سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
في عالم السياسة يتصرف بعض الزعماء بنوازع شخصية عدوانية تتجاوز المصالح والقيم الأخلاقية التي يجب أن تتوفر في حدها الأدنى في الممارسة كي تحظى ببعض المصداقية، ثم إن هؤلاء لا يعدمون وسيلة مهما بلغت من السوء والخروج على المألوف والأخلاق والقانون من أجل تحقيق مصالحهم.
وعندما نقف أمام شخصية مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإننا نجد أنفسنا أمام شخصية إشكالية معبأة بالأحلام الإمبراطورية ومأخوذة بتاريخ فيه من السلبيات أكثر مما فيه من الإيجابيات، ويحاول استعادته لتطبيقه على الحاضر رغم ما فيه من مثالب وخطايا بحق كل شعوب المنطقة.
يستخدم الرئيس التركي حالياً سوريا مخلب قط لتحقيق أطماعه العثمانية ولا يعدم وسيلة لاستخدامها، ويحاول اللعب على كل الحبال واستغلال كل التناقضات مع الحلفاء والخصوم للوصول إلى هدفه.
مرة يبرر غزو شمال سوريا بمحاربة الإرهاب، وهو لا يقصد تنظيم «داعش» الإرهابي، ونظيره تنظيم جبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي ترعاها أنقرة، وتستخدمها في غزواتها، إنما يقصد الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). ومرة يدعي أنه يريد إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، من أجل توطين أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا، ويبرم اتفاقات مع كل من روسيا والولايات المتحدة من أجل ذلك، ثم يفاجئنا بموقف آخر عندما يعلن من المجر، أن بلاده ستفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين إلى أوروبا ما لم تحصل تركيا على الدعم المالي الكافي من الاتحاد الأوروبي.
ماذا يريد أردوغان.. هل يريد إقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، أم يريد تصديرهم إلى أوروبا؟
لا شك أنه يستخدم اللاجئين السوريين في أسوأ عملية ابتزاز للحصول على ما يريد من دعم مالي. لقد حوّل أردوغان اللاجئين إلى وسيلة ارتزاق وكأنهم سبايا يتصرف بهم كما يشاء على شاكلة الحريم في بلاط سلاطين بني عثمان.
أردوغان يريد منطقة آمنة، ويريد الهبات المجانية من الدول الأوروبية، ويمارس السمسرة مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران، لكنه يرفض إعادة اللاجئين إلى بلادهم حيث باتت معظم مناطقهم آمنة باستثناء المناطق التي تخضع للسيطرة العسكرية التركية المباشرة، أو لعملائها من التنظيمات المسلحة الأخرى، ومعظمها من المرتزقة الذين شكلت لهم مؤخراً جيشاً أسمته الجيش الوطني السوري، كي يقوم بالمهام القذرة في شمال وشمال شرق سوريا نيابة عن الجيش التركي.
كان أردوغان قد قبض من دول الاتحاد الأوروبي نحو ثلاثة مليارات يورو لمساعدته في إيواء اللاجئين السوريين، لكنه وجد الآن أن هذا المبلغ لم يساعده في مواجهة الأزمة الاقتصادية التركية، فعاد يهدد بفتح أبواب بلاده أمامهم للحصول على أكثر من ثلاثة مليارات أخرى.
نحن أمام رئيس يمارس تجارة البشر على المكشوف، وكأنهم في سوق للنخاسة، في أبشع عملية ابتزاز.
المصدر: صحيفة الخليج
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر