سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
نومبي نينجا
تشير “الأشياء” في إنترنت الأشياء (Internet Of Things (IoT، إلى الأجهزة أو الآلات أو غيرها من الأشياء المضمنة بأجهزة استشعار تقوم بجمع المعلومات وتخزينها وتحليلها. أمَّا عندما ترتبط هذه “الأشياء” بالإنترنت وخادم البيانات المركزي، فإنه يمكن تحميل هذه البيانات للمزيد من المعالجة، واستخدامها لتسهيل أداء العديد من المهام.
ما الذي يجعل الشيء “ذكيًا“؟
إن القدرة على إرسال واستقبال المعلومات تجعل “الأشياء” ذكية، وهو أمر ممكن حدوثه عندما يكون ثمة شيء متصل بالإنترنت؛ وهو ما يعني أن هذا “الشيء” لا يحتاج إلى مساحة تخزين فائقة أو جهاز كمبيوتر فائق السرعة بداخله، ولكن يجب الاتصال فقط بوحدة تخزين فائقة أو كمبيوتر فائق أيضًا.
لماذا يبدو الأمر مهمًا؟
تشمل الأجهزة المزودة بإنترنت الأشياء، الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة المنزلية والشخصية مثل: ماكينات القهوة، والثلاجات، و”جوجل هوم” Goole home، وساعات أبل وغيرها. إذ أصبحت كل هذه الأشياء وغيرها من الأمور اليومية “ذكية” بشكل متزايد، لأنها تجمع البيانات وتتبادلها عبر الإنترنت. فعلى سبيل المثال: نجد أنه في قطاع الطاقة، يمكن استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة مستويات الإضاءة، ودرجة الحرارة، واستخدام الطاقة، وغير ذلك من الأمور. وبمعالجة بيانات الاستشعار هذه، يمكن للخوارزميات الذكية أن تدير استخدام الطاقة في الوقت الفعلي بشكل أكثر فاعلية مما يستطيع الأفراد فعله؛ مما يوفر المال والطاقة. إضافة إلى ذلك يمكن أن يكون إنترنت الأشياء، مفيدًا جدًا في التحذير من الكوارث عن طريق جمع المعلومات الهامة حول البيئة، وهو ما يسمح بالكشف المبكر عن الكوارث البيئية مثل الزلازل، وأمواج الأعاصير مثل “تسونامي”، ومن ثم القدرة على إنقاذ الأرواح.
بعض تطبيقات إنترنت الأشياء
أولاً: المنزل الذكي
أحد أكثر التطبيقات شيوعًا لتقنية “إنترنت الأشياء” هو المنازل الذكية، إذ يتم توصيل أجهزة مثل: منظمات الحرارة، وأنظمة الإضاءة، وأنظمة الأمان، والتحكم فيها من خلال محور مركزي. وتسمح هذه التقنية لأصحاب المنازل بمراقبتها والتحكم فيها عن بُعد، مما يخلق بيئة معيشية أكثر ملاءمة وأمانًا، وكفاءة في استخدام الطاقة.
منظمات الحرارة الذكية: وذلك بناءً على الطقس والجدول الزمني لمالك المنزل، إذ يمكن للجهاز ضبط درجة الحرارة.
أنظمة الإضاءة الذكية: يمكن برمجة هذه الأنظمة لإطفاء الأنوار في الغرف غير المأهولة، مما يقلل من استهلاك الطاقة وفواتير الخدمات.
كاميرات المراقبة الذكية: إذ يمكن الوصول إلى الكاميرات عن بُعد مما يوفر الأمان.
أقفال الأبواب الذكية: عندما يكون أصحاب المنازل بالخارج، يمكن التحكم في الأقفال ومراقبتها باستخدام هواتفهم الذكية.
أنظمة الترفيه المنزلي الذكية: إذ تتحكم تطبيقات الهواتف الذكية أو الأوامر الصوتية في النظام، مما يسمح لأصحاب المنازل ببث الموسيقى ومقاطع الفيديو في جميع أنحاء منازلهم.
أجهزة المطبخ الذكية: مثل الثلاجات التي تعمل باللمس، وأجهزة الميكروويف التي يتم التحكم فيها بالصوت، والأفران الذكية، والمكانس الكهربائية، وآلات صنع القهوة المؤتمتة بالكامل.
المساعدون الأذكياء في المنزل: وهي الأجهزة التي تتحكم في الأوامر الصوتية، بما يسمح لأصحاب المنازل بالتحكم في الأجهزة المختلفة والوصول إلى المعلومات من دون استخدام اليدين.
ثانيًا: الرعاية الصحية
تعمل تقنية “إنترنت الأشياء” على تغيير صناعة الرعاية الصحية، عن طريق الأجهزة القابلة للارتداء مثل: الساعات الذكية، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، وكذلك أدوات المراقبة عن بُعد؛ إذ يمكنها تتبع العلامات الحيوية وإرسال البيانات إلى مقدمي الرعاية الصحية، ما يسمح بالكشف المبكر عن المشكلات الصحية وتوفير رعاية أكثر تخصيصًا. وتعدُّ هذه التقنية على درجة من الأهمية، خصوصًا للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، لأنها تسمح برعاية أكثر فعالية.
مراقبة المريض عن بُعد: توفر الأجهزة التي تعمل في إطار “إنترنت الأشياء” تدفقًا مستمرًا من المقاييس الصحية في الوقت الفعلي مثل: معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة الحرارة، ومراقبة الجلوكوز وغيرها؛ وهو ما يسمح للمرضى والأطباء بتتبع صحة الفرد عندما لا يكون عند الطبيب عمل مكتبي؛ مما يسهم في تحسين النتائج وانخفاض التكاليف.
أجهزة استشعار قابلة للهضم: وتقوم بجمع المعلومات ذات الصلة بالجهاز الهضمي والأنظمة الأخرى بطريقة أقل عمقًا. وتقدم نظرة فاحصة لمعرفة مصدر النزيف الداخلي في المعدة.
العدسات اللاصقة المتصلة: ويتم تصنيع العدسات اللاصقة الذكية لقياس مستويات الجلوكوز في الدموع وإرسال تحذير من ارتفاع مستوياته.
الجراحة الروبوتية: يمكن للجراح إجراء بعض الجراحات المعقدة من خلال نشر أدوات مصغرة متصلة بالإنترنت داخل جسم الإنسان. وتنطوي هذه العملية على مزايا تشمل التدخل الجراحي عند حدود دنيا، وتقليل مدة الإقامة في المستشفى، وتسريع الشفاء.
ثالثًا: قطاع التصنيع
تُستخدم تقنيات “إنترنت الأشياء” في عمليات التصنيع لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف عن طريق تحسين كفاءة سلسلة التوريد، ودعم عمليات الإنتاج، وتقليل الهدر. إذ يمكن لأجهزة الاستشعار والآلات المتصلة، مراقبة أداء المعدات، واكتشاف العيوب، والتنبؤ باحتياجات الصيانة، وتحسين عمليات الإنتاج في الوقت الفعلي؛ إضافة إلى تحسين معدلات الإنتاجية الإجمالية، وتقليل وقت التوقف عن العمل.
تحسين سلامة العمال: إذ يمكن لأجهزة استشعار “إنترنت الأشياء” مراقبة مخاطر السلامة والتهديدات الأمنية في البيئات الصناعية، مما يقلل من مخاطر الحوادث.
ويمكن للصيانة التنبؤية لأجهزة استشعار “إنترنت الأشياء” الخاصة بآلات، مراقبة أداء المعدات، والتنبؤ بضرورة الصيانة؛ مما يقلل من وقت التوقف عن العمل ويزيد من عمر المعدات، وبالتالي زيادة الإنتاج.
تحسين التحكم في جودة المنتج: تستطيع مستشعرات “إنترنت الأشياء”، مراقبة جودة المنتج في الوقت الفعلي؛ مما يسمح للمصنعين بتحديد مشكلات الجودة ومعالجتها بسرعة، وتحسين خدمة العملاء عن طريق تسليم المنتجات بشكل أسرع.
تحسين سلسلة التوريد: يمكن لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأجهزة الاستشعار، تتبع الشحنات ومراقبة مستويات المخزون، وتحسين العمليات اللوجستية لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة.
تحسين الكفاءات التشغيلية: يمكن لأجهزة الاستشعار الخاصة بـ”إنترنت الأشياء”، مراقبة استخدام الطاقة في المصانع والأماكن الصناعية الأخرى، وتحديد المجالات التي يمكن تحسين كفاءة الطاقة فيها.
رابعًا: قطاع النقل
تعمل تقنيات “إنترنت الأشياء” على جعل وسائل النقل أكثر أمانًا وكفاءة واستدامة. إذ يمكن للمركبات المتصلة أن تتصل بعضها ببعض وبأنظمة إدارة حركة المرور؛ مما يقلل من الازدحام المروري والحوادث والانبعاثات. إضافة إلى ذلك، يمكن لتقنيات “إنترنت الأشياء” تمكين الصيانة التنبؤية للمركبات، وتقليل وقت التوقف عن العمل وتكاليف الصيانة.
إدارة الأسطول: يمكن لأجهزة استشعار “إنترنت الأشياء” الخاصة، مراقبة حالة وموقع المركبات في الوقت الفعلي، وتحسين المسارات وجداول الصيانة، وتقليل وقت التوقف عن العمل وتحسين كفاءة استهلاك الوقود.
النقل العام: يمكن أن توفر أجهزة الاستشعار معلومات فورية خاصة بجداول المواصلات العامة ومواقع المركبات؛ مما يتيح للركاب التخطيط لرحلاتهم بشكل أكثر كفاءة.
الإدارة الذكية لحركة المرور: يمكن لأجهزة استشعار “إنترنت الأشياء”، مراقبة تدفق حركة المرور، وتحديد النقاط الساخنة للازدحام؛ مما يتيح إجراء تعديلات في الوقت الفعلي لتوقيت إشارات المرور، وإعادة توجيه المركبات لتحسين تدفق حركة المرور وتقليل الازدحام.
حركة السيارات المتصلة بالإنترنت: يمكن للسائقين المتصلين بتقنيات “إنترنت الأشياء”، الوصول إلى معلومات في الوقت الفعلي عن ظروف حركة المرور، ومخاطر الطريق، ومدى توافر مواقف السيارات؛ مما يساعد في تحسين السلامة وتقليل الوقت في البحث عن مواقف للسيارات.
الاستدامة: بدعم أجهزة “إنترنت الأشياء”، يمكن للمركبات مراقبة الانبعاثات واستهلاك الوقود؛ مما يتيح لمقدمي خدمات النقل تحسين كفاءة الوقود وتقليل الانبعاثات.
خامسًا: قطاع الزراعة
تعمل تقنية “إنترنت الأشياء” على تحويل الزراعة بتحسين مستويات الغلة بالنسبة للمحاصيل وتقليل الفاقد. إذ يمكن لأجهزة الاستشعار والأجهزة المتصلة، مراقبة رطوبة التربة، ودرجة الحرارة، والعوامل البيئية الأخرى؛ مما يسمح للمزارعين باتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن الري وإدارة المحاصيل. وتراقب المستشعرات رطوبة التربة وتأخذ الطقس في الاعتبار بحيث لا تسقي أنظمة الري الذكية المحاصيل إلا عند الحاجة؛ مما يقلل من كمية المياه المستخدمة.
الزراعة الدقيقة: يمكن لأجهزة الاستشعار الخاصة بـ”إنترنت الأشياء”، مراقبة رطوبة التربة، ومستوى المغذيات، ودرجة الحرارة؛ مما يمكِّن المزارعين من تحسين جداول الري والتسميد وتقليل استخدام المياه والأسمدة.
إدارة الثروة الحيوانية: باستخدام أجهزة الاستشعار والأدوات الأخرى، يمكن للمزارعين مراقبة صحة وسلوك الماشية، وتحديد علامات الإنذار المبكر للمرض أو الاضطرابات، وتوفير الاستجابة في الوقت المناسب.
مراقبة الآلات والمعدات الزراعية: يمكن لأجهزة الاستشعار الخاصة بـ”إنترنت الأشياء”، مراقبة أداء الآلات والمعدات الزراعية وتحديد مواقعها؛ مما يمكّن المزارعين من تحسين جداول الصيانة وتقليل وقت التوقف عن العمل.
الطائرات من دون طيار الزراعية: تُستخدم الطائرات من دون طيار، سواء كانت تعمل على المستوى الأرضي، أو الجوي؛ لتقييم صحة المحاصيل، ومراقبة زراعة المحاصيل ورشها بالمبيدات، والتحليل الميداني.
المراقبة البيئية: يعتمد المزارعون على التنبؤات الجوية بالقمر الصناعي ليكون لديهم وعي بأحوال الطقس والعوامل البيئية الأخرى؛ مما يمكنهم من اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات حول الزراعة والحصاد والأنشطة الزراعية الأخرى.
سادسًا: قطاع مبيعات التجزئة
تساعد تقنية “إنترنت الأشياء” قطاع البيع بالتجزئة، من خلال الأجهزة المتصلة وأجهزة الاستشعار مثل المنارات التي تسمح لتجار التجزئة بجمع البيانات حول سلوك العملاء وتفضيلاتهم. ويمكن استخدام هذه البيانات لتخصيص جهود التسويق وتحسين تجربة العميل.
إدارة المخزون: يمكن تقليل حالات نفاد المخزون، وتجنب الإفراط في التخزين.
الرفوف الذكية: تقوم بإخطار الموظفين بالتجديد عندما ينفد المنتج، أو ينفد من المخزون.
أجهزة التنبيه: توجه رسائل وعروضًا ترويجية مستهدفة إلى الهواتف الذكية للعملاء بناءً على موقعهم في المتجر.
التجارب الشخصية: تعمل تقنيات “إنترنت الأشياء” على تقديم توصيات مخصصة بناءً على تتبع سلوك العملاء وتفضيلاتهم.
عملية الدفع: يمكن لأجهزة الدفع الذاتي وأنظمة الدفع عبر الهاتف المحمول، تحسين تجربة السداد عن طريق تقليل أوقات الانتظار وتعزيز الأمان.
منع السرقة: باستخدام أنظمة تعيين الحدود الجغرافية Geo-Fencing، يمكن منع مشاكل مثل سرقة المتاجر، وتقليص تجارة التجزئة.
عربة التسوق الذكية: يمكن لتقنيات “إنترنت الأشياء”، المساعدة في مسح الرمز الشريطي، وموقع المنتج، ومعالجة الدفع، والتوصيات الشخصية، بناءً على سجل تسوق العميل.
وفي المحصلة، يمكن القول إن “إنترنت الأشياء” (IoT)، إنما هو مجال سريع النمو ينذر بإحداث ثورة في الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا وبيئتنا المادية. فمع تزايد توافر الأجهزة وأجهزة الاستشعار المتصلة، فإن “إنترنت الأشياء” لديه إمكانيات هائلة لإحداث التحول في قطاعات مثل: الرعاية الصحية، والنقل، والتصنيع. ومع ذلك، فإن ثمة تحديات يجب معالجتها، مثل ضمان أمان وخصوصية البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة هذه الأجهزة.
ورغم هذه التحديات، يبدو مستقبل “إنترنت الأشياء” واعدًا، إذ يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من الأجهزة التي أصبحت متصلة بعضها ببعض ومشاركة البيانات في السنوات المقبلة. فمع استمرار تطور هذه التقنيات، سيكون من المهم للأفراد والمنظمات والحكومات العمل معًا لضمان الاستفادة من مزايا “إنترنت الأشياء”، مع تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى. وفي النهاية، فإن نجاح “إنترنت الأشياء” سوف يعتمد على قدرتنا على تسخير قوة هذه الأجهزة المتصلة بشكل مسؤول ومستدام.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات*
المصدر: Numpy Ninja
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر