سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
في إطار الكفاح لمواجهة تداعيات الجائحة العالمية، وتزايد تكلفة الطاقة، وندرة ومحدودية المواد الخام بشكل دوري، إضافة إلى مستوى عالٍ من التضخم؛ يعمل قطاع طاقة الرياح بجدية ولم يفقد قوته.
وعند النظر في الأداء المتوقع لهذا القطاع، تشير التقارير الناتجة عن مؤسسة “جراند فيو ريسيرش” للأبحاث Grand View Research إلى أن “حجم سوق طاقة الرياح العالمي قُدِّر بـ99.28 مليار دولار أميركي في عام 2021، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) بما يمثل 6.5% ابتداء من عام 2022 حتى عام 2030. ويؤكد ذلك أن طاقة الرياح البرية والبحرية، لديها إمكانات هائلة لتنمية مستقبلية أكبر.
فعند النظر في البيانات، يبدو أن التحدي يتمثل في أن ما هو طبيعي اليوم لم يكن طبيعيًا قبل عامين بالنسبة لهذه الصناعة، التي تتميز بالتغيير المستمر والابتكار السريع بالإضافة إلى السياسات غير المتوقعة. وبينما يشهد القطاع انكماشًا في أوروبا (مع تعهد ألمانيا بتوسع سريع)، فقد زادت كمية الكهرباء التي أنتجها قطاع الرياح عالميًا بنحو 273 تيراواطًا في الساعة في عام 2021 (وذلك بزيادة 17%)، وهو ما يعني نموًا أعلى من جميع تقنيات توليد الطاقة الأخرى.
لقد جاءت أكبر مساهمة من الصين، وهي المسؤولة عما يقرب من 70% من نمو توليد طاقة الرياح في عام 2021، تليها الولايات المتحدة بنسبة 14% (إذ دعم القطاع أكثر من 120 ألف وظيفة في عام 2022)، والبرازيل بنسبة 7%، وذلك كما ورد في تقرير وكالة الطاقة الدولية. ومع هذا النمو والتحديات الجديدة التي يجب مواجهتها، فقد أصبح توافر توربينات الرياح والأجزاء الأخرى وإنتاجها وتوزيعها، أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ونظرًا لحجمها الكبير، فإنها توربينات الرياح تعتبر هي الأخرى شحنة خاصة، لا سيما أن اتحاد النقل الجوي الدولي قد أشار إليها باعتبارها قد تكون لها متطلبات محددة، نظرًا لطبيعتها ووزنها وقيمتها، بما في ذلك التعبئة والتغليف ووضع العلامات والتوثيق والمناولة من خلال سلسلة النقل. وتأتي هذه الحالة مع ضرورة وجود نوع خاص من الخدمات اللوجستية التي لا يمكن لأي شخص نقل هذا النوع من البضائع. وبالتالي، فمن المتعين أن يتم النقل بواسطة شريك لوجستي غير عادي ومفيد يمكنه نقل الأجزاء التي لا تتناسب عادةً مع حاوية قياسية. أمَّا على الصعيد العالمي، فإن نقل طاقة الرياح في حاجة إلى شريك لوجستي متكامل موثوق يمكنه توفير السعة المناسبة عند الحاجة بتكلفة محدودة؛ مما يوفر المرونة المقترنة بالتركيز الكبير على السلامة. لكن، مع كل هذه التغييرات، يثار التساؤل حول ما تحتاجه شركات طاقة الرياح وتتوقعه داخل هذا القطاع ولوجستياته.
أربعة اتجاهات لنقل طاقة الرياح سنشهدها في عام 2023
أولاً: تسليط الضوء على القطاع البحري: ففي عام 2021، أفادت وكالة الطاقة الدولية بأنه “من إجمالي 830 جيجاوات من طاقة الرياح المركبة، كانت الأنظمة البرية تمثل 93%، بينما تمثلت الـ7% المتبقية في مزارع الرياح البحرية، وهذه التقنية متطورة، وفي الوقت الحالي باتت توجد في 115 دولة حول العالم؛ في حين أن أعمال مصادر طاقة الرياح البحرية في مراحلها الأولى من التوسع، مع وجود طاقة استيعابية في 19 دولة فقط. ومع ذلك، وبفضل الابتكارات الجديدة، يشهد هذا القطاع انطلاقة للأعمال التجارية في تحويل عروض مزارع الرياح البحرية الخاصة بها. فمن المتوقع أن تتزايد مساهمات المصادر البحرية للطاقة في السنوات المقبلة، وذلك بقيام المزيد من البلدان بتطوير أول مزارع الرياح البحرية الخاصة بها، أو التخطيط لتطويرها. فقبل أيام قليلة فقط، أعلنت الصين عن إنشاء أول مزرعة رياح بحرية في العالم باستخدام توربينات بقدرة تصل إلى 16 ميجاوات، ولديها القدرة على توليد 400 ميجاوات، وإنتاج حوالي 1.6 تيراواط ساعة من الكهرباء سنويًا. وكما يؤكد المجلس العالمي لطاقة الرياح، فإن المواقع الجغرافية المختلفة ستفضل الحلول المختلفة. وسواء كانت مزارع الرياح العائمة في البحر أو تلك الموجودة في قاع البحار العميقة، فإن استغلال المياه لتثبيت التوربينات، أصبح يمثل فرصة رائعة للأسواق الجديدة للانضمام إلى هذا القطاع. وسيؤدي هذا التطور أيضًا إلى دفع احتياجات مختلفة في طريقة إعدادها ونقلها. وستحتاج لوجستيات طاقة الرياح بعد ذلك إلى مزودين متكاملين لديهم القدرة على نقلها بشكل صحيح أولاً على الأرض، ثم على المياه بسهولة وأمان مطلق.
ثانيًا: التحرك السريع اعتمادًا على الابتكار: فتوربينات الرياح التي لا تحتوي على شفرات مثبتة على الأسطح، وتوربينات المحور الرأسي، ومنصات تكنولوجيا التوربينات المتعددة العائمة، وغير ذلك؛ ليست سوى بعض الابتكارات الفعالة من حيث التكلفة التي تظهر في اتجاهات طاقة الرياح. فقد أدى الاهتمام المتزايد من اللاعبين العالميين في مجال الطاقة واستثماراتهم إلى تنشيط التقدم التكنولوجي. ويعني ذلك أن التغيير في هذه الصناعة يبدو سريعًا جدًا. فقد كنا نظن أننا سنشهد توربينات بقوة تزيد على عشرة ميجاوات (+10) في غضون عشر سنوات من الآن، لكننا نقرأ اليوم إعلانات عن توربينات بقدرة 18 ميجاوات قيد الإنتاج، وهي توربينات يمكنها أن تنتج 80 جيجاوات في الساعة من الكهرباء، وهي كافية لتزويد 96 ألف نسمة سنويًا، مع “تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقيمة 66 ألف طن. لذلك يقول “هينريك ويليام دالسجارد” Henrik Willum Dalsgaard، رئيس القسم الدولي لطاقة الرياح والطاقة المتجددة في شركة “مارسك”Maersk، إنه مع تغير قوة هذه التكنولوجيا، فإن احتياجات الشركات المنتجة لهذه الطاقة المستدامة سوف تتزايد أيضًا. ومع ظهور الروبوتات وعمليات الأتمتة في هذا الفضاء، بالإضافة إلى القدرة الجديدة داخل الخدمات اللوجستية لكل من البر والبحر، سوف يتم تخفيض تكلفة التركيبات والنقل والصيانة. وسينطوي ذلك على تطور إيجابي في قطاع الخدمات اللوجستية لطاقة الرياح الذي يتيح فرصًا جديدة في جميع أنحاء العالم.
ثالثًا: الاستدامة في مصادر الطاقة المتجددة: لقد ساهم الوعي المتنامي باستخدام الطاقة النظيفة والرغبة في التخفيف من آثار الاحتباس الحراري في زيادة كبيرة في شعبية طاقة الرياح على مدى العقود القليلة الماضية، لكن التأثير البيئي لإنتاج ونقل مثل هذه الطاقة المتجددة لا يؤخذ في الاعتبار دائمًا. فعند النظر في مستقبل توليد طاقة الرياح، لا سيما في السياق نحو هدف خفض الانبعاثات إلى الصفر في عام 2050، Net Zero Scenario، فإن ثمة حاجة إلى نمو أسرع للحصول على خارطة الطريق الطموحة المفروضة على قطاع الطاقة العالمي. فمن بين اتجاهات طاقة الرياح، يلعب الابتكار دورًا كبيرًا مع المزيد من الطرق لجعل الصناعة أكثر اخضرارًا. ومن الأمثلة على ذلك نذكر الحلول التي تلغي الحاجة إلى التخلص من شفرات التوربينات في مدافن النفايات عند إيقاف تشغيلها. إذ يتم في الوقت الحالي إعادة النظر في طرق أكثر استدامة من البداية إلى النهاية لنقل الآلات والتوربينات مع التركيز بشكل خاص على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي يلتزم المزيد من الجهات الفاعلة في طاقة الرياح بالحد منها. كما أن ثمة مطالبات بالمزيد من الخدمات اللوجستية المتكاملة للانتقال، وذلك مع النقل منخفض الكربون، وهي الأجزاء التي تم إيقاف تشغيلها، إلى منطقة إعادة التدوير أو إلى وجهتها التالية لإعادة استخدامها. ففي كلتا الحالتين، نجد أنه في عام 2023 سوف تكون هناك حاجة كبيرة لشراكات لوجستية متكاملة يمكنها نقل البضائع الخاصة بطريقة أكثر استدامة.
رابعًا: شراكات لوجستية أقوى: من المتوقع، أن يتميز هذا العام وما يليه بوجود شراكات جديدة قوية بين الجهات الفاعلة في ميدان طاقة الرياح وتقديم الخدمات اللوجستية. فقط نَمَت طاقة الرياح بسرعة منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مدفوعة بالبحوث والدعم العام والسياسات المخصصة. ومن المتوقع أن تنظر هذه الشراكات إلى التكلفة كموضوع رئيسي على الطاولة؛ إذ إن تكلفة الإنتاج تبدو مهمة لتلبية متطلبات الأسعار المنخفضة من العملاء النهائيين. ووفقًا لشركة “ديلويتDeloitte “، فقد تزدهر الخلايا الكهروضوئية للرياح والطاقة الشمسية مدعومة بانخفاض التكلفة، حتى في ظل الطموحات المناخية المتواضعة؛ إذ تضطلع بدور قيادي في توليد الطاقة في الدول الأوروبية. وهو ما تؤكده “تينا كيسي” المتخصصة في تقنيات الطاقة الناشئة، بقولها إنه مع تراجع الدور المعيق للتكاليف، وتخفيف قبضة أصحاب المصلحة من السياسيين على القيود، يبدو أن البلدان والأسواق التي تخلفت عن اللحاق بالركب، ستكون أمامها العديد من الفرص لتعويض ذلك.
مستقبل طاقة الرياح اللوجستية
وعلى ذلك، فإن عام 2023 سوف يكون عام اتجاهات طاقة الرياح التي تتميز بالابتكار السريع والقوي الذي يغطي المناطق الفرعية المتصلة التي ستثير ضرورة تعاون أفضل وأكثر إحكامًا.
ونظرًا للطبيعة المتطورة باستمرار لصناعة طاقة الرياح، فإن الشركات التي تبحث عن شركاء لوجستيين مناسبين، مدفوعة بالمرونة والقدرة على توفير الأصول المناسبة في الوقت والمكان المناسبين. وبصفتها شركة طاقة الرياح التي تحتاج إلى اختيار شريك لوجستي في عام 2023، فإنه من الأهمية البحث عن كيانات لديها شبكة كبيرة، وبالتالي توسيع الاحتمالات والتقنيات الحديثة، مع التركيز الكبير على السلامة بما يدعم العملاء في هذا القطاع المحوري، مع التركيز على المعرفة الخاصة وتأمين النمو لسنوات مقبلة.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Maersk
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر