سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عساف المسعود
تميزت السياسة الخارجية السعودية بالنهج التوفيقي بين الآراء والمواقف المختلفة، فالدبلوماسية التي أسسها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – قامت على أساس واضح من الصراحة والعلانية، فأهداف الدولة مباشرة ومعلنة.
وعلى هذه الأسس، بدأت زيارة سمو ولي العهد محمد بن سلمان، بدءًا من مصر، ومرورًا بالمملكة المتحدة، وأميركا. وقد اتسمت كل تلك الزيارات بوضوح ومستوى عالٍ من التمثيل. فما شهدناه بالأمس من استعراض للعلاقات السعودية الأميركية، ومستوى وضوح الإعلان عن الصفقات والعقود المشروطة بين الطرفين، كان خير دليل على أن السعودية هي دولة الاتزان والقوة.
إن ما يحدث في الولايات المتحدة اليوم، بوجود ولي العهد، في الواقع هو عملية Finishing إغلاق لبعض الملفات التي سبق أن طرحتها السعودية في زيارتها السابقة، والتي هي قيد المراجعة طيلة تلك الفترة في دوائر القرار الأميركي، ومن أهمها الملف اليمني؛ فالسعودية ماضية في نهجها الذي يريد من اليمن أن يصبح دولة رخاء واستقرار على مشهد من الأمم المتحدة. فالسعودية دولة تعلي من شأن القانون الدولي؛ ودولة كبرى كأميركا تعلم جيدًا ما يحدث فعليًا على الأرض، بل إنها تسهم في الدعم الاستخباراتي، وتعي حقيقة المواد الإعلامية الاستهلاكية المعادية للسعودية ومن خلفها.
إن أميركا دولة ذات سيادة، ولها ولغيرها وجهة نظر تحترمها السعودية في حدود الدبلوماسية. وما يحدث الآن، هو أن السعودية متمثلة في الأمير محمد بن سلمان، ذهبت لتفض هذا التشابك والضبابية داخل الكونغرس في مسألة الموافقة، أو عدمها، على رفع مستوى الدعم الأميركي لليمن ولقوى التحالف. ويتضح وزن الخارجية السعودية وتأثيرها، فيما كتبه وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، في خطاب أرسله الأسبوع الماضي، إلى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل “إن القيود الجديدة على هذا الدعم العسكري الأميركي المحدود، يمكن أن تزيد من الخسائر المدنية، وتهدد التعاون مع شركائنا في مكافحة الإرهاب، وتقلل من نفوذنا مع السعوديين”.. وهذا نقلاً عن الواشنطن بوست.
العلاقات السعودية الأميركية – تاريخيًا – قوية وإن شابها بعض الاختلافات، لكن قاعدتها السياسية تعيها جميع القوى في العالم، فأميركا دولة عظمى وتبحث عن علاقات مع دول قوية، والسعودية هي الأقوى في المنطقة والضامن الأول للاستقرار، فلا وجود مستقر لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة دون السعودية.
اليوم كل ما تقوم به السعودية في الداخل من تغييرات إيجابية وفعالة، له انعكاساته على السياسة الخارجية، وهذا بالفعل ما يتضح في الزيارات الأخيرة، وعلى طاولة الكونغرس الآن. وهي مقدرة السعودية على إحداث تغيير إيجابي لصالحها ولصالح الجميع.
كاتب وباحث أكاديمي سعودي*
@AlmsaudAssaf
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر