سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
حسن مدن
هل يجري النظر إلى التاريخ، كما هو في باطنه، وفق تعبير ابن خلدون، «نظر وتحقيق وتعليل»، أم يجري الاكتفاء بظاهره، مجرد «أخبار عن الأيام والدول؟ وحتى لو اكتفى المهتمون بعلم التاريخ بالأمر الثاني، أي النظر للتاريخ بوصفه مجموعة أخبار، فمن يستطيع أن يقطع بأن ما يأتون به من «أخبار» صحيح؟ وما الذي يمنع أن تكون مجرد اجتهادات يخلصون إليها، لا تخلو من أهوائهم وانحيازاتهم التي قد تدفع بعضاً منهم على الأقل إلى تجيير «أخبار» التاريخ لتتلاءم مع هذه الأهواء؟
هذا عن التاريخ، فماذا عن الحاضر؟ مقدّمة للجواب عن هذا السؤال عن الحقيقي والمزيف أو «المفبرك» في الحاضر، قد نجدها في قول أقدم ناشر للقواميس في الولايات المتحدة (Merriam-Webster)، حول أن مستخدميه رددوا كلمة واحدة باستمرار عام 2023، هي كلمة «أصلي»، حيث شهد الذكاء الاصطناعي بُعداً جديداً للعصر الرقمي، بنشوء ونمو ما يسمى ب «التزييف العميق»، الذي يتيح التلاعب بالصور أو مقاطع الفيديو رقمياً وخداع المشاهدين، حيث أصبح من الصعب تصديق أعين المرء عند مشاهدة المحتوى عبر الإنترنت، وهو ما يفسر زيادة بحث الجمهور عن الوضوح، من خلال الكلمة – المفتاح: «أصلي»، لأنه أصبح من الصعب على نحو متزايد حل العقدة التي تفصل بين الحقيقة والخيال.
رئيس تحرير ناشر القواميس الأمريكي قال: إن «هناك نوعاً من أزمة الأصالة. ما ندركه هو أنه عندما نشكك في الأصالة، فإننا نقدرها أكثر»، مضيفاً أن الاهتمام المتجدد بالكلمة «أصلي»، كان مدفوعاً جزئياً ب «القصص والمحادثات حول الذكاء الاصطناعي وثقافة المشاهير والهوية ووسائل التواصل الاجتماعي»، وساهم فنانون بارزون في ترويج المفردة خلال هذا العام، من خلال الإدلاء بتصريحات حول متابعة «صوتهم الأصيل» أو «الذات الأصيلة»، بل إن إيلون ماسك، مالك منصة «إكس» ساهم، ولو بنسبة طفيفة، في عمليات البحث عن الكلمة، بعد أن دعا الناس إلى أن يكونوا أكثر «أصالة» على المنصة.
المصدر: الخليج
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر