Ravi Kurani

في عصر الرقمنة المتطور بسرعة، من الواضح أن العالم الطبي قد تغير بشكل جذري. ستشهد جميع طرق تقديم الرعاية الصحية ثورة من خلال رقمنة الرعاية الصحية.

فهم التحول الرقمي في الرعاية الصحية

ينشأ شغفي بهذا الموضوع من مسيرة مهنية شهدت خلالها تأثير التكنولوجيا العميق على نظم الرعاية الصحية. هذه فرصة لنا لنعيد النظر في الرعاية الصحية من منظور جديد. مع كل خطوة اتخذتها في هذا المسار، زاد حماسي للتحدث عن قدرات الرقمنة التحويلية.

في صناعة الرعاية الصحية، يعني بدء مسار التحول الرقمي اتخاذ خطوة جذرية إلى الأمام واعتماد تكنولوجيا جديدة لتحسين رعاية المرضى، وزيادة الإنتاجية التشغيلية، وإعادة هيكلة سير العمل. تجسد هذه المرحلة الثورية الدمج السلس للاختراقات الرقمية، من ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – الحلول التالية:

سجلات الصحة الإلكترونية “EHRs”

تُعَد السجلات الصحية الإلكترونية بمثابة جوهر الرعاية الصحية الحديثة. فهي تعمل على تجديد طريقة توثيق الرعاية وتقديمها. وتروي هذه السجلات الشاملة قصة مفصلة عن صحة المريض مع سد الفجوة بين المرافق. وتضمن السجلات الصحية الإلكترونية رعاية مستنيرة وسلسة مع القضاء على التفتت السابق. ويتجاوز دورها حفظ السجلات. فهي تعمل على تمكين بيئة رعاية صحية ديناميكية ومتجاوبة مع اتخاذ قرارات دقيقة وفي الوقت المناسب.

إنها تعمل على تبسيط سير العمل، مما يوفر للمحترفين بيانات في الوقت الفعلي لتحسين الأحكام، وتقليل الاختبارات المكررة وفتح الأبواب أمام نظام أكثر فعالية. تحل السجلات الصحية الإلكترونية محل السجلات الورقية المعرضة للأخطاء وتمهد الطريق للرعاية الصحية الاستباقية.

الذكاء الاصطناعي

بفضل قدرته الفريدة على فرز كميات هائلة من البيانات وفهمها والتعلم منها، يُشكل الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية بطريقة جديدة. إذ يكشف عن مجالات مختلفة للتشخيص، ورعاية المرضى، وفاعلية العلاج. ويقع الذكاء الاصطناعي عند تقاطع التكنولوجيا والطب، مما يؤدي إلى ثورة في جوانب متعددة من هذا المجال من خلال مساعدة العلماء العاملين في مجالات مختلفة بمستوى لم يُشهد من قبل. ويُتيح ذلك للعاملين في قطاع الصحة تقديم مجموعة واسعة من الخدمات.

تشمل هذه الأنظمة خوارزميات تتنبأ بمخاطر المرضى والنتائج، وروبوتات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي تساعد في العمليات الجراحية. هذا الدينامو الرقمي يعزز كل جانب من جوانب تقديم الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن مساهمته تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد القدرة التحليلية.

الرعاية الصحية عن بُعد والطب عن بُعد

تُغير الرعاية الصحية عن بُعد والطب عن بُعد تفاعل المرضى مع الأطباء، مما يجعل الرعاية الصحية متاحة وشخصية. في هذا النموذج الجديد من الرعاية الصحية، لا توجد مسافات أو أوقات بالنسبة لصناعة الرعاية الصحية الرقمية. يمكن للمرضى الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، ومناقشة القضايا الصحية، وتلقي العلاجات الطبية في منازلهم، وهو ما أعتبره ميزة رائعة.

كما يلبي هذا التحول احتياجات أولئك الذين يعيشون في مجتمعات نائية. وتكمن روعة الرعاية الصحية عن بعد في تنوعها. بل إنها قادرة على علاج الأمراض باستخدام تقنيات الاتصالات أو الإنترنت. ومن خلال سد الفجوة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية في المجال الرقمي، تقدم هذه التطورات واقعًا يمكن للأفراد من خلاله المشاركة في رحلاتهم الصحية.

جوهر هذا التحول الرقمي في الرعاية الصحية هو قدرته على تقديم تجربة رعاية صحية أكثر تخصيصًا وكفاءةً وإتاحة. يمنح هذا التحول المهنيين في مجال الرعاية الصحية الأدوات اللازمة لتجاوز نماذج تقديم الرعاية التقليدية ويدخلهم في العصر الرقمي. ويؤدي اعتماد هذه الآليات الرقمية إلى تحسين النسيج الصحي الذي يركز على المريض ويكون متصلًا به ويبسط العمليات.

إن هذا التحول في النموذج لا يزيل الغموض عن تعقيدات إدارة الرعاية الصحية فحسب، بل يمهد الطريق أيضًا لكل تفاعل مع المرضى. فكل قرار يتم اتخاذه يعتمد على البيانات، وكل نتيجة تهدف إلى التميز في رعاية المرضى.

فوائد التحول الرقمي في الرعاية الصحية

إن رحلة الرعاية الصحية إلى العصر الرقمي تكشف عن مجموعة من المزايا. فالتحول الرقمي يعزز المشهد، حيث تصبح الرعاية الشخصية هي المعيار. ويمكن أن ترتفع الكفاءة عندما تعمل الأدوات الرقمية على تبسيط العمليات، وتقليص البيروقراطية التي كانت تقيد أيدي المتخصصين في الرعاية الصحية. ويمكن أن يعد التحول الرقمي بخفض تكاليف الرعاية الصحية، مما يوفر الدعم الاقتصادي وتحسين الموارد.

يجد المرضى أنفسهم في قلب هذا التحول، حيث يشهدون زيادة في مستوى الرضا مع تمكينهم من خلال المنصات الرقمية بالمعرفة والسيطرة وإحساس بالشراكة في رحلتهم الصحية. معًا، تنسج هذه الفوائد شبكة مرنة تدفعنا جميعًا نحو أراضٍ غير مستكشفة مليئة بالإمكانات والوعود.

معالجة تحديات التحول الرقمي

في مقدمة هذه التحولات تكمن قضية أمن البيانات والخصوصية، وهي مسألة تتعاظم بسبب الطبيعة الحساسة لمعلومات الصحة. يتطلب بناء حصن رقمي محصن لحماية بيانات المرضى تنسيقًا بين الجهات الصحية والمبتكرين في مجال التكنولوجيا. يجب على هؤلاء المبتكرين الاستفادة من تقنيات التشفير المتقدمة وبروتوكولات الأمن السيبراني.

ويتمثل أحد التحديات المحورية الأخرى في تحقيق التوافق السلس بين أنظمة الرعاية الصحية المتنوعة. ويتعين على الأدوات الرقمية أن تتحدث بلغة مشتركة من أجل تقديم رعاية موحدة. فضلاً عن ذلك، تواجه رحلة التحول مقاومة من الداخل. إذ يتمسك بعض المتخصصين في الرعاية الصحية بالممارسات التقليدية القديمة المألوفة.

لتجاوز هذه السلبية، يجب أن يحدث تحول ثقافي. يمكن تحقيق ذلك من خلال برامج تدريب شاملة، وتطوير هياكل دعم، وكذلك إظهار الفوائد العملية لاعتماد الأنظمة الرقمية.

أشجعكم على الاستثمار في الابتكار والوحدة بين أصحاب المصلحة. ويجب أن يكون التركيز على برامج التدريب والدعم للقوى العاملة وفرق القيادة أولوية مستمرة في مؤسستكم.

نصائح للمنظمات الصحية

لتحقيق النجاح في مشهد الرعاية الصحية المتطور، ينبغي للمنظمات الصحية تضمين ما يلي:

• الاستثمار في الابتكار: استكشاف واعتماد أدوات وتقنيات رقمية جديدة بشكل مستمر.
• إعطاء الأولوية للتدريب: تجهيز القوى العاملة بالمهارات والمعرفة اللازمة لاستخدام الأدوات الرقمية بفعالية.
• تعزيز التعاون: تشجيع التعاون بين المهنيين الصحيين وفرق تكنولوجيا المعلومات والمرضى لضمان نجاح التحول الرقمي.
• التركيز على احتياجات المرضى: تصميم الحلول الرقمية التي تعطي الأولوية لاحتياجات المرضى وتفضيلاتهم.

مستقبل الرعاية الصحية

أعتقد أننا على وشك أن نشهد زيادة هائلة في تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية. فهو ليس مجرد لاعب خلفي، بل إنه حليف في الخطوط الأمامية في عمليات التشخيص وإشراك المرضى. وستحدث خطط العلاج الشخصية ثورة في الطريقة التي نتعامل بها مع الصحة. وعلى نفس المنوال، فإن الرعاية الصحية عن بُعد، التي تعد بالفعل منارة للتغيير، من المقرر أن توسع نطاقها. وسوف تطمس الخطوط الفاصلة بين المنزل ومرافق الرعاية الصحية. وهذا من شأنه أن يجعل الرعاية الجيدة سلعة متاحة في كل مكان.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Forbes