اعترافات تكشف تورط إيران مع مرتزقة الحوثي | مركز سمت للدراسات

اعترافات تكشف تورط إيران مع مرتزقة الحوثي

التاريخ والوقت : الخميس, 16 مايو 2019

أماني يماني

من برأيك يطلق صواريخ Tochka على السعودية؟

كان هذا السؤال اعترافا صريحا لأحد قادة ميليشيات الحوثي بعد استسلامه لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية بأن حزب الله يشغلون منشآت تدريب سرية في اليمن.

ليس هذا فحسب، بل اعترف نشطاء حزب الله أنفسهم بوجودهم في اليمن والحرب جنبا إلى جنب مع الحوثيين والانقلابيين ضد الشعب اليمني، وقال أحد قادتهم لصحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية «لقد تدربوا معنا في إيران، ثم قمنا بتدريبهم هنا وفي اليمن، بعد أن انتهينا من سوريا، سنبدأ باليمن، حزب الله موجود بالفعل».

هكذا تتكشف كل يوم الدلائل القوية على وجود إيران القوي مع أذرعتها الإرهابية في اليمن، لنشر الإرهاب والقتل والدمار ضد شعب مسالم، تجمعت قوى التخريب الإرهاب في محاولة للزعامة والهيمنة.. حتى لو كان اليمن هو الضحية.

وكيل ومرتزقة

تستخدم طهران الحوثيين كوكيل لها في اليمن، وكمرتزقة يساعدونها في ضرب بعض الأهداف لدى دول المنطقة وعلى رأسها السعودية، وساعد الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين في بقائهم في العاصمة صنعاء، والبقاء على قيد الحياة، رغم القصف الجوي المتواصل من قبل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الهادف إلى مساعدة الشعب اليمني والحكومة الشرعية.

وشملت مساعدات طهران للميليشيات الإرهابية، التمويل والطيارين الإيرانيين المقاتلين وشحنات الأسلحة والتدريب العسكري.

يحاكي شعار الحوثيين، «الموت لأمريكا» شعار النظام الإيراني والأيديولوجية المتطرفة، ويؤكد صلات الميليشيات بطهران، ويشمل التدخل الإيراني في اليمن شحنات الأسلحة ودعم الاغتيالات والانقلابات؛ واستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار والقنابل المزروعة على الطريق، ونشر الوكلاء الإقليميين الأجانب.

دليل مبكر

في 2009 تم الكشف عن دعم إيران للحوثيين عندما اعتقلت البحرية اليمنية سفينة إيرانية قبالة الساحل اليمني في البحر الأحمر تحمل خبراء أسلحة وأسلحة مضادة للدبابات أرسلت لتحل محل الجرحى «الإيرانيين الذين يقاتلون إلى جانب المتمردين الحوثيين» ضد القوات الحكومية اليمنية.

التمرد الحوثي

الحوثيون الذين ينتمون إلى الفرع الزيدي هم حركة دينية وسياسية مدعومة من إيران ومسلحة في اليمن، حيث شن هؤلاء سلسلة من التمردات الدموية ضد الحكومة اليمنية لأكثر من عقد، مما أدى إلى الإطاحة بالنظام عام 2015، وتركز الحركة بخطابها المعادي لأمريكا.

وبحسب التقارير المختلفة حقق الحوثيون مكاسب محلية في عامي 2014 و2015، بما في ذلك الاستيلاء على العاصمة اليمنية، صنعاء، في سبتمبر 2014، مما أدى إلى إقالة الرئيس عبدربه منصور هادي من السلطة، وتدخل التحالف العربي لدعم الشرعية لردعهم.

وبحسب تقارير رويترز، في 2 أكتوبر 2015، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستتوسط في المحادثات بين الحوثيين والحكومة اليمنية في عمان، في ذلك الوقت، صرح المسؤولون الحكوميون بأن الحوثيين كانوا مجرد مناورة تكتيكية من خلال إظهار استعدادهم للدخول في محادثات. ورفض الحوثيون التخلي عن الأراضي التي احتلوها – وهو شرط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر عن الأمم المتحدة.

وفي ديسمبر 2017، بحسب نيويورك تايمز قام الحوثيون باغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عدوهم السابق ثم الحليف، بعد أن انقلب عليهم مرة أخرى واقترحوا المصالحة مع التحالف المناهض للحوثيين بقيادة السعودية.

احتفل الزعماء الإيرانيون ووسائل الإعلام التابعة للنظام بمقتل صالح وقالوا إن المشهد استوحي من الثورة الإيرانية عام 1979، وأنه يعزز دور الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في سوريا والعراق ولبنان.

الهيكل التنظيمي

الهيكل التنظيمي لحركة الحوثي غير واضح، ومن المحتمل أن يستمر في التطور، وبحسب تقرير مركز راند بدأت الحركة كمنظمة تستهدف الشباب في التسعينيات، لكنها مع مرور الوقت دخلت السياسة وتطورت القدرات العسكرية.

وفي أعقاب مقتل مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي على يد القوات اليمنية في عام 2004، كان الحوثيون يقودهم والد حسين، الزعيم الروحي بدر الدين الحوثي.

الدعم المادي والمالي

اتهم المسؤولون اليمنيون منذ فترة طويلة النظام الإيراني بتقديم الدعم السياسي والمالي واللوجستي للمتمردين الحوثيين والحركات الانفصالية الأخرى في اليمن، وعلى الرغم من تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 2009 يؤكد مثل هذه المزاعم، فقد نفت كل من إيران والحوثيين المشاركة في تعاون سابق.

وأكدت تقارير لاحقة الدعم الإيراني للحوثيين، بما في ذلك مقال لرويترز في ديسمبر من عام 2014، وبحسب الوكالة درب الحوثيون تاريخيا مقاتليهم في شمال اليمن الجبلي. ودربت قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني الحوثيين في اليمن، ويعتقد أن القيادة العسكرية الإيرانية موجودة في اليمن لتقديم المشورة العسكرية الاستراتيجية.

وفي مارس 2015، أكد وزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير أن نشطاء حزب الله كانوا يقدمون المشورة للحوثيين، في الشهر نفسه، ورد أن المسؤولين العسكريين السوريين كانوا في اليمن لمساعدة الحوثيين كذلك.

وفي أوائل عام 2015، ذكر المسؤولون الأمريكيون أن تدريب الحرس الثوري الإيراني للمتمردين الحوثيين غطى استخدام الأسلحة المتقدمة، التي استولى عليها الحوثيون من القواعد العسكرية اليمنية.

هجمات الصواريخ والطائرات

منذ عام 2015، استخدم الحوثيون الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرتهم كمنصات لإطلاق أكثر من 100 صاروخ وطائرة بدون طيار على السعودية، وتم التصدي لها جميعا رغم وقوعها في مدن متعددة، وشملت المواقع المستهدفة القواعد والمرافق العسكرية ومصافي النفط ومراكز التسوق.. بحسب وال ستريت جورنال.

وكما تشير دائرة أبحاث الكونجرس، «منذ عام 2016، استهدف الحوثيون بشكل دوري السفن التجارية والعسكرية التي تعبر البحر الأحمر وتقوم بدوريات فيه باستخدام الألغام البحرية وقاذفات القنابل الصاروخية والقذائف المضادة للسفن والأجهزة المتفجرة المرتجلة المنقولة بالماء، وزودت إيران بعض الأسلحة المستخدمة، بما في ذلك صواريخ كروز الساحلية للدفاع البحري»

حزب الله في اليمن

تتمتع ميليشيات حزب الله الإيرانية بالوكالة، وهي منظمة إرهابية تعمل في لبنان وأماكن أخرى، بعلاقات طويلة الأمد مع الحوثيين، ومن خلال العمل مع إيران، يقال إن حزب الله يعمل على الأرض في اليمن، حيث يتم تسليح وتدريب وحتى القتال من أجل الحوثيين. تكهن المحللون بأن الحوثيين يسعون إلى تكرار النموذج اللبناني لحزب الله اليمني عن «دولة داخل دولة».

وبحسب ما ورد، اعترف نشطاء حزب الله بأن الميليشيات لها وجود بري في اليمن وتحارب مباشرة التحالف الذي تقوده السعودية، وقال أحد قادة حزب الله لصحيفة فاينانشال تايمز إن المجموعة بدأت التدريب مع الحوثيين في 2005 «لقد تدربوا معنا في إيران، ثم قمنا بتدريبهم هنا وفي اليمن»، على حد قوله. وبحسب ما ورد أخبر قائد من حزب الله الباحثين في عام 2016، «بعد أن انتهينا من سوريا، سنبدأ باليمن، حزب الله موجود بالفعل.

وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في 2016 إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كتب إليه أن «مقاتلينا وصلوا إلى اليمن لتعليم الشعب اليمني جوهر الحكم»، وفي يونيو 2018، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية قتل 8 من أعضاء حزب الله باليمن.

نصر الله والحوثيون

في أغسطس 2018 قال السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان، إن الغارة التي شنتها قوات التحالف على موقع الحوثيين «كشفت تدريبات عملية لحزب الله، تقدم المشورة للحوثيين، وأظهرت صورة خلفية لـ»القائد الأعلى» الإيراني على كمبيوتر الميليشيات»؛ واتهم وزير الخارجية عادل الجبير إيران وحزب الله مرارا.

وفي يوليو 2018، قال متحدث باسم التحالف «حزب الله هو أكبر مورد للأسلحة للحوثيين» والتحالف لديه أدلة على أن خبراءه كانوا على الأرض، حيث يقومون بتدريب الحوثيين ومنحهم نظام اتصالات عسكريا. وفي أكتوبر 2018، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريث تورط حزب الله في اليمن.

في عام 2018، صعد نصر الله دعم جماعته للحوثيين، وفي 29 يونيو، أشاد نصر الله بالحوثيين في خطاب علني، قائلا «أتمنى أن أكون أحد مقاتليكم، وأن أحارب تحت إشراف قادتكم الشجعان والأعزاء».

وفي منتصف أغسطس، استخدم حزب الله خطابه السنوي لعرض الدعاية المؤيدة للحوثيين، وفي 19 أغسطس، التقى نصر الله بوفد الحوثي في بيروت.

تصنيف الحوثيين في عام 2014

صنفت السعودية الحوثيين كمنظمة إرهابية، وانطلاقا من نوفمبر 2018، أفادت التقارير بأن إدارة الرئيسي الأمريكي دونالد ترمب تفكر في تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مما سيمكن الإدارة من تجميد أصول المجموعة وحظرها من السفر إلى الولايات المتحدة.

ومن شأن هذه الخطوة أيضا أن تسهل العقوبات الأمريكية ومحاكمة من يقدمون الدعم المادي للحوثيين.

اعترافات مسؤول مخابراتي أمريكي:

في عام 2012

كشفت المحادثات الهاتفية التي تم اعتراضها بين المهربين وقوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني أن إيران «تستخدم قوارب صغيرة لشحن طراز AK-47 والقنابل الصاروخية وغيرها من الأسلحة».

في أوائل عام 2012

اعترضت الحكومة اليمنية شحنة أخرى من المواد المصنعة الإيرانية كانت موجهة لرجل أعمال يمني من الحوثيين لإنشاء اختراقات متفجرة، وهي أجهزة متفجرة محلية الصنع قادرة على اختراقها.

في يناير 2013

اعترضت عملية عسكرية أمريكية يمنية شحنة إيرانية من صواريخ أرض جو، متفجرات C4، وقذائف صاروخية في بحر العرب، وشبه المسؤولون الأمريكيون شحنات إيران «الصغيرة نسبيا ولكن بثبات من البنادق الآلية وقاذفات القنابل ومواد صنع القنابل وعدة ملايين من الدولارات نقدا» بأنواع المواد التي تقدمها إيران إلى حلفائها في سوريا والعراق، بحسب نيويورك تايمز.

في سبتمبر 2014

استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، وطردوا الحكومة اليمنية المركزية بعد أربعة أشهر، وزاد الدعم الإيراني لعمليات الحوثي زيادة كبيرة، حيث قامت طهران بشحن المجموعة من 160 إلى 180 طنا من الأسلحة والمعدات العسكرية في مارس 2015.

في 27 سبتمبر 2014

بينما كان عضو في البرلمان الإيراني علي زكاني يتحدث عن انقلاب الحوثي، وأكد أحد المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي بأن إيران في مرحلة «الجهاد الكبير» وأن ثلاث عواصم عربية «بيروت ودمشق وبغداد» سقطت بالفعل في أيدي إيران وتنتمي إلى الثورة الإيرانية».

أدلة التورط وفق مركز أبحاث الكونجرس

1- تشير الدلائل إلى أن إيران تسلح، وفي بعض الحالات توجه الحوثيين في حملتهم الصاروخية، على عكس نفي طهران، وذلك في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أبريل 2015.

2- ذكرت لجنة مراقبة مستقلة تابعة للأمم المتحدة في نوفمبر 2017 أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون على السعودية من المحتمل أن تكون من صاروخ Qiam-1 الإيراني الصنع والتصميم.

3- في ديسمبر 2017، عرض السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة نيكي هالي ومسؤولو البنتاجون حطام الصواريخ التي تم إطلاقها على المملكة، مؤكدا أن علامات الصواريخ وتصميماتها أظهرت أن إيران صنعتها.

4- واستمر اكتشاف الأمم المتحدة للأصول الإيرانية في صواريخ الحوثيين بشكل جيد حتى عام 2018، مع دليل تلو آخر يؤكد العلاقة بين إيران والحوثيين.

5- وجد تقرير للأمم المتحدة الصادر في يناير 2018 أن الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم تفتيشها أخيرا «تظهر خصائص مشابهة لمنظومات الأسلحة المعروفة بإنتاجها في جمهورية إيران»، وبالتالي، فإن الفريق «مستمر في الاعتقاد» بأن طهران تقدم صواريخ وغيرها من الأسلحة إلى الحوثيين.

6- في الواقع ذاته، تباهت إيران أخيرا علنا بدعمها للحوثيين، حيث أخبر جنرال في الحرس الثوري الإيراني وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني بأن الحرس قد أمر الحوثيين بمهاجمة ناقلتين نفطيتين سعوديتين في يوليو 2018، وذلك بحسب البي بي سي.

المصدر: صحيفة مكة

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر