سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Andrew Silva
يشهد سوق العمل العالمي تغييرات عميقة مدفوعة بالتقدم والاكتشاف التكنولوجي، والتحولات الاقتصادية، والانتقال الأخضر المستمر. وفي ظل التقدم الكبير الأخير في الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتحولات في القوى العاملة الناتجة عن أزمة كوفيد-19، فإن مشهد الوظائف مهيأ لإعادة تشكيله بشكل أكبر في المستقبل القريب.
وتوقع تقرير مستقبل الوظائف لعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أنه بحلول عام 2027، سوف تتغير 23% من الوظائف، مع توقع ظهور 69 مليون وظيفة جديدة واستبدال 83 مليون وظيفة قائمة، مما يؤدي إلى خسارة صافية قدرها 14 مليون وظيفة.
حماية العمال مع تغير الوظائف
أكد تقرير مستقبل الوظائف لعام 2023 أيضًا على الحاجة الملحة لتوفير الحماية الاجتماعية الكافية للعمال الذين لا يتمتعون بعقود عمل بدوام كامل. إذ يعمل ما يقرب من ملياري شخص في بيئات غير رسمية في جميع أنحاء العالم، مما يمثل نحو 70% من العمال في البلدان النامية ومنخفضة الدخل، و18% في البلدان ذات الدخل المرتفع. ونظرًا لتعرضهم للصدمات الاقتصادية والنزوح الناتجة عن التغيير التكنولوجي، يُعتبر العمال غير الرسميين مجموعة في سوق العمل تحتاج إلى اهتمام من صانعي السياسات لضمان الأمن المالي على المدى القصير والتحول نحو تقنين العمل على المدى الطويل.
لا تقتصر انتقالات الوظائف فقط على استجابة حتمية لمتطلبات سوق العمل العالمي المتطورة، بل هي أيضًا آلية حيوية لتحسين الإنتاجية الاقتصادية وتعزيز رفاهية الأفراد. فمع تعطل التقدم التكنولوجي، والتحولات الاقتصادية، والانتقال الأخضر لأنماط العمل التقليدية، فإن قدرة العمال على الانتقال إلى أدوار جديدة تعد ضرورية للحفاظ على التوظيف وتحقيق التنقل الاجتماعي.
فتح الفرص في انتقال الوظائف
في هذا السياق الاقتصادي المتغير بسرعة، يستكشف أحدث تقرير للمنتدى بعنوان “فتح الفرص: إطار عمل عالمي لتمكين الانتقالات إلى وظائف الغد”، ديناميكيات انتقال الوظائف، مبرزًا الدور الحيوي لتبني نهج استباقي في إعداد القوى العاملة للأدوار الناشئة.
يجد التقرير أنه من خلال جهود إعادة التأهيل المهني والتطوير المهني المستهدفة، والتعاون بين الأطراف المعنية، وشبكات الأمان الفعالة للعمال، يمكن إدارة انتقالات الوظائف بشكل استراتيجي لصالح الجميع. ومن خلال تسهيل هذه الانتقالات، يمكن للاقتصادات تحقيق توافق أفضل بين عرض العمل والطلب، وتقليل البطالة، وتمكين العمال من تأمين وظائف ذات رواتب أعلى وأكثر استقرارًا في القطاعات النامية. إضافة إلى ذلك، تساعد انتقالات الوظائف الاستباقية في التخفيف من الآثار السلبية لإزالة الوظائف، مما يضمن عدم تخلف العمال عن الركب في مواجهة التغيير الاقتصادي، بل يتم وضعهم بدلاً من ذلك لتحقيق النجاح في الاقتصاد الجديد.
تستند هذه الورقة إلى الأبحاث السابقة للمنتدى التي رسمت معالم انتقالات الوظائف في الولايات المتحدة، والتي نُشرت في ورقتين: “نحو ثورة في إعادة التأهيل: مستقبل الوظائف للجميع”، و”نحو ثورة في إعادة التأهيل: إجراءات يقودها القطاع الصناعي لمستقبل العمل”. في هاتين الورقتين، كان التركيز على الوظائف التي من المتوقع أن تتراجع في المدى المتوسط بسبب الأتمتة الناتجة عن التقدم التكنولوجي. ولتحديد انتقالات وظيفية عملية للعمال الحاليين في هذه الوظائف، يتم أخذ معيارين عريضين بعين الاعتبار: الجدوى والجاذبية.
تتجاوز هذه الورقة البيضاء الأخيرة الأعمال السابقة من خلال تقديم إطار سياسي لتسهيل انتقالات الوظائف، مبرزًا:
1- إعادة التأهيل والتطوير المهني لفرص جديدة.
2- تحسين مطابقة الموظفين مع أصحاب العمل.
3- شبكات الأمان للعمال.
4- التعاون بين الأطراف المعنية لكسر الحواجز الصناعية.
الاتجاهات الناشئة في انتقال الوظائف
تستند هذه الورقة بعد ذلك إلى الأعمال السابقة وتوسع نطاقها الجغرافي من ورقة “نحو ثورة في إعادة التأهيل: مستقبل الوظائف للجميع”، التي ركزت فقط على الولايات المتحدة، لتشمل 15 دولة عبر سبع مناطق، مما يوفر فهمًا عالميًا لفرص انتقال الوظائف. وبالنسبة لكل منطقة، يقوم الباحثون بفحص بيانات عن انتقالات الوظائف من بيانات الإعلانات الوظيفية المستخرجة من الويب، بالتعاون مع Lightcast، ويسلطون الضوء على عدة دراسات حالة تؤكد على إمكانيات المنطقة.
بينما توفر تحليلاتنا الإقليمية تغطية مفصلة للدول الفردية، فقد ظهر عدد من الاتجاهات الملحوظة عبر جميع المناطق المدروسة:
1- هناك نمو سريع في الانتقال إلى وظائف في خدمات الأعمال، مثل محللي الأعمال وممثلي المبيعات، وهو ما يمكن ملاحظته في الدول عبر طيف الدخل.
2- الانتقالات إلى الوظائف الرقمية، مثل تطوير البرمجيات، هي من بين أكثر المهن وجهة في البيانات العالمية التي تم تحليلها، وعادة ما تأتي من وظائف تقنية ذات مستوى أدنى.
3- هناك تردد مرتفع في الانتقالات إلى مجالات الرعاية الصحية، وخاصة الأطباء والممرضات المسجلات. وتميل الوظائف الابتدائية لهذه الانتقالات إلى أن تكون أدوارًا أخرى في الرعاية الصحية قد تعمل بالقرب من مقدمي الرعاية الرئيسيين، مثل فنيي الصحة أو الإداريين.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر