الجيل “Z” في تركيا: تحدي الشباب لأردوغان | مركز سمت للدراسات

الجيل “Z” في تركيا: تحدي الشباب لأردوغان

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 18 أغسطس 2020

بوراك بكديل

 

سيصوت أكثر من سبعة ملايين تركي جاءوا مع مطلع الألفية يُعرفون باسم الجيل “Z” في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في عام 2023. وحسب الفئة العمرية، سيكون أبناء هذا الجيل هم صانعو الملوك المقبلين. وتشير الدراسات إلى أنهم ما زالوا بعيدين عن السياسة بشكل عام، وعن أردوغان على وجه الخصوص.

ويطلق عليهم علماء السياسة اسم “الجيل Z”.فهم شباب أتراك ولدوا مع مطلع الألفية وتحديدًا في عام 1995 وما بعده.إنهم لم يعرفوا قط أي زعيم غير الرئيس الإسلامي التركي، رجب طيب أردوغان، الذي تولى السلطة في عام 2002.

وسيصوت أكثر من سبعة ملايين من هؤلاء الشباب لأول مرة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2023. وتظهر الدراسات الحديثة أنهم قد يشكلون تحديًا لحكم أردوغان المستمر.

يقول “مراد جيزيتشي”، في أحد استطلاعات الرأي، إن الناخبين الشباب “أكثر صداقة للبيئة وتعاطفًا وحساسية وتفكيرًا” من الأجيال السابقة. ولا تعدُّ هذه أخبارًا جيدة بالنسبة لأردوغان، الذي تعتبر أيديولوجيته انعزالية ومقسمة وقائمة على الاستقطاب. فقد احتل الجيل (Z) عناوين الصحف، مؤخرًا، عندما “حذر” الرئيس من أنهم قد يصبحون صانعيالملوك المقبلين في تركيا حسب الفئة العمرية.

عندما انتقل أردوغان، في نهاية شهر يونيو، إلى موقع يوتيوب YouTubeللمشاركة في فعالية باسم”Meet the Kids”  قبل يوم واحد من امتحانات الالتحاق بالجامعة السنوية، سارع الأتراك الشباب إلى إظهار غضبهم وشجاعتهم، ذلك أنهم احتجوا على رئيس بلد سجن مئات الصحفيين والأكاديميين والسياسيين لمعارضتهم نظام حكمه. وقد انتقد الآلاف أردوغان، وسخروا منه بتعليقات غير سارة في نفس وقت الفعالية. وقد عبر 300 ألف منهم عن موقفهم بتعبير “لا يعجبني”، في حين لم يعبر بإشارة “أعجبني” سوى 66 ألف فقط.

قال “محرم إينجه”، وهو سياسي معارض، في تغريدة: “إن الأطفال لا ينبغي أن يعلقوا بـ “لم يعجبني”، وإلا فإن الحكومة ستغلق الإنترنت”. لذا، فقد بات من المتعين على مئات الآلاف من الآخرين تجنب التعبير عن كراهية أردوغان خوفًا من الإجراءات القانونية التي تتخذها الحكومة ضدهم. ذلك أن كره الرئيس يعدُّ جريمة فعلية إن لم تكن بحكم القانون في تركيا. لكن معظم الأطفال الأتراك لا يخافون، ولا يحبون السياسة أو السياسيين. إنهم يمثلون صورة جديدة تمامًا في السياسة التركية.

وقال “جيزيتشي” إن “هذا الجيل سيكون عاملاً حاسمًا في انتخابات 2023”. إذ سيكون سبعة ملايين ناخب جديد يمثلون بالتأكيد مجموعة ديمغرافية محورية في الانتخابات التي يتوقع علماء السياسة أن تنتهي بانتصار ضيق جدًا للفائز.

إذ يشكل الشباب الأتراك 12٪ من الناخبين في عام 2023. وقد وجدت الدراسات الاستقصائية أيضًا أن الجيل(Z) له بعض التأثير على طريقة تصويت آبائهم.

بجانب ذلك، هناك مجموعة أخرى حاسمة تتمثل في “ربات البيوت”، وهن نساء محافظات لا يعملن لكنهن يصوتن بشكل تقليدي لأردوغان. وتمثل هذه الفئة نحو 18.5٪ من الناخبين في عام 2023؛ وهو ما يعني أن ثلث الناخبين سيتكون من الجيل(Z)وربات البيوت.

ويقول “جيزيتشي” الذي يشارك في عمل بحثي حول الجيل Z))في تركيا: “يظهر بحثنا أن كلتا المجموعتين لا تزال بعيدة عن حزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان”.

وقد وجد “جيزيتشي” أيضًا أنه في الفئة العمرية 18-34، يعتقد أكثر من 60٪ أن سياسات حزب العدالة والتنمية في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والتوظيفية غير ناجحة.

ويقول “رجب جوفين”، وهو أكاديمي يدرس مواقف الشباب، إن دراساته توصلت إلى أن 42.6٪ من جيل (Z) “غير مهتمين” بالسياسة. ومن بين الذين قالوا ليست لديهم وجهة نظر سياسية، قال 47.3 منهم ذلك لأنهم “لا يحبون السياسة”، بينما قال 35.4٪ “إنهم لا يثقون بالسياسيين”.

لكن يبقى السؤال حول أي نوع من القادة يريده الجيل (Z) هذا؟ لقد وجد استطلاع “جوفين” أن 35.7٪ من الشباب الأتراك يريدون زعيمًا “استبداديًا”. في حين يفضل 45.4٪ زعيمًا “قوميًا”. كما أن 35.5٪ سيصوتون لسياسي ينتمي إلى التيار الكمالي. وقد أصبحت الكمالية أيديولوجية الدولة العلمانية في تركيا بعد وفاة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة عام 1938. ويُنظر إلى إسلامية أردوغان على نطاق واسع على أنها “مناهضة للكمالية”.كما وجدت مؤسسة “كوندا”، التي تعمل في استطلاعات الرأي، في استطلاع عام 2019 أن الشباب الأتراك كانوا أقل احتمالاً من عموم السكان لتسمية أنفسهم بـ”المحافظين الدينيين”. كما أنهم كانوا أقل تقبلاً للصيام أو الصلاة بانتظام، كما يتجنب الكثير من الفتيات تغطية شعورهن.

وتعدُّ كل هذه البيانات مقلقة بالنسبة لأردوغان، لا سيَّما في وقت بلغ فيه معدل البطالة بين الشباب في تركيا (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا) 24.4٪. وهو ما يدفع الاقتصاديين للقول إن بطالة الشباب آخذة في الزيادة في فترة الركود بعد فيروس كورونا.

لكن على أية حال، سيكون الأمر حًقا مثيرًا للسخرية إذا قلنا إن الجيل (Z) هو الذي أطاح بأردوغان في 2023، وهو الزعيم الذي أعلن أن هدفه هو تربية أجيال “محافظة ومتدينة”.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: مركز بيجن السادات الاستراتيجية

 

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر