سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أصبح حديث منصات التواصل الاجتماعي المختلفة عن فكرة فرض رسوم على المستخدمين أمرًا معتادًا في الأشهر الماضية. واتجه العديد من المنصات إلى منح مستخدميها ميزات إضافية بمقابل مالي، بينما فضلت أخرى تخيير الأشخاص بين دفع الأموال أو السماح باستخدام بياناتهم في الإعلانات المستهدفة.
تجاه متصاعد للاشتراكات المدفوعة
في الشهر الماضي، أعلنت شركة “ميتا بلاتفورمز” أنها تعتزم طرح خطة اشتراكات على مستخدميها في أوروبا، لاستخدام موقعي التواصل “فيسبوك” و”إنستجرام” بدون إعلانات.
تبلغ تكلفة الاشتراك الشهري في خطة الاشتراكات بدون إعلانات للمستخدمين في دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية وسويسرا 9.99 يورو (10.58 دولار) لمستخدمي الويب و12.99 يورو شهرياً لمستخدمي نظامي “أندرويد” و”إي أو إس”.
جاءت خطة “ميتا” بعد تهديد السلطات التنظيمية الأوروبية بمنع “ميتا” من الإعلانات المستهدفة بدون موافقة المستخدمين، ما قد يضر بإيرادات الشركة في أوروبا.
تقوم “فيسبوك” بتتبع المستخدمين عبر الإنترنت، ثم تستهدف الإعلانات بناءً على سلوك الأفراد، وهو ما اعتبرته السلطات الأوروبية بمثابة انتهاك لخصوصية الأشخاص.
من شأن منح المستخدمين الخيار بين خطة مجانية مدعومة بالإعلانات أو اشتراك مدفوع بدون إعلانات أن يجعل كثيرًا من المستخدمين يفضلون الخيار الأول، ما قد يساعد “ميتا” على الامتثال للوائح الأوروبية بدون تضرر إيراداتها من الإعلانات.
تشكل الخطة مصدرًا جديدًا للدخل بالنسبة لـ”ميتا”، مع حقيقة أن 97% من إيرادات الشركة في العام الماضي والبالغة 117 مليار دولار كانت من الإعلانات.
رغم الخطة الجديدة، أكدت “ميتا” أنها لا تزال تؤمن بالإنترنت المدعوم بالإعلانات، وتضع إطار الاشتراك الجديد حصرياً كمنتج مشتق لتلبية اللوائح التنظيمية الأوروبية فحسب.
اختبارات “تيك توك” و”إكس”
الأمر لم يتوقف على “ميتا” فحسب مؤخرًا، حيث أشارت تقارير إلى أن منصة “تيك توك” بدأت اختبارات لبرنامج اشتراكات خال من الإعلانات للمستخدمين مقابل 4.99 دولار شهرياً.
أكدت الشركة المالكة لتطبيق مشاركة الفيديوهات أنها تختبر هذه الميزة بالفعل، لكن في سوق واحدة ناطقة باللغة الإنجليزية خارج الولايات المتحدة.
تجني “تيك توك” -المملوكة لشركة “بايت دانس” الصينية- معظم أموالها من الإعلانات، وهو ما أثبت قدرته على الصمود رغم التباطؤ في سوق الإعلانات الأوسع عبر الإنترنت.
أظهر تقرير لشركة أبحاث السوق “كوين” أن 60% من مقدمي الإعلانات اختاروا “تيك توك” باعتباره المكان المفضل لديهم للفيديوهات القصيرة.
كما كشف مؤشر “ستاندرد ميديا إنديكس” أن حصة “بايت دانس” من إنفاق الوكالات الكبيرة على وسائل الاجتماعي بلغ 11%، ما يشمل شركات كبرى تتضمن “بيبسي” و”دورداش” و”أمازون” و”آبل”.
تأتي مساعي “ميتا” و”تيك توك” على خطى منصات منافسة تشمل “إكس” و”يوتيوب” و”سناب” والتي قدمت خدمات مدفوعة للمستخدمين.
قدمت الشركة المالكة لـ”سناب شات” في العام الماضي خدمة مميزة للمستخدمين تمنح ميزات إضافية بمقابل مادي، وهو نفس ما وفرته “يوتيوب” سابقًا.
كما أعلنت منصة “إكس” مؤخرًا أنها تعتزم اختبار نموذج اشتراك جديدًا من شأنه فرض رسوم بقيمة دولار واحد سنوياً على المميزات الأساسية مثل الإعجاب والمشاركة وغيرها.
يهدف نموذج الاشتراك الجديد إلى مكافحة الروبوتات، مع سعي “إيلون ماسك” مالك منصة “إكس” إلى القضاء على الحسابات المزيفة.
في شهر أكتوبر الماضي، ذكرت وكالة “رويترز” أن “ليندا ياكارينو” الرئيس التنفيذي لشركة “إكس” أكدت في لقاء مع مقرضين أن الشركة ستختبر ثلاثة مستويات من خدمة الاشتراكات الخاصة بها بناءً على عدد الإعلانات المعروضة للمستخدم.
“ماسك” وتغيير السوق؟
قبل أيام، مر عام كامل على تنفيذ “إيلون ماسك” صفقة شراء منصة “إكس” والتي كانت تحمل اسم “تويتر” سابقًا.
منذ استحواذ الملياردير الأمريكي على “إكس”، تم تعديل كثير من الأمور في الشركة بداية من الاسم وصولاً إلى تعديلات فنية ومالية كبيرة.
أعلن “ماسك” في 27 أكتوبر 2022 الاستحواذ على “تويتر” – آنذاك – مقابل 44 مليار دولار.
بعد عام من صفقة الاستحواذ، أشارت تقارير نقلًا عن مذكرة داخلية إلى أن تقييم “إكس” بلغ نحو 19 مليار دولار حالياً، ما يعتبر أقل بحوالي 55% مما دفعه “ماسك” لشراء الشركة.
تعرضت منصة التواصل الاجتماعي للعديد من التغييرات الهيكلية، أبرزها كان الرغبة في عدم الاعتماد بشكل منفرد على الإعلانات كمصدر للإيرادات، بعد أن كانت تمثل أكثر من 90% من العوائد في 2021.
قرر “ماسك” فرض رسوم شهرية بقيمة 8 دولارات على الحسابات التي تتمتع بشارة التحقق، ما يمنح المستخدمين ميزات إضافية.
على الجانب الآخر، استغنى المالك الجديد لمنصة “إكس” عن أكثر من 50% من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم حوالي 7500 موظف قبل عملية الاستحواذ.
قرار فرض الرسوم الشهرية وخفض عدد الموظفين يشير إلى توجه واحد بالنسبة لـ”ماسك” والذي يتمثل في خفض الإنفاق وزيادة الإيرادات وتنويع مصدرها.
تسبب تخفيف قواعد الإشراف على المحتوى في مخاوف المعلنين بشأن مسار المنصة، وهو ما ظهر في تصريحات “ماسك” في سبتمبر الماضي حول هبوط إيرادات الإعلانات بنسبة 60%.
كما تشير بيانات “سينسور تاور” إلى تراجع عدد المستخدمين النشطين لمنصة “إكس” بنحو 15% في سبتمبر على أساس سنوي.
لكن المديرة التنفيذية للشركة “ياكارينو” أشارت في سبتمبر إلى أن معظم كبار المعلنين الذين انسحبوا من المنصة بعد استحواذ “ماسك” عليها قد عادوا مجددًا، مع قرب الوصول إلى نقطة التعادل بين الإيرادات والإنفاق، متوقعة التحول إلى الربحية في بداية 2024.
تحول مرتقب في الصناعة؟
يبدو تحول منصات التواصل الاجتماعي إلى نهج خال من الإعلانات أكثر ظهورًا في الفترة الأخيرة.
تثير كثرة الإعلانات على منصات التواصل حالياً حالة من الإحباط بين المستخدمين، بالإضافة إلى المخاوف المتصاعدة بشأن الخصوصية وتتبع اهتمامات الأشخاص.
من شأن تقديم خطط اشتراكات مدفوعة خالية من الإعلانات أن يقدم حلولاً فعلية لهذه المخاوف الخاصة بالمستخدمين.
بالنسبة لشركات التواصل، تحتاج خطط الاشتراكات الخالية من الإعلانات إلى أن تثبت جدارتها مالياً مقارنة بما يتم الحصول عليه من الإعلانات.
تحقق شركة “ميتا” إيرادات بنحو 5.76 دولار شهرياً نسبة إلى كل مستخدم، ما يعني أن تنفيذ خطط الشركة الحالية للاشتراكات قد يكون إيجابياً على المستوى المالي.
لكن من غير المعروف عدد المستخدمين الذين سيوافقون على دفع الأموال من أجل الحصول على تجربة خالية من الإعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كما قد تواجه الشركات صعوبات في رفع أسعار الاشتراكات على المستخدمين بنفس الوتيرة التي كان يُتوقع أن تشهدها أسعار الإعلانات.
قالت “جين كول” كبيرة مسؤولي الإعلان في وكالة “في إم إل واي آند آر” إن السبب الأكبر الذي يدفع شركات التواصل للاهتمام بنظام الاشتراكات هو أنها تعتبر بمثابة إيرادات مضمونة، بينما أموال الإعلانات قد تكون متقلبة ومتغيرة.
المصدر: أرقام
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر