سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
سميرة يوسف الكندري
أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة الكثيرين في العصر الحديث، حيث يوفر منصة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة ومشاركتهم اللحظات اليومية، ومع ذلك فإن هذا التأثير ليس بلا عواقب، بل أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة قوية بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية، والتي قد تكون إيجابية أو سلبية تبعا لعوامل متعددة.
وإذا تكلمنا في البداية عن الآثار السلبية، فستظهر وسائل التواصل الاجتماعي عادة جوانب إيجابية مختارة بعناية من حياة الآخرين، مما قد يؤدي إلى مقارنة الذات بشكل سلبي معهم، فيشعر المستخدمون بالغيرة والحسد والإحباط عند رؤيتهم صورا مثالية للحياة، فيسبب لهم انخفاضا في تقدير الذات والثقة بالنفس، ويعزز هذا الشعور خاصة عند تعرض المستخدمين لمحتوى يروج لصور حياة مثالية غير واقعية.
وبالإضافة إلى القلق والاكتئاب، يمكن أن يسبب إدمان وسائل التواصل الاجتماعي قلقا مستمرا بسبب الضغط النفسي المستمر للتحقق من التحديثات والرد على الرسائل، كما أن التعرض المستمر لمعلومات سلبية أو مزعجة قد يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب والقلق، وإلى الشعور بالوحدة والعزلة، فعندما نقارن أنفسنا باستمرار بصور مثالية للآخرين على الإنترنت فإن ذلك يسبب قلقا بشأن مظهرنا، ونجاحنا، أو حياتنا بشكل عام، وعندما نحاول التحقق من التحديثات والرسائل يخلق ذلك في نفسية الفرد ضغطا مستمرا، ويجعلنا دائما نشعر بالتوتر والقلق من ضياع شيء ما. أما بالنسبة للاكتئاب فيأتي من رؤية الفرد حياة الآخرين تبدو مثالية باستمرار، وحياته تعيسة ليس لها أي دور أو تأثير في حياة الآخرين، فيسبب ذلك الحسد والغيرة والشعور بالاكتئاب، فيظل أغلب وقته على وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من التفاعل المباشر مع الناس وهو ما يزيد الاكتئاب والتنمر الإلكتروني.
وإذا أردنا الحديث عن التنمر، فيعتبر التنمر الإلكتروني من أخطر الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن يسبب أضرارا نفسية بالغة للمتنمر عليه، وتتراوح بين انخفاض تقدير الذات والاكتئاب، وحتى الأفكار الانتحارية.
ولا ننسى أيضا اضطراب صورة الجسد، حيث يسهم عرض صور معدلة فوتوغرافيا بشكل مفرط في وسائل التواصل الاجتماعي إلى تشويه صورة الجسد لدى المستخدمين، مما يسبب اضطرابات في الأكل وانعدام الثقة في المظهر.
أخيرا، وليس آخرا عندما نتكلم عن الآثار السلبية لأي موضوع، يجب أن نذكر أيضا الآثار الإيجابية له، فوسائل التواصل الاجتماعي تتيح فرصة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة، ما يعزز الشعور بالانتماء والدعم الاجتماعي، ويمكن للمجموعات الداعمة على الإنترنت، أن تقدم مساعدة كبيرة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، وتتيح وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للتعبير عن الذات ومشاركة الأفكار والخبرات مع الآخرين.
أيضا يمكن التطرق إلى تأثير ضوء الشاشة على جودة النوم، بأن استخدام الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية قبل النوم في التسبب في الأرق واضطرابات النوم، لذلك فإن استخدام التواصل الاجتماعي قبل النوم وضوء الشاشة والإشعارات المستمرة كلها عوامل تعيق النوم الجيد وتسبب الأرق، ومن مخاطر ضوء الشاشة ليلا عند إغلاق جميع الأنوار في الغرفة أن ذلك يتسبب في جفاف العين والصداع المستمر، وكل هذا يؤثر سلبا على الصحة النفسية والجسدية.
الخلاصة: يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية بشكل معقد، حيث تتفاوت الآثار بين الإيجابية والسلبية تبعا لكيفية استخدام هذه المنصات، ويعتبر الاعتدال في الاستخدام والوعي بمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي، والتواصل مع الأشخاص في العالم الحقيقي، من العوامل الأساسية للحفاظ على الصحة النفسية الجيدة في ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كما ينصح بطلب المساعدة المهنية في حالة الشعور بأي من الآثار السلبية التي ذكرناها سابقا.
المصدر: الأنباء
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر