الحاجة إلى جرعات داعمة للحد من الوباء | مركز سمت للدراسات

الحاجة إلى جرعات داعمة للحد من الوباء

التاريخ والوقت : السبت, 18 سبتمبر 2021

سبينس بوكات ليندل

 

تتوقف المناقشة العلمية بشأن الجرعات المعززة على سؤالين: هل تتناقص الوقاية من اللقاح؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل يمكن لجرعة ثالثة المساعدة؟

فيما يتعلق بالسؤال الأول، ليس هناك توافق في الآراء، كما كتب زميلي ديفيد ليونهارت الأسبوع الماضي.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات منذ عدة أشهر أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. ولكن ليس من الواضح ما إذا كان التأثير الظاهري راجعاً إلى تضاؤل المناعة أو إلى متغيرات أخرى محيرة – منها صعود المتغير «دلتا» الأشد عدوى في يونيو (حزيران)، على سبيل المثال، أو التراجع في ارتداء الكمامات، وارتفاع النشاط الاجتماعي الذي رافقه.

وكتبت محررة «التايمز» زينب توفقجي، متسائلةً الشهر الماضي: «إذا كانت هناك بيانات تثبت الحاجة إلى الجرعات المعززة، فأين هي؟». ولتقييم الحاجة إلى المعززات وفاعليتها، قالت إن التجربة العشوائية كان من المفترض أن تبدأ في مايو (أيار) أو يونيو الماضيين، عندما بدأ التأثير الوقائي للقاحات المبكرة في التضاؤل.

وأضافت: «بحلول الوقت الحاضر، ستكون لدينا بيانات حقيقية بدلاً من نشرة إخبارية».

وفي نهاية المطاف، يُتوقع أن تتضاءل الحماية من العدوى. ولكن هذا في حد ذاته لا يبرر بالضرورة منح الجرعات الإضافية. وكما توضح كاثرين جيه وو في مجلة «ذي أتلانتيك»، فإن خط الدفاع الأول للجهاز المناعي ضد معظم مسببات الأمراض يتآكل بطبيعة الحال مع مرور الوقت. والمناعة على المدى الطويل، التي يتمثل مقياسها الأساسي في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة، وليس العدوى، تنطلق من قدرة الجسم على تذكر كيفية إعادة نشر دفاعاته المتعددة. وفي الوقت الحالي، كما قالت كاثرين، ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن الجهاز المناعي ينسى كيفية تنفيذ ذلك: الأشخاص المطعمين يكافحون أسوأ الحالات تماماً كما فعلوا قبل ستة أشهر. ولكن هل تملك جرعة اللقاح الثالثة القدرة لتعزيز حماية اللقاحات؟ بالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم أجهزة مناعة هشة، يبدو الجواب بـ«نعم»؛ فنحو 3 إلى 5% من السكان يعانون من نقص المناعة، والبعض منهم لم يتجاوب بقوة مع الجرعات الأولية. ويمكن للجرعة الثالثة أن توفر لهم الحصانة التي يحصل عليها معظم الناس من جرعتين فقط، وفقاً لما ذكرته أبوروفا ماندافيلي من صحيفة «التايمز».

ولكن بالنسبة إلى الأشخاص ذوي الكفاءة المناعية، من الصعب تحديد الجرعة الثالثة التي يمكنها المساعدة. ويمكن أن تزيد من إنتاج الأجسام المضادة، والتي بدورها يمكن أن تخفض من انتقال العدوى – ولكن إلى متى؟ يقول بعض الخبراء أن انتظار اللقاح المصمم خصيصاً لمتحور «دلتا» أو الذي يُعطى عن طريق الأنف سيكون رهاناً أكيداً.

يقول الدكتور آرون ريتشترمان، من جامعة بنسلفانيا ليونهارت: «لا نعرف ما إذا كان المعزز لغير المتحور دلتا سوف يحسّن الحماية ضد دلتا».

والسؤال المنفصل هنا هو ما إذا كانت الجرعة الثالثة من شأنها توسيع الذاكرة المناعية. وعلى الرغم من عدم وجود دليل في الوقت الحالي، يعتقد الدكتور بيتر هوتز، خبير اللقاحات في كلية بايلور للطب، أنه يمكن ذلك؛ إذ إن معظم لقاحات الأطفال لديها فترة زمنية موصى بها لا تقل عن ثمانية أسابيع بين الجرعات – مقابل فترات زمنية مدتها ثلاثة أو أربعة أسابيع للقاحات المضادة للفيروس – تليها المعززات على فترات أطول.

وكتب في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» بقول: «إن التباعد الأكبر بين اللقاحات يساعد في مضاعفة الذاكرة المناعية واستجابة الأجسام المضادة. ومن الممكن أنه منذ البداية، كان لقاح (mRNA Covid – 19) أكثر فاعلية بالجرعات الثلاث، حتى من دون ضغط من المتحور دلتا».

عرض بريت غيروير، الذي قاد برنامج اختبار «كوفيد – 19» في إدارة الرئيس ترمب، على مجلة «ذي أتلانتيك» تجربة فكرية: «كيف كان سيبدو رد الفعل لو أقدم ترمب على أمر مماثل، من خلال طرح برنامج اللقاح قبل أشهر من موافقة إدارة الغذاء والدواء عليه؟»، ورداً على سؤاله الخطابي، قال غيروير إنه كان من الممكن أن يثور الغضب بسبب الضغط السياسي على إدارة الغذاء والدواء.

تتفاخر إدارة الرئيس بايدن بمتابعة العلم، ولكنّ البعض يشكك في أن العلم هو القوة الوحيدة المؤثرة.

إذا كان العالم يمتلك مخزوناً لانهائياً من اللقاحات، فإن المخاطر التي قد تترتب على مناقشة التعزيز سوف تكون أقل كثيراً. ولكن بينما تفكر الدول الغنية باللقاحات في الاستفادة الهامشية من الجرعات الثالثة، فإن المليارات من البشر ما زالوا ينتظرون تلقي جرعاتهم الأولى، ومن بين 5.6 مليار جرعة وُزعت في جميع أنحاء العالم، تم منح 80% منها في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط، في حين تم توزيع أقل من 0.4% منها في البلدان ذات الدخل المنخفض. قال مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية الشهر الماضي: «نخطط لتوزيع سترات نجاة إضافية على الأشخاص الذين لديهم سترات نجاة بينما نترك الآخرين ليغرقوا بلا سترة نجاة واحدة، هذه هي الحقيقة».

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط – خدمة نيويورك تايمز

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر