“أوميكرون” لقاح ضعيف | مركز سمت للدراسات

“أوميكرون” لقاح ضعيف

التاريخ والوقت : الخميس, 19 مايو 2022

ليزا جارفيس

من الجوانب المزعجة الناجمة عن الإصابة بعدوى “كوفيد-19” الخفيفة، هي أنه بالنسبة لمعظم الناس، تتبعها فترة راحة، وهو وقت مثالي ليقوم الجهاز المناعي بالهجوم على جميع الأجسام الغريبة ويمنع الإصابة مرة أخرى.

ولكن كل الأشياء الجيدة، لها نهاية. في مرحلة ما، سوف تتضاءل موجة الأجسام المضادة الواقية.

مع كل متحور جديد، تتقلص مدة الحماية. وفي الأسابيع القليلة الماضية، كشفت دراسات من جنوب إفريقيا والولايات المتحدة والصين أن متحوّرات أوميكرون (BA.2.12.1 وBA.4 وBA.5) قادرة على اختراق جهاز المناعة بصورة أكثر قلقًا من عدوى أوميكرون السابقة.

من الناحية العملية، يعني هذا أنه بالنسبة لمجموعة كبيرة من سكان الولايات المتحدة الذين أصيبوا لأول مرة بفيروس كوفيد خلال فصل الشتاء، قد تكون فترة الراحة بعد الإصابة قد انتهت. كما قد يتساءل هؤلاء الأشخاص عن مدى أمان السفر وحضور التجمعات الكبيرة وتناول العشاء مع الأصدقاء والأقارب ضعيفي المناعة.

لسوء الحظ، ليس هناك إجابات سهلة. يقول “أبرار كاران”، عالم الأوبئة في جامعة ستانفورد: “يرغب الناس أن يكون الأمر: “هل أنا آمن أم لا؟ ” لكن الخطر هو سلسلة متصلة.

هذا لأنه في هذه المرحلة من الجائحة، تكون المتحوّرات معقدة جدًا والبيانات محدودة كذلك (خاصة في الولايات المتحدة، حيث جعلت الاختبارات في المنزل متابعة انتشار الفيروس صعبًا)، ومن المستحيل تحديد المدة التي قد تستمر فيها مناعة أي فرد.

يمتلك العلماء دليلاً ملموسًا واحدًا: وهو أن الأشخاص غير الملقحين الذين أصيبوا بأوميكرون لديهم مناعة ضعيفة جدًا من متحورات هذا الفيروس. وكذلك كشفت دراسة جنوب إفريقية عن وجود فجوة واسعة بين الأشخاص الملقحين وغير الملقحين في كمية الأجسام المضادة الناتجة بعد الإصابة بأوميكرون.

يقول “أليكس سيجال”، عالم الفيروسات الذي قاد الدراسة في معهد إفريقيا لبحوث الصحة: “إن أوميكرون ليس لقاحًا جيدًا”.

أظهر بحث “سيجال” أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم والذين أصيبوا بأوميكرون وبالتالي لديهم ما يشير إليه العلماء على أنه مناعة هجينة، لاحظوا على الأقل ارتفاعًا قصير المدى في الأجسام المضادة التي يمكن أن تحمي من المتحورات السابقة، مثل دلتا، وبدرجة أقل، ضد أقرناء أوميكرون مثل BA.4 وBA.5..

إذًا، كم مرة تتجدد الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم مناعة هجينة؟ تشير البيانات الأولية على مستوى الدولة، والتي اعتقد خبراء الصحة في البداية أنها نادرة، إلى أنها قد تصبح أكثر شيوعًا.

من بين العديد من علماء الفيروسات وعلماء الأوبئة الذين طلبتُ تقييم الوقت الذي تم فيه التطعيم، إذ يمكن للشخص المصاب بأوميكرون أن يشعر بالأمان نسبيًا من الموجة الثانية من “كوفيد”، ويقترح معظمهم أن يكون في أي مكان من شهرين إلى ستة أشهر. لكن خبراء الصحة العامة يشيرون أيضًا إلى أنه في حالات نادرة تتجدد إصابة الأشخاص في غضون أسابيع؛ لأن خلال هذه الجائحة، لا يوجد ما يسمى بالحماية المطلقة.

هناك على الأقل فرصة جيدة لأن العدوى اللاحقة لدى الأشخاص الذين لديهم مناعة هجينة ستكون أقل حدة، إذ يتحسن جهاز المناعة في الاستجابة تجاه الفيروس. ولكن يجدر بنا أن نتذكر أن خبراء الصحة العامة ما زالوا لا يعرفون إن كانت العدوى المتكررة قد تزيد من خطر الإصابة بفيروس كوفيد لفترة طويلة أو إن كان لها عواقب صحية أخرى.

بالنظر إلى الكيفية التي أصبحت بها عملية التتبع العشوائي للعدوى، سيكون من الصعب الحصول على صورة واضحة لتلك المخاطر.

إنه تذكير آخر بقدرة “كوفيد” على البقاء. قد تكون البشرية مستعدة للمضي قُدمًا، لكن فيروس كورونا ما زال صامدًا.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدرbloomberg

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر