سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
باتريشيا موريرا
في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولاً كبيرًا في منهج البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في معالجة قضايا ومخاوف المجتمع المدني وتقدير إسهاماتهما في تحقيق أهداف التنمية.
يؤدي البنك الدولي، باعتباره أحد أكبر مصادر تمويل التنمية، دورًا بارزًا في دفع عجلة التقدم وتخفيف وطأة الفقر وتعزيز الرفاهية المشتركة. ويؤدي مسؤولو المجتمع المدني، باعتبارهم ممارسين للعمل العام وخبراء في السياسات يعملون عن كثب مع المجتمعات، دورًا هامًا أيضًا في معالجة هذه التحديات العالمية الملحة.
في أكتوبر 2019، قدمت الاجتماعات السنوية لمنتدى سياسات المجتمع المدني التابع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، عدة أسباب لإثبات ضرورة إشراك المؤسستين الدوليتين للمجتمع المدني على المستويين المحلي والعالمي للمساهمة في تنفيذ أجندة التنمية العالمية.
خلال المنتدى، أتيحت لي الفرصة لإدارة النقاش في مائدة مستديرة بين ممثلي المجتمع المدني والمديرين التنفيذيين للبنك الدولي؛ إذ ألقى المشاركون الضوء على القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي تمثل أهمية كبيرة لتحقيق التنمية العالمية اليوم، وهي: أزمة المناخ، ورأس المال البشري والشباب، وتقلص الفرص المتاحة لمشاركة المجتمع المدني، والشفافية والمساءلة، والهشاشة، والصراع والعنف، والشمولية.
مع شريكي في إدارة الجلسة “هرف دي فيلروش”، عميد مشارك في البنك الدولي والمدير التنفيذي لفرنسا، استمعنا لممثلي المجتمع المدني من نيجيريا حتى فيجي، ومن أفغانستان حتى هندوراس. وتناولت المناقشات ما يمكن أن يقدمه البنك الدولي لدعم الحكومات لتقديم تعليم متميز بدون أي عنصرية في غانا، وكيف يمكن للبنك الدولي أن يساهم في سد الهوة في المجتمع المدني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تؤدي كلٌّ من الحكومات والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص، دورًا هامًا في إيجاد حلول مشتركة لهذه التحديات العامة. ويمكن لمجموعات المجتمع المدني أيضًا أن تضيف قيمة وتساهم في جدول الأعمال العالمي، وخاصة في الوقت الذي تتقلص فيه مساحة مشاركة المجتمع المدني في الكثير من البلدان حول العالم.
في الوقت الذي عكفنا فيه على جمع معلومات من مجموعة من المنظمات أثناء إعداد مناقشة المائدة المستديرة، دُهشت من حجم التنوع والثراء في رؤى الكثير من النظراء في منظمات المجتمع المدني. ومن ثَمَّ، فإن منظمات المجتمع المدني يمكنها أن تشارك فعلاً في العمل الهام الذي يقوم به البنك الدولي على الأقل من خلال أربع وسائل:
يتكون المجتمع المدني من مجموعة من أهم خبراء العالم في قضايا التنمية العالمية. ويمكن للمنظمات غير الحكومية أن توفر معلومات حديثة وموثقة بالدلائل، وتقترح المجالات الهامة التي تحتاج إلى تطور وتقدم توصيات محددة للعمل. ولكن هذه الخبرات ستظل غير مستغلة ما لم تتم استشارة هؤلاء الخبراء بشكل مستمر ومنحهم الفرصة لتقديم رأيهم.
كما يمكن لمنظمات المجتمع المدني مساءلة الحكومات والمؤسسات الدولية فيما يتعلق بالتزاماتهم وضمان تنفيذ توصيات البنك الدولي وتقييماته بشكل فعال.
ويمكن لمنظمات المجتمع المدني أيضًا أن تساعد في نقل سياسات البنك الدولي بطريقة يسهل إيصالها للمواطنين. كما نستطيع تقديم وجهة نظرنا حول تأثير هذه السياسات على الشعوب في الدول التي يعمل فيها البنك الدولي وتبسيط اللغة التقنية المعقدة.
وحتى يكون لها دور فعال، يجب أن تشارك المنظمات غير الحكومية في الاجتماعات. فهناك بعض الهيئات الدولية التي لا ترحب بمشاركة ممثلي المجتمع المدني بقدر ترحيبها بمشاركة رجال الأعمال. ولكن هذا السلوك يعزز سياسة الإقصاء وفقدان الثقة؛ ولهذا السبب يفقد الكثير من الناس حول العالم، بما في ذلك أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، الثقة في المؤسسات العامة.
كذلك نرى هناك الكثير من المكاسب التي يمكن أن تتأتى بمشاركة منظمات المجتمع المدني، وهو ما قد يجعلهم حلفاء استراتيجيين وشركاء مثاليين. فقط ثقوا بنا، وشاركونا، يمكننا أن نكون حلفاء حقيقيين!
وتثمن منظمات المجتمع المدني التزام البنك الدولي بالتعاون معنا في هذا المنتدى الهام. فقد كانت المائدة المستديرة فرصة عظيمة لمنظمات المجتمع المدني لمناقشة القضايا الهامة مع البنك الدولي مباشرةً، ولكن على البنك الدولي أن يسعى لإيجاد فرص أخرى للتعاون مع منظمات المجتمع المدني طوال العام. فمن الضروري أن يتعاون البنك الدولي مع منظمات المجتمع المدني على المستويين المحلي والعالمي بشكل أكثر فعالية في المجالات المذكورة آنفًا.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: indepthnews
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر