سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Andrea Willige
تُعد صورة “شروق الأرض ” Earthrise من أشهر الصور على الإطلاق. التقطها رائد الفضاء ويليام أندرس من Apollo 8 في عام 1968، الذي توفي هذا الشهر، وقد غيّرت كيف نرى كوكبنا. تُظهر الأرض صغيرة وضعيفة في الفضاء، ترتفع فوق سطح القمر، وغالبًا ما يُنسب إليها الفضل في إشعال حركة حماية البيئة.
قطعت مراقبة الأرض “EO” شوطًا طويلًا منذ ذلك الحين. ووفقًا لتقرير جديد من المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان “تعزيز القيمة العالمية لمراقبة الأرض”، يمكن أن تساهم مراقبة الأرض بـ3.8 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بين عامي 2023 و2030.
تستمد معظم هذه القيمة من تطبيقات مراقبة الأرض في الأعمال التجارية والصناعة والزراعة والقطاع العام. ومع ذلك، فإن مراقبة الأرض ضرورية أيضًا لحماية كوكبنا، حيث توفر بيانات عن النظم البيئية الطبيعية للأرض تساعدنا في تتبع جوانب مثل تأثير غازات الاحتباس الحراري والتقدم في تقليل انبعاثات هذه الغازات.
ما هي بيانات مراقبة الأرض؟
“مراقبة الأرض هي المعلومات التي يتم جمعها عن كوكب الأرض، وبالتحديد أنظمته الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية. نحن نجمع هذه المعلومات باستخدام تقنيات استشعار مختلفة من الفضاء وصولاً إلى قاع المحيط”، كما قالت يانا جيفورجيان، مديرة الأمانة في مجموعة مراقبة الأرض “GEO”، للمنتدى الاقتصادي العالمي.
“نستخدم التكنولوجيا الفضائية، والطائرات، والمقاييس الحرارية، والأشخاص الذين يمشون كمجسات، والتكنولوجيا تحت الماء لرسم خريطة قاع المحيط”.
يمكن لأنظمة مراقبة الأرض توفير بيانات حول مجموعة واسعة من المتغيرات، بما في ذلك محتوى رطوبة التربة، والظروف الجوية، ودرجات حرارة اليابسة والبحر، وكذلك تصنيف تغطية الأرض وكيفية تغيرها ومراقبة وجود المواد الكيميائية ومستويات الإشعاع.
من خلال القياس المستمر ومراقبة صحة النظام البيئي الطبيعي، يمكن للباحثين تشخيص حالة كوكبنا بشكل شامل.
كيف تُستخدم بيانات مراقبة الأرض لحماية بيئتنا الطبيعية؟
تُستخدم بيانات مراقبة الأرض في مجموعة واسعة من التطبيقات، كما يقول تقرير المنتدى.
أحد الأمثلة على أهمية مراقبة الأرض في السياق البيئي هو مراقبة أشجار المانغروف. إذ تُعد أشجار المانغروف واحدة من أكثر النظم البيئية قيمة في العالم، حيث توفر الغذاء للكائنات البحرية، وتمنع أضرار الفيضانات، وتخزن الكربون. لكنها مهددة بالاختفاء بسبب الأنشطة البشرية، وتآكل السواحل، والأحداث الجوية المتطرفة. من خلال مراقبة غابات المانغروف بمرور الوقت عبر الأقمار الاصطناعية، يمكن تتبع الخسائر وبدء العمل لمنع المزيد من الخسائر أو استعادتها، كما جاء في المنتدى.
وبالمثل، يمكن أن تساعد معلومات مراقبة الأرض في حماية الشعاب المرجانية، التي توفر موائل لآلاف الأنواع المائية، ويمكنها أيضًا درء العواصف البحرية قبل أن تصل إلى اليابسة.
كما يسلط المنتدى الضوء على تطبيقات مثل أنظمة الإنذار المبكر للحرائق البرية، وتحديد إزالة الغابات غير القانونية، وسد تسريبات أنابيب الغاز ومصادر غازات الدفيئة الأخرى. وتشمل المساهمات الأخرى تحسين مسارات الشحن لتوفير الوقود، وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بها، ومراقبة صحة المحاصيل لتقليل استخدام الأسمدة والماء.
من خلال تطبيق مراقبة الأرض بهذه الطريقة، يمكن تقليل انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنسبة 3.6%، أو 2 جيجا طن سنويًا.
كيف يمكننا الاستفادة القصوى من بيانات مراقبة الأرض؟
على الرغم من الإمكانات الكبيرة لمراقبة الأرض في حماية بيئتنا الطبيعية، فإن أكثر من نصف النظم البيئية في العالم اليوم غير مرسومة على الخرائط، كما قالت جيفورجيان.
“نحن لا نعرف كيفية تصنيفها، ولا نعرف بشكل كافٍ عن حالتها وكيفية تغيرها”.
وأكدت جيفورجيان أهمية سد هذه الفجوة المعرفية ووضع جميع النظم البيئية في العالم على الخريطة. وسيتطلب تحقيق ذلك نهجًا منسقًا ومنسجمًا لرسم الخرائط ومراقبة وتتبع التغيرات بمرور الوقت.
وتضيف جيفورجيان: “هذا أمر مهم جدًا حتى نتمكن من تقديم معلومات موحدة للحكومات والشركات والمجتمع المدني، بحيث تكون القرارات التي نتخذها متناسقة”.
بالإضافة إلى إنشاء موارد ومعايير مشتركة، يوصي المنتدى بتحفيز الطلب من المستخدم النهائي، وتشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى؛ لتمكين بيانات مراقبة الأرض من تحقيق تأثيرها المتوقع.
إحدى المبادرات الرئيسية في هذا السياق هو أطلس النظم البيئية العالمي، الذي تقوده مجموعة مراقبة الأرض، وهو مشروع تعاوني يجمع مجموعة متنوعة من بيانات النظم البيئية الطبيعية في مورد إلكتروني واحد.
وتقول جيفورجيان: ” رؤيتي لهذا الأمر هي أنه بمجرد أن يصبح في متناول الجميع، سنتفاعل بشكل مختلف تمامًا مع المعلومات عن الأرض”.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر