الاقتصاد والتكنولوجيا.. الدفع نحو التوحد | مركز سمت للدراسات

الاقتصاد والتكنولوجيا.. الدفع نحو التوحد

التاريخ والوقت : الأربعاء, 1 سبتمبر 2021

خالد الروسان

 

يكاد يُجمع معظم المراقبين اليوم على أنّ المستقبل سيشهد تحالفاً وتوحيداً واعتماداً واندماجاً بين الاقتصاد والتكنولوجيا، إلى درجة سينتقل فيها الأول من عالمه الواقعي إلى الافتراضي المفتوح، ما سيُغير المفاهيم الدارجة والمعتادة التي ارتبطت به، ليصبح اقتصاداً رقمياً بامتياز.

لقد أدّى ظهور الكمبيوتر المركزي مثلاً إلى عولمة الأسواق والتمويل والتداولات المالية والإنتاج وعمليات البيع والشراء وعقد الصفقات وغيرها وعلى مدار الساعة، متجاوزة الحدود والحيز الجغرافي والمكاني، بعد أن تحولت تقنيات الاتصال من الصوتي إلى الرقمي ومن الإلكترون إلى الفوتون، وقد تعدّت كذلك قوانين الدول وسيادتها، الأمر الذي سيجعل هذه الدول مستقبلاً تقوم بدور الوسيط بين الأفراد في ذلك أو المُقدّم للخدمة المختصة بهذا.

وقد زاد الاعتماد عمقاً، أنّ اقتصاد اليوم أصبح يتعامل مع نظائر افتراضية موازية للعالم الواقعي، ولا أدل على ذلك مثلاً من العملات الافتراضية أو الرقمية، وما يُعرف بالتعدين الرقمي مقابل الواقعي، فشكل المال اليوم يتغير، خاصة مع وجود شبكات دولية تقوم بتوجيهه وتحويله وتداوله إلكترونياً، فقد أصبح الفرد قادراً بلحظة واحدة على إدارة أي عمليات سحب أو تحويل أو تداول أو شراء، وفي أي مكان من العالم وبدون وسطاء، بسبب الربط الإلكتروني المتقدم والمتوفر الآن.

اليوم، تغيرَ مفهوم الأسواق من شكلها التقليدي المعتاد إلى صيغ أخرى، حيث أصبحت أطراف عمليات البيع والشراء لا يتقابلون أو يتواجهون، والسلع كما المواد الثمينة توجد في مكان ثابت، ويتم الشراء عن بعد وعبر ما يُعرف بـ«الأونلاين»، فأنت تستطيع حتى أن تبيع ما تشتريه بنفس اللحظة ودون أن تراه وبكل يسر، بفضل ما أتاحه العالم الإلكتروني لك من تسهيلات وقنوات.

والأكثر لفتاً للانتباه، أنّ انتقال التكنولوجيا إلى مجالات الاقتصاد كالصناعة والزراعة والاستخراج والتنقيب عدا عن التجارة يسير بشكل مُتسارع، فالذكاء الاصطناعي بدأ يغزو كل شيء، وأتْمَتَة القطاعات والأشياء أصبحت تنتشر بقوة، فالروبوتات مثلاً بدأت توجد في قطاعات حيوية كثيرة كمصانع السيارات وتقديم الخدمات وغيرها، ما سيغير مجالات بأكملها مستقبلاً، كالنقل مثلاً بعد توافر السيارات ذاتية القيادة، وهو بالطبع ما سيؤثّر في الأيدي العاملة البشرية.

وأخيراً، فإنّ الشركات التكنولوجية والرقمية اليوم، تعدّ من أكبر الشركات في العالم قيمة سوقية، كأمازون ومايكروسوفت وأبل وفيسبوك وغيرها، فهذه الشركات التريليونية أصبحت رقماً صعباً في الاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيزيد من توحيد الاقتصاد والتكنولوجيا أكثر فأكثر.

 

المصدر: صحيفة الرؤية

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر