سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
يونس السيد
عقدت قبل أيام قليلة قمّة في مدينة بيليم البرازيلية، جمعت الدول التي تتشارك حوض الأمازون؛ لبحث التحديات التي تواجهها المنطقة، والسعي لإيجاد حلول ملموسة للاحترار المناخي.
وعلى الرغم من أهمية المسائل التي بحثتها القمة، كالتوصل إلى استراتيجيات مشتركة لمكافحة قطع أشجار الغابات، وتعزيز التنمية المستدامة في هذه المنطقة الشاسعة التي تؤوي حوالي 10 % من التنوع البيولوجي على الكرة الأرضية، فإنها لم تجد الاهتمام الكافي من جانب الدول الصناعية الكبرى والمدافعين عن المناخ ودعاة التصالح مع البيئة وغيرهم، لا لشيء إلا لأن المبادرة والقرار جاءا من الدول المعنية مباشرة بالتحديات المتزايدة في تلك المنطقة، وفي إطار مصالحها وسيادتها الوطنية.
فقد ضمّت القمة ممثلين عن الدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون التي أنشئت في عام 1995، وهي إضافة للبرازيل، بوليفيا وكولومبيا وغيانا والبيرو وفنزويلا والإكوادور وسورينام. وفي ختام القمة دُعي أعضاء غير مشاركين في المنظمة مثل إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل، التي تعدّ موطناً لغابات شاسعة في قارات أخرى.
بطبيعة الحال، كان الدرس الذي قدّمه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والذي سبق أن تعهد بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، علماً بأن 60 في المئة من غابات الأمازاون تقع في الأراضي البرازيلية، هو التعويل على شعوب وحكومات المنطقة أولاً، وأن تكون القرارات الصادرة عن القمة بمنزلة التزام وطني لدول المنطقة، وليست ناتجة عن أي ضغوط خارجية.
وقال دا سيلفا، في ختام قمة بيليم، وهي بالمناسبة المدينة التي ستستقبل القمة الأممية بشأن تغيير المناخ (كوب 30) عام 2025، إنه يرفض قبول «محاضرات» عن حماية البيئة من الدول الصناعية، وقال بمنتهى الوضوح: «لا نقبل الاستعمار الأخضر الجديد الذي يضع حواجز تجارية وإجراءات تمييزية بدعوى حماية البيئة ويتجاهل قواعدنا وسياساتنا الوطنية».
وكان يردّ على مطالبات أوروبية في وقت سابق بتضمين اتفاقية التجارة الحرة المزمعة بين الاتحاد الأوروبي والتحالف الاقتصادي لأمريكا الجنوبية «ميركوسور»، إعلاناً إضافياً بشأن المناخ والبيئة وحقوق الإنسان، معتبراً أنه يعدّ تدخلاً في الشؤون الداخلية لدول الميركوسور (البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأوروغواي).
ومن اللافت أن دا سيلفا ينطلق في رؤيته للمنطقة باعتبارها أكبر من الاتفاقيات، فهو يعتقد أنه «يجب الحفاظ على «الأمازون» ليس محمية فحسب، بل مصدراً لتعلم العلماء في كل أنحاء العالم، من أجل إيجاد سبل للحفاظ على الغابة.. والسماح لسكان المنطقة بالعيش بكرامة».
وبالمحصلة، تستهدف البرازيل عدم السماح بوصول منطقة الأمازون إلى نقطة «اللاعودة»؛ حيث إن استمرار اجتثاث الغابات وتخريب البيئة يجعل الأمازون تصدر كمية من الكربون أكثر مما تمتصه، وهو أمر سيؤدي إلى تفاقم ظاهرة احترار الكرة الأرضية. بهذا المعنى، فقد أكد الإعلان المشترك للقمة على «الأهداف والمهمات الجديدة»، التي ينبغي للدول الأعضاء الالتزام بها وإنجازها، من دون فرض وجهات نظر أي طرف على الطرف الآخر، بهدف التوصل إلى إجماع تدريجي.
المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر