سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
بثينة اشتيوي
تحدثت في المقال السابق حول قوانين الموساد الإسرائيلي في اغتيال القيادات الفلسطينية والعربية المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في إشارة إلى اغتيال “طيار حماس”، المهندس التونسي” محمد الزواري”، لكن هذا المقال سيحمل أساليب الموساد في تنفيذ العمليات ضد الشخصيات البارزة والمعروفة بمناهضتها لسياسات المحتل.
أولا: أسلوب الرسائل المفخخة
وهو أول أسلوب استخدمه الموساد لإغتيال مناهضيه، مثل محاولة اغتيال (بسام أبو شريف)، الناطق الرسمي بأسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي ربما لم يكن يخطر في باله أنه مستهدف من أحد، حيث وصله طرد عبر البريد، بتاريخ 25/7/1972، في بيروت، وعندما فتح الطرد انفجر به، ففقد إحدى عينيه وتشوه وجهه، وأصيبت يداه.
ومن وجهة نظري، فإن استخدام الرسائل المفخخة سيف ذو حدين، فإذا كان بإمكان الموساد قتل مناضلينا برسائل مفخخة، فبإمكان المناضلين أيضا قتل الصهاينة بنفس الأسلوب، فالأسلوب ليس حكراً على أحد.
ثانيا: أسلوب تفخيخ السيارات
تعود (غسان كنفاني) أن يقود سيارته بنفسه من سكنه إلى مقر عمله في جريدة الهدف، ولم يرافقه أو يلازمه في تنقلاته سوى أعداد الهدف، ومسودات القصص التي يكتبها حيث لم يكن يخشى على نفسه من شيء.
وفي صباح 8/7/1972 ذهب إلى السيارة وبصحبته ابنة شقيقته، وحينما بدأ بتشغيل السيارة، دوى انفجار هائل دمر السيارة تدميرا كاملا وقتل غسان كنفاني وابنة شقيقته، وبينما كان الناس نياماً في رام الله والبيرة ونابلس، ولم يكن سوى بعض العمال والفلاحين والتلاميذ الذين خرجوا من بيوتهم مع أول خيوط شمس الصباح متجهين إلى حقولهم ومصانعهم، ومدارسهم، هز مدينة نابلس فجأة.
انفجار أيقظ الناس من سباتهم، وما كادوا يتبينون حقيقة الأمر، حتى اهتزت مدينة البيرة بإنفجار ثان، وانفجار ثالث في رام الله لقد تم تفجير سيارة (بسام الشكعة، وسيارة كريم خلف وسيارة محمد الطويل) في 2/6/1980.
وما حدث مع (زياد وشاحي) في قبرص 9/4/1973، وما حدث مع (عبد الهادي نفاع وعبد الحميد الشيبي) في روما 10/6/1973، وما حدث مع (محمد بوديه) في28/6/1973، بباريس، كان مشابها بشكل ما.
يمكن الحديث هنا، أن جميع المناضلين الذين تعرضوا لأسلوب تفخيخ السيارة سواءٌ من استشهد منهم أو من أصيب، لم يتخذوا الإجراءات الأمنية الضرورية والأساسية، وربما كان ذلك تحت ثقل التراخي الأمني أو النمط اليومي، أو عدم تفكير بعضهم بأنهم مستهدفون، لعدم انشغالهم بالعمل العسكري أو الأمني، ونسوا أن كل فلسطيني مهموم بقضيته سواء كان سياسيا أو أديبا أو صحفيا أو عسكريا، مستهدف من الموساد .
ثالثا: تفجير السيارة عن بعد
لقد كانت عملية حائط البراق والسيارة المفخخة للكنيست أول ثمرات عمل نوعي واستشهادي للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في قلب الأرض المحتلة، وليدخل اسم الشهداء” محمد بحيص، وحمدي التميمي”، في قائمة الاغتيال المرفوعة لفرق التصفية للموساد.
وفي الفترة التي صعد فيها الشهداء إلى بارئهم، كان (هاني عابد) القادم من مخيم جباليا يشق طريقه، مع جيل جديد لحركة الجهاد الإسلامي، حاملا مشعل الإيمان والوعي والثورة على طريق القسام والشهداء، أكمل دراسته وأصبح أستاذاً لمادة الكيمياء في كلية العلوم والتكنولوجيا في خانيونس.
واعتقل عابد عدة مرات لدى السلطة، و عندما ركب سيارته للمرة الأخيرة، وتوجه ليلقي محاضرته في الجامعة، وحينما انتهى خرج ليقود سيارته، فكان اللغم المتفجر في انتظاره من قبل الموساد الإسرائيلي.
رابعا: إطلاق النار عن قرب
تمثل هذا الفعل في ” وائل زعيتر”، وهو مناضل وأديب فلسطيني ولد في نابلس ، بعد سنة 1967 تفرغ للعمل الفلسطيني الإعلامي والسياسي، وعين ممثلاً لـمنظمة التحرير الفلسطينية في روما استطاع أن يمد جسوراً قوية بين الثورة الفلسطينية ومجموعة من قادة الفكر والسياسة في إيطاليا، في الحزب الشيوعي والحزب الإشتراكي للوحدة البروليتيارية، والإشتراكيين والمستقلين، وأسس معهم نواة اللجنة الإيطالية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد عملت هذه اللجنة على تنظيم المظاهرات.
بسبب هذه الأنشطة التي أزعجت العدو الإسرائيلي، قررت المخابرات الصهيونية قررت قتله في تاريخ 17/10/1972، بينما كان ينتظر المصعد للذهاب إلى شقته تقدم منه شخصان فأطلقا عليه 12 رصاصة من مسدسات كاتمة للصوت، فأستشهد، ولاذ المجرمون بالفرار، كما جرى الأمر مع المناضلين، العراقي ” باسل الكبيسي”، والفلسطيني ” عاطف بسيسو”.
خامسا: إغارة وإقتحام المنزل
كان ذلك مع ” كمال ناصر”، مناضل وسياسي وشاعر فلسطيني، ولد في بير زيت، وحصل على شهادة البكالوريوس في الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية ببيروت 1945 عمل مدرساً للأدب العربي في القدس، انتسب إلى حزب البعث العربي الإشتراكي.
اعتقلته السلطات الصهيونية بعد حرب 1967 وأبعدته إلى الخارج، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية 1969 ورئيس دائرة الإعلام والتوجيه القومي، وأصبح الناطق الرسمي بأسم المنظمة، وأصدر مجلة فلسطين الثورة.
سكن في بناية في شارع فردان كان يسكنها “كمال عدوان ومحمد يوسف النجار”، حيث تعرف على صحفية أمريكية كانت تسكن في الشقة المقابلة له وتوثقت العلاقة بينهما، إلى أن استشهد على يد مجموعة “كوماندوس” تابعة للموساد في10/4/1973 عندما اقتحمت شقته وأطلقت عليه النار، وقتل في نفس الهجوم _كمال عدوان ومحمد يوسف النجار، واختفت الصحفية بعد الاغتيال.
سادسا: تفخيخ الغرف
يعتمد أسلوب تفخيم الغرف على وضع عبوة لشخص في غرفة نومه، إما تحت السرير أو قريباً من جهاز الهاتف أو قريباً من الباب، ويتم تفجيرها بالضغط، أو بالتحكم عن بعد، أو بالضغط على زر الإنارة، ويكثر هذا الأسلوب في الفنادق، وهو ما جرى مع المناضل الفلسطيني ” محمود الهمشري”.
التحق بحركة فتح في لحظات تأسيسها الأولى بعد 1967، حيث أوكلت إليه مهمة العودة للأرض المحتلة ليعمل في تأسيس الخلايا الفدائية في 1968 عين معتمدا لحركة فتح وممثلاً لـ م.ت.ف في باريس، حيث أقام علاقات إيجابية مع الكثير من المنظمات السياسية الفرنسية، وقام بنشاط كبير بين صفوف الطلبة الفلسطينيين هناك.
حين عجزت الموساد عن توجيه ضربات حقيقية وجوهرية لمخططي ومنفذي العمليات الخارجية ضد أهداف صهيونية، قررت أن تضرب أهدافا سهلة، ضد سياسيين، أو ممثلين أو شخصيات بارزة في المجال الإعلامي كرد اعتبار للكيان الصهيوني، ورفع الروح المعنوية لليهود والصهاينة، وكان هو أحد أهم الشخصيات، ومثله أيضا الكاتب الفلسطيني” ماجد أبو شرار”.
سابعا: السم
مثل ما جرى مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقا” خالد مشعل”، في محاولة إغتيال له في العاصمة الأردنية عمان، عام 1997م، وكما جرى أيضا مع الرئيس الفلسطيني الراحل ” ياسر عرفات”، وإغتياله في مقر المقاطعة برام الله، عبر وضع سم له في الطعام عام 2007م.
ثامنا: الخنق
وهو ما جرى مع أحد أعضاء كتائب الشهيد عز الدين القسام، ” محمود المبحوح” عام 2010م، في فندق بمدينة دبي، حيث تم إغتياله بعد صعقة كهربائية داخل غرفته، وبعدها تم خنقه، إلى حين لفظ أنفاسه الأخيرة دون ظهور أي إصابات على جسده.
صحفية فلسطينية*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر