سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
د. سعد محمد الفليح
لرؤية 2030 ثلاثة أهداف رئيسية، وهي: تحقيق الاقتصاد المزدهر، والارتقاء بالمجتمع ليكون حيويًا، وخلق وطن طموح حكومةً ومواطنين. والقاسم المشترك بين الأهداف الثلاثة، أنها لا تتحقق ولا تستديم، إلا بوجود رأس المال البشري السعودي. ولهذا كان الاستثمار في أي برنامج لتزويد المملكة بوقود نهضة المستقبل من الشباب والشابات، مهمًا وضروريًا في هذه الفترة.
أحد هذه البرامج التي أثبتت نجاحها، هو برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وقد مرَّ هذا البرنامج بمجموعة من المراحل، حتى بلغ ذروة نضج التجربة، وتمام الاستفادة، وعظيم النتائج. وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية الوجهة الرئيسيّة لهذا البرنامج، وذلك لما تتميز به الولايات المتحدة من جودة في التعليم، واختلاف في المدارس، وتنوع في الخبرات؛ إذ يوجد أكثر من ٤٧٠٠ مؤسسة تعليمية معتمدة متوزعة في الولايات المختلفة. كما أن قائمة وزارة التعليم للجامعات المتميزة للإلحاق بالبعثة، ضمت ٥٢ جامعة أميركية من أصل ١٠٠ جامعة على مستوى العالم. وما يميز خريج أميركا، الخبرة التي يكتسبها من خلال اعتماده على الذات في رحلة الابتعاث، والمهارات الحياتية المختلفة التي يكتسبها من التعامل والاطلاع على أحدث الأنظمة خلال معيشته هناك.
وقد اقتصر الابتعاث، أخيرًا، على الجامعات المميزة بمرحلة تقنين وتحسين لمخرجات البرنامج، ويتوقع أن يستمر البرنامج في التطور وتتزايد الأعداد مستقبلاً، لتغطية احتياج المملكة للقيادات الشابة.
ويُعتقد أن يتبنى مهندس الرؤية، سمو الأمير محمد بن سلمان، هذا البرنامج بشكل عام، ويزيد في أعداد المبتعثين للولايات المتحدة، خصوصًا بعد مبايعته وليًا للعهد، لما يشهده البلدان من تقارب في السياسات والرؤى ووجود العديد من الأهداف المشتركة. كما أن الاتفاقيات والعقود الاقتصادية والتجارية والعسكرية بين البلدين التي قاربت قيمتها٤٠٠ مليار دولار، سيكون لها الأثر في زيادة الابتعاث للولايات المتحدة الأميركية بهدف نقل التقنية ونقل المعرفة الكيفية (know-how) لتشغيل المشاريع المشتركة ونقل الخبرات للسعوديين. ومن المتوقع أن يتحول الابتعاث إلى التخصصات الدقيقة التي تحتاجها الرؤية، كتخصصات المالية، وإدارة الإمداد، واللوجستيات، والقانون، والهندسة بأنواعها، والطب، والعلوم الطبية التي تساهم بطريقة مباشرة في تحقيق الرؤية.
وجود سمو الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئاسته لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يدخل في اختصاصاته شؤون التنمية البشرية والتعليم، أكبر حافز ليشهد الابتعاث لأميركا قفزة نوعية. فلقاءات سموه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لم تقتصر على القضايا السياسية والتبادل العسكري والتجاري فقط، بل شملت التبادل التعليمي والأكاديمي، لتسهل عملية القبول والتنقل للمبتعثين السعوديين.
ويتميّز سمو الأمير بإدراك ووعي بالمؤسسات التعليمية المرموقة في أميركا، وليس من دليل أوضح على ذلك، كالشراكة والتعاون الذي صنعه سموه مع كلية بابسون لإنشاء كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال. ومن لا يعرف كلية بابسون، فهي الأولى عالميًا في تخصص ريادة الأعمال، وتعتبر أحد الروافد المهمة لاقتصاد الولايات المتحدة الأميركية، لما تقدمه من خريجين يصنعون الاقتصاد بمشاريع تخلق فرصًا وظيفية ضخمة وإضافة قيمة للناتج القومي.
وما يدعم ذلك، أن سمو الأمير يُؤْمِن بقدرات الشباب السعودي. وقد ذكر غير مرَّة، أن سموه يتطلع إلى مستقبل يصنعه الشباب السعودي، وخيرُ تمكينٍ للشباب السعودي، هو الاستثمار في تعليمهم بالجامعات العالمية المميزة.
أستاذ الإدارة الصناعية المساعد – عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المجمعة*
@Alflayyeh
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر