الثورة الصناعية الرابعة | مركز سمت للدراسات

الثورة الصناعية الرابعة.. واللغة العربية

التاريخ والوقت : الخميس, 18 فبراير 2021

د. مجيب الرحمن

 

الثورة الصناعية الرابعة عبارة عن دمج معطيات الثورات الصناعية السابقة، وهي ثورة رقمية تتميز بدمج التقنيات الطامسة للخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية، وتخص تعميم تطبيقات الثورة الرقمية والتكنولوجية على كافة نشاطات الحياة عبر الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتقنية النانو، والتقنية الحيوية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات ذاتية القيادة.

وقد غيرت الثورة الصناعية الرابعة بشكل جوهري الطريقة، التي نعمل ونتواصل بها مع بعضنا البعض، واندمجت التكنولوجيا الرقمية مع العقل البشري، مع ما يميزها من السرعة المدهشة، لكن أين تقع لغتنا العربية من الثورة الرقمية؟ وكيف تستجيب لتحدياتها؟ وكيف تستغل الفرص التكنولوجيات الفائقة الدقة للثورة الرقمية؟

بحثاً عن الإجابة، أقام قسم اللغة العربية بجامعة سيلتشار بولاية آسام الهندية مؤخراً مؤتمراً افتراضياً على مدى 3 أيام تحت إدارة البروفيسور بشير أحمد ود. صابر نواس وإشراف البروفيسور عبدالرزاق، واستضاف نخبة من المفكرين والباحثين العرب والهنود للتباحث بشأن موقع اللغة العربية في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

ومن ضمن ما تم تناوله من قبل المتداخلين: أن الثورة الرقمية التي يعيشها العالم تقدم فرصاً رائعة للمعنيين باللغة العربية لحوسبتها ورقمنتها، بما يتماشى مع احتياجات الإنترنت، وهي الحل الأمثل لنشر اللغة العربية لتأخذ مكانتها بين لغات العالم، فهي أقل كلفة وأيسر تنفيذاً.

لقد ساعدت الثورة الحديثة على رقمنة المخطوطات والمحتويات العلمية وتخزينها للأجيال القادمة، مع سهولة الاستفادة منها عبر الإنترنت، وبهذا الخصوص قال أحد المتدخلين: إن العرب وإن فاتتهم الثورات الصناعية السابقة يمكنهم المساهمة في الثورة الرابعة، واللغة العربية قادرة على مواكبة كل المستجدات العلمية والفكرية بل وعلى قيادتها كما فعلت في الماضي شريطة التزام أولياء الأمور في الدول العربية بصيانتها ونشرها وتخصيص موارد وميزانيات لترويجها.

إن اللغة العربية لن تقوم ولن تفرض نفسها ما دامت لا تنتج المعرفة، ومادام العرب أنفسهم لا يعتزون بها كما تعتز الشعوب الأخرى بلغاتها.. وقال أحدهم: إن المشكلات التي تواجه العربية اليوم هي تعدد المصطلحات العلمية بالعربية، وطغيان اللهجات وسيطرة الأفكار واللغات الغربية، وهيمنة الهاجس عند العربي أن الحياة تتوقف إن لم يُجد الإنجليزية والفرنسية.

ولكي تحتل اللغة العربية مكانة محترمة عالمياً يتعين إنتاج المعرفة بها، كما يفعل الغربيون والصينيون واليابانيون واليهود وغيرهم بلغاتهم.. ولعل في إطلاق دولة الإمارات بنجاحٍ مهمة «مسبار الأمل» الفضائية، بارقة أمل أمام العربية لتتبوأ مكانتها الحضارية بين لغات العالم.

 

المصدر: صحيفة الرؤية

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر