سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ليني إركولي
لقد قطع التعلم الرقمي شوطًا طويلاً منذ الأيام الأولى للدورات التدريبية عبر الإنترنت. فما بدأ كنهج جديد للتعليم أصبح الآن مكونًا حاسمًا في التعليم الحديث. لقد أصبحت منصات التعليم الإلكتروني، اليوم، تقدم مجموعة من الدورات، من المواد الأكاديمية التقليدية إلى التدريب المهني والتنمية الشخصية. ولكن كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ وما المعالم المهمة في تطور التعلم الرقمي؟
البدايات الأولى للتعليم عبر الإنترنت
لقد كانت الدورات التدريبية التي تجري “أونلاين” موجودة منذ الأيام الأولى لشبكة الإنترنت. ففي أواخر التسعينيات، بدأت الشبكة تكتسب زخمًا، وبدأ الناس في استخدامها للأغراض التعليمية. وتم تقديم واحدة من أولى الدورات التدريبية عبر الإنترنت من قِبَل جامعة “فينيكس” University of Phoenix في عام 1989، التي قدمت منصةً عبر الإنترنت للطلاب من أجل إكمال شهاداتهم. كذلك تم تقديم دورات أخرى مبكرة عبر الإنترنت من خلال البريد الإلكتروني وأنظمة لوحة الإعلانات والمنصات المبكرة القائمة على الويب. وقد كان أول ابتكار مهم في التعلم الرقمي هو تطوير “نظام إدارة التعلم”، وهو منصةٍ برمجيةٍ توفر للمدرسين مجموعة من الأدوات لإدارة وتقديم المحتوى التعليمي للطلاب. وقد جرى إنشاء أول إدارة للتعليم الرقمي في عام 1996، وقد سميت “WebCT”، وكان ذلك من خلال مجموعة من الأساتذة المخصصين في علوم الكمبيوتر بجامعة كولومبيا البريطانية. وقد اُعتمد هذا النموذج بسرعة من قِبَل العديد من الجامعات الأخرى، وساعد ذلك في توحيد تقديم الدورات عبر الإنترنت.
ظهور الدورات الضخمة على الإنترنت (MOOCs)
تمثل ثاني المعالم المهمة بالنسبة للتعلم الرقمي في تطوير الدورات التدريبية المفتوحة على الإنترنتMOOCs ، وهي دورات يجري إعدادها وتقديمها عبر الإنترنت، وقد تم تصميمها لتكون مفتوحة ومتاحة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت. وقد كانت تُقدَّم عادةً من قبل الجامعات أو المؤسسات التعليمية الأخرى التي تزوِّد المتعلمين بإمكانية الوصول إلى محتوى تعليمي عالي الجودة. وفي عام 2008، تم إنشاء أول نموذج لهذه الإدارة، من قِبَل أستاذ كندي يُدعى “جورج سيمنز” George Siemens، الذي قدَّم دورة تدريبية حول الاتصال من جامعة مانيتوبا. وقد جذبت الدورة قدرًا كبيرًا من الاهتمام وساعدت على إطلاق شرارة تطوير نماذج أخرى من هذه المنصة. أمَّا المنصة الأكثر شهرة، فقد تمثلت في منصة “كورسيرا” Coursera، التي تأسست في عام 2012 من قبل اثنين من أساتذة علوم الكمبيوتر من جامعة ستانفورد. ثم أخذت هذه المنصة في التطور منذ ذلك الحين لتقدم أكثر من 4000 دورة تدريبية من أكثر من 200 جامعة ومؤسسة في جميع أنحاء العالم. فهناك عدد من المنصات الضخمة الأخرى الشائعة مثل: منصة “إيديكس” edX، ومنصة “أوداسيتي”، وUdacity، و”فيوتشر ليرن” أو “مستقبل التعليم” FutureLearn.
ظهور تحليلات التعلم
تشير تحليلات التعلم إلى استخدام البيانات لتحسين نتائج التعلم. ويمكن أن تساعد هذه التحليلات المدرسين في تحديد المجالات التي يخوض فيها الطلاب، وتوفر بعض التدخلات الرامية لمساعدتهم على النجاح. وقد أصبح استخدام تحليلات التعلم شائعًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى توافر مجموعات البيانات الكبيرة وأدوات التحليل القوية. وكانت مبادرة التعلم المفتوح (OLI) في جامعة كارنيجي من البدايات الرائدة لتحليلات التعلم. لقد تأسست هذه المبادرة عام 2002، واستخدمت مجموعة من أدوات تحليل البيانات لتحسين فعالية الدورات التدريبية عبر الإنترنت. ومنذ ذلك الحين، اتبعت مؤسسات أخرى نفس المنحى، إلى أن أصبحت تحليلات التعلم تنطوي على ميزة قياسية للعديد من منصات التعلم الإلكتروني.
التعلم الخاص Personalized Learning
هو نهج للتعليم يسعى إلى تصميم التعليم وفقًا للاحتياجات والقدرات الفريدة للمتعلمين الأفراد. وقد أصبح هذا النمط من التعلم ممكنًا من خلال استخدام أدوات تحليل البيانات، التي يمكن أن تساعد المدرسين في تحديد المجالات التي يحتاج فيها الطلاب إلى دعم إضافي. لقد كانت “أكاديمية خان” Khan Academy، التي أسسها سلمان خان Salman Khan في عام 2008، من أوائل المبادرات الرائدة في التعلم الشخصي. وتقدم هذه المبادرة مجموعة من مقاطع الفيديو والتمارين التعليمية المخصصة لاحتياجات كل متعلم. فمنذ ذلك الحين، اتبعت مؤسسات أخرى نفس المسار، حتى أصبح التعلم الشخصي مكونًا مهمًا في العديد من منصات التعلم الإلكتروني.
مستقبل التعلم الرقمي
بالنظر إلى المستقبل، يبدو من المرجح أن يستمر التعلم الرقمي في الإسهام بدورٍ متزايد الأهمية في التعليم. فمع استمرار تطور مشهد التعلم الرقمي، نجد أن ثمة العديد من الاتجاهات الرئيسية التي يحتمل أن تشكل مستقبل الصناعة.
التقنيات الناشئة
يمثل الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) في التعلم الرقمي، أحد أهم الاتجاهات الحالية. إذ يتم استخدام هذه التقنيات لإنشاء خبرات تعليمية مخصصة ومصممة لتلبية احتياجات وتفضيلات كل متعلم على حدة. كما أن هناك اتجاهًا آخر من المرجح أن يستمر، وهو التحول نحو خبرات التعلم التفاعلية. ويتم فعليًا استخدام تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) من أجل إنشاء تجارب تعليمية تفاعلية وجذابة جدًا. ومع زيادة إمكانية الوصول إلى هذه التقنيات وبأسعار معقولة، يمكننا أن نتوقع رؤيتها قيد الاستخدام على نطاق أوسع في التعلم الرقمي.
تدريب المهارات الشخصية
من المرجح أن تؤدي الأهمية المتزايدة للمهارات الشخصية إلى إحداث تغييرات في التعلم الرقمي. فمع تغير طبيعة العمل واستمرار الأتمتة في استبدال الوظائف التي تتطلب مهارات تقنية، أصبحت المهارات الشخصية مثل الاتصال والتعاون وحل المشكلات على درجة أكبر من الأهمية. فالتعلم الرقمي سوف يحتاج إلى التكيف لمساعدة المتعلمين على تطوير هذه المهارات.
التعلم مدى الحياة
أخيرًا، تعني الأهمية المتزايدة للتعلم الممتدد أن التعلم الرقمي سوف يحتاج إلى أن يكون أكثر مرونة ويمكن الوصول إليه أكثر من أي وقت مضى. ونظرًا لأن وظائف الأشخاص أصبحت أكثر مرونة وفي حاجة إلى صقل مهاراتهم بشكل مستمر وإعادة مهاراتهم، فإن التعلم الرقمي سوف يحتاج إلى توفير الدعم المستمر المتاح في أي وقت وفي أي مكان.
الخلاصة
بوجه عام، إن مستقبل التعلم الرقمي يبدو مشرقًا مع التقنيات الجديدة والاتجاهات التي تشكل هذا القطاع. ومع ذلك، فمن المهم أن نتذكر أن التكنولوجيا يمكن أن تعزز التعلم، غير أنها ليست بديلاً عن التدريس الجيد والتصميم التعليمي. ذلك أن أنجح تجارب التعلم الرقمي سوف تكون هي تلك التي ترتكز على مبادئ تعليمية سليمة ومصممة لتلبية احتياجات المتعلمين.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: E-learning Industry
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر