | مركز سمت للدراسات

الذكرى 104 لمذبحة الأرمن التي ارتكبها الأتراك العثمانيون

التاريخ والوقت : الخميس, 25 أبريل 2019

ستانلي ر. سورابيان

 

مرَّت أمسِ 24 أبريل 2019، الذكرى السنوية الرابعة بعد المئة للإبادة الجماعية للأرمن، إذ يقوم المجتمع الدولي بتكريم أكثر من 2.2 مليون أرميني تعرضوا للتعذيب والمذابح ابتداءً من مذابح الحميدية التي ارتكبت بين 1894 و1896 من جانب العثمانيين في تركيا، وقد كان معظمهم من الأرمن واليونانيين والآشوريين، وهو ما يعتبره البعض أمرًا لم ينتهِ بعد.

واتصالاً بالإبادة الجماعية التي وقعت في 24 أبريل 1915، يحيي العالم تلك الذكرى في نفس الوقت من العام. لكن هنا يثار التساؤل: لماذا 24 أبريل؟ إنه اليوم الذي قتل فيه بعض المفكرين والمثقفين الأرمن على يد العثمانيين. وقيد معظمهم للشنق في الساحات العامة والميادين الرئيسية للمدن الكبرى مثل إسطنبول (القسطنطينية).

لقد قام الأتراك بتجنيد الرجال الأرمن ممن لديهم القدرة على العمل في الخدمة العسكرية التركية. إلا أنهم تعرضوا للقتل حينما زعم الأتراك أنهم غير فاعلين، وقاموا بترحيل باقي المواطنين الأرمن، الذين يتألف معظمهم من النساء والأطفال والمسنين. وقد دفعهم الخوف من الموت إلى التحرك في مسيرات نحو الصحراء السورية، إلا أن معظمهم هلكوا بسبب الجوع والجفاف والتعذيب والقتل. ووُضِع الأرمن الذين وصلوا إلى صحراء دير الزور في سوريا، التي كان يسيطر عليها العثمانيون، في معسكرات الاعتقال وتعرضوا للقتل بصورة منهجية، وقد كانوا يأملون في أن يبقوا على قيد الحياة.

ولمَّا كان التعذيب مصحوبًا بالقتل، فقد تمَّ إطلاق سراح المجرمين من السجون لمساعدة الأتراك في ارتكاب هذه الجرائم.

لقد تنوعت أشكال التعذيب بين  اغتصاب النساء والأطفال، والسطو والنهب للضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة أثناء مسيرات “الموت”، في صحراء دير الزور، وتعرضوا أيضًا لمصادرة ممتلكاتهم.

حُرِمَ الأرمن من التزود بالطعام أو الماء تمامًا، فضلاً عن إهمال الرضع والأطفال والنساء الحوامل اللواتي تعرضن لأقسى أشكال التعذيب والانتهاك الجسدي. أمَّا من حاول منهم الاحتماء بالكنائس، فقد تعرضوا للحرق وهم أحياء.

ولهذا الغرض تشكلت لجنة “الاتحاد والترقي” في تركيا من قبل الثلاثي “طلعت باشا” (مرتكب الإبادة الجماعية)، و”إنفير باشا” (وزير الحرب)، و”جمال باشا” الذي كان متعطشًا للدماء. ووفقًا للوثائق التاريخية فقد أصدر “طلعت باشا”، أوامر كتابية بتنفيذ عملية الإبادة، من دون أية معارضة من لجنة “الاتحاد والترقي”. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، أدانت الحكومة التركية الجديدة – آنذاك – الباشوات الثلاثة بالسجن مدى الحياة، ورغم ذلك تنفي تركيا الحديثة وقوع الإبادة بالأساس.

لقد تمَّ توثيق أعمال الإبادة وقتل الأرمن بشكل جيد، وكان مصطلح “الإبادة الجماعية” لم يتداول إلا بعد أن صاغه “رافائيل ليميكن” عام 1944، بسبب بشاعة ما حدث للأرمن.

تقول تركيا حاليًا إن هذه الأحداث كانت جزءًا من الحرب العالمية الأولى، تعرض كلٌّ من الأرمن والأتراك للقتل. وتقول أنقرة أيضًا إن الأرمن كانوا يشكلون تهديدًا داخليًا للأمة حينما انحازوا إلى روسيا، وإن الخطأ كان في بعض عمليات القتل، وقد قامت السلطات بمصادرة الأسلحة بموجب أوامر مباشرة من “إنفير باشا”.

لكن كيف يشكل النساء والرضع والأطفال والمسنون تهديدًا للعثمانيين! وإن إنكار تركيا أمر غير معقول، إلى الدرجة التي أغضبت تركيا حينما أكدت فرنسا وإيطاليا اعترافها بالمذبحة وقيامها بإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن في 24 أبريل.

وفي حالة إنكار حاد لأحداث الإبادة، تواجه الحكومة التركية أية دولة تدعم الاعتراف بمصطلح “إبادة الأرمن”، وهو ما يعني أنه من المتوقع في المستقبل المنظور أن تعترف أنقرة بتلك الإبادة اللاإنسانية ضد فئة من سكان تركيا. لكن رغم تقليل أنقرة من الحادث فإن الأرمن سوف يظلون مخلدين في تاريخ العثمانيين.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: فريزنوبي

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر