Anastasios Papadopoulos

تزداد أهمية الثقة والتحقق بشكل متسارع. تضمن تقنية البلوكتشين هذه الثقة، لتصبح أداة حاسمة عندما يتعلق الأمر بتنمية شركتك الناشئة.

في الربع الأول من عام 2022، شهدنا رقمًا قياسيًا بلغ 9 مليارات جنيه استرليني تم جمعها من رأس المال الاستثماري لشركات التكنولوجيا الناشئة التي توسع نطاقها في المملكة المتحدة. وتحتل المملكة المتحدة المركز الثاني بعد الولايات المتحدة الأميركية من حيث استثمار رأس المال الاستثماري لشركات التكنولوجيا الناشئة، متقدمة على الهند والصين.

ومع ذلك، حسب ممول الشركات الناشئة FundSquire، يتم حل حوالي 20% من الشركات الناشئة في عامها الأول.

وبالعمل مع الشركات الناشئة وقادة الصناعة، لاحظنا كيف يمكن أن تلعب تقنية البلوكتشين دورًا هامًا في مساعدة الشركات على النمو.

توفر تقنية البلوكتشين ثقة صريحة وتعاونية لا يمكن إنكارها في السجلات مما يتيح إجراء معاملات أسرع وأكثر أمانًا.

وتتحول الشفافية والثقة إلى موضوع مثير بين المستهلكين والشركات. ويعني ذلك وجود فرص متزايدة لشركة ناشئة لاستغلال تقنيات ناشئة مثل البلوكتشين في نموذج عملها. وبهذا يمكن أن تملء الفراغات في السوق، حيث يمكن للثقة الصريحة تقديم تلك الميزة التنافسية الهامة والفائدة للمستهلك. وبالقيام بذلك، يمكنها التميز عن العلامات التجارية الأخرى لتعزيز النمو بشكل كبير.

3 علامات تشير إلى أن شركتك الناشئة قد تستفيد من تقنية البلوكتشين

1- تعمل شركتك في سوق تتميز بنقص الثقة.

2- يحتاج متبنو التكنولوجيا لديك إلى الوصول إلى معلومات آمنة ومُحدَّثة بشكل فعَّال.

3- يبحث المستخدمون عن المصادقة الآمنة وحماية هوياتهم الرقمية.

وتتعلق النقاط الثلاثة بالثقة الصريحة.

في خطابه الرئيسي في منتدى هايبرليدجر العالمي حول الأمان والثقة والبلوكتشين، استشهد الخبير الأميركي المعروف في مجال الخصوصية الإلكترونية “بروس شناير” بكتاب “البلوكتشين والهندسة المعمارية الجديدة للثقة” لكيفن ويرباخ، إذ قال إن الكتاب يحدد أربع هندسات معمارية مختلفة للثقة، تتراوح بين “ثقة الند للند”، و”ثقة الوسيط” مثل PayPal، إلى “الثقة الموزعة”، وهو ما تتيحه تقنية البلوكتشين، التي توفر الثقة في النظام.

بالطبع، كما قال “شناير” في خطابه، فإن هذه الثقة في النظام ومشغليه تعتمد على الإنسان. لكن تقنية البلوكتشين توفر طبقات من التأكيدات والحقائق التي لا يمكن تكذيبها لتعزيز الثقة الصريحة. فهي تتجاوز أي شيء موجود اليوم وتمثل التطور التالي لهيكل الثقة المعمارية.

من خلال دمج الشركات الناشئة في هذه الشبكات الموثوقة، تضع الشركات الناشئة نفسها في موقع رابح للبقاء والنجاح. ولكن كيف يضمن البلوكتشين هذه الثقة بالضبط؟ وكيف يمكن للشركات الناشئة استخدامه لتسريع نموها؟

ما هو البلوكتشين؟

يوفر البلوكتشين سجلاً رقميًا موزعًا آمنًا يربط العديد من المشاركين بمصدر واحد للبيانات – السجل الذهبي للحقيقة. ويمكن استغلال ذلك لتنفيذ عمليات الأعمال السلسة التي تشمل مختلف المشاركين وتلغي الحاجة إلى إصدار شهادات اعتماد ورقية.

يمكن التحقق من صحة هذه الشهادات الرقمية عن طريق أي شخص في غضون لحظات باستخدام تقنية البلوكتشين، دون الاعتماد على التدخل اليدوي للسلطة المصدرة. وأهم من ذلك، يتم حماية الوسيط الرقمي بواسطة التشفير.

تطبيقات البلوكتشين – شركة تنظيم الفعاليات الناشئة

يتمثل مفتاح هذه الحماية والثقة الصريحة في بيانات التجزئة المشفرة. ومثال كلاسيكي على ذلك استخدام شركة تنظيم فعاليات “البلوكتشين” لإصدار التذاكر وتسهيل أي مبيعات ثانوية أو إعادة بيع، وحل مشكلة تزوير التذاكر. إضافة إلى ذلك يحصل مشترو التذاكر بفضل البلوكتشين على مفتاح عند الشراء يمكنه فتح عنوان تذكرة عام فريد، وبالتالي يمكنهم إثبات ملكيتهم للتذكرة.

إنه مزيج من شبكة مفتوحة مقترنة ببيانات مُجَزَّأة وتشفير لإنتاج طريقة سريعة وآمنة وفعالة لتأمين الشهادات والتحقق منها.

ويوفر البلوكتشين معاملات ثابتة وشفافة. ويلغي السجل الموزع واللامركزي أي عملية للمصالحة والتسوية.

في الظروف الحالية، يتم التحقق من المعاملات عن طريق سلطة مركزية. إذ يستبدل البلوكتشين هذه العمليات المركزية بأخرى غير مركزية، مما يعني أن مجموعة تعاونية من المستخدمين يمكنها التحقق من العناصر.

ويتم إنتاج سجل شفاف للسجلات باستخدام تقنية البلوكتشين، حيث يتم وضع ختم زمني على البيانات التي يرسلها المستخدمون، ثم يتم إضافتها إلى السلسلة بترتيب زمني. ويجري ربط الكتل المذكورة أعلاه معًا باستخدام التجزئة، وتتميز السلسلة بالثبات الكامل، مما يجعلها تقريبًا ثابتة. وبالتالي، يأتي اسم البلوكتشين من هذا النوع من التقنية.

على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بحفظ السجلات، يعني ذلك عدم إمكانية إنكار الحدث، وبالتالي فإن الشركات لا يمكنها الاعتراض على مطالبات التعويض المقدمة من قبل المستخدمين الآخرين. ويمكن للبلوكتشين التحقق من عدم الرجوع عن الموافقة.

المعاملات والثقة

البلوكتشين العام آمن جدًا ومن الصعب تقريبًا تزويره بسبب التشفير الأساسي المستخدم. وإذا حاولت الشركات التلاعب بالسجلات الخاصة للبلوكتشين، يمكن لمراجع مستقل مراقبة المشاكل في الشبكة. ويوفر البلوكتشين الثقة والأمان اللازمين لربط عدة منظمات على السجل المشترك.

وذلك لأن جميع المستخدمين لديهم حق الوصول إلى نسخة من البلوكتشين كله، مما يعني أنهم يمكنهم رؤية أي تلاعب قيد التنفيذ. وإذا كان هناك تطابق في التجزئة على مدار السلسلة، فإن السجلات تكون موثوقة.

علاوة على ذلك، تمثل العقود الذكية مستقبل المعاملات وهي متشابكة مع البلوكتشين. والعقود الذكية هي جزء من الكود يمكن أن يحدد كل خطوة في المعاملة، مع إمكانية ربط العديد من البلوكتشينات والأصول. وعندما تنفَّذ شروط العقد، يتم تفعيلها تلقائيًا. وبالنسبة للشركات الناشئة، يمكن أن تحدث هذه العقود المشفرة ثورة في طريقة تنفيذ أعمالها.

على سبيل المثال، تناسب العقود الذكية إدارة سلسلة التوريد تمامًا. ويمكن أن تعزز تتبع المعاملات، وتتبع المنتجات أثناء تحركها، وتفعيل التكاليف عند الحاجة. وأهم من ذلك، لا حاجة لوجود وسيط.

تعزيز شركتك الناشئة باستخدام البلوكتشين

هناك دائمًا مخاطر وتكاليف مرتبطة بأي تقنية جديدة، وبالنسبة للكثيرين ستبدو البلوكتشين قفزة إلى المجهول. ولكن بالنسبة لشركة ناشئة في موقع الابتكار والمجال الجديد، فإن الانتقال إلى البلوكتشين يمكن أن يكون ذا أهمية خاصة.

نحن جميعًا بحاجة إلى الثقة للتفاوض في الأعمال بفعالية. فالموردون والمستهلكون يتبنون اتجاهًا لتوسيع وعيهم بمخاوف الثقة والأمان؛ وهو ما يزيد من عدد فرص استخدام البلوكتشين لدعم وإثبات قيمته. ويخلق البلوكتشين ثقة صريحة وتعاونية ولا يمكن إنكارها في السجلات، مما يتيح إجراء معاملات أسرع وأكثر أمانًا.

هذه التقنية جاهزة للاستيلاء على السوق. ويمكن للشركات الناشئة التي تتطلع إلى التوسع بقوة في السوق، أن تستغل الثقة الصريحة والأمان الذي يوفره البلوكتشين. 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: information-age