سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Anna Bjerde
ماذا يتطلب لإيصال الكهرباء إلى 300 مليون شخص في إفريقيا يعيشون حاليًا دونها؟ هذا هو الهدف الذي حددناه في البنك الدولي لـ”مهمة 300″، والذي يسعى لتقليل عدد الأشخاص الذين يعيشون دون كهرباء موثوقة في القارة إلى النصف بحلول عام 2030.
لكن تحديد الهدف هو فقط الشرارة الأولى. نحن بحاجة إلى طاقة كاملة من الإصلاحات الجريئة والاستثمارات وبيئة تمكينية لحلول طاقة مستدامة، وقابلة للتوسيع، وبأسعار معقولة من أجل توصيل 300 مليون شخص بالكهرباء في إفريقيا جنوب الصحراء بحلول عام 2030.
هذا ليس مجرد هدف طموح: إنه أيضًا أحد أعظم الفرص في عصرنا. إن توفير الطاقة لإفريقيا هو مفتاح رفع مستويات المعيشة، وخلق فرص عمل لملايين الشباب الذين يدخلون سوق العمل كل عام، وضمان الخدمات الأساسية، وتمكين المرأة، ودفع التحول الرقمي، وتعزيز النمو.
وليس من المستغرب أن إفريقيا برزت، مؤخرًا، في الاجتماع السنوي لمنتدى الاقتصاد العالمي 2025 في دافوس كحدود جديدة للنمو. ولكن مع اقتراب عام 2030 بسرعة وفي ظل النمو السكاني السريع للقارة، يجب أن ننتقل من النقاش إلى العمل الحاسم ونشهد حركة تحولية.
يمكن للطاقة المتجددة سد فجوة الوصول إلى الطاقة في إفريقيا
سد فجوة الوصول إلى الطاقة أصبح أمرًا ممكنًا. فمع انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة خلال العقد الماضي، نحن أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق ذلك. وبوجود إفريقيا في موقع القيادة، فإن هذا الهدف سيكون بالتأكيد في المتناول.
لكن حجم التحدي يتطلب تعاونًا عالميًا. وهذا بالضبط هو الهدف من “المهمة 300″، وهي شراكة جديدة تشمل الحكومات والقطاع الخاص ومصارف التنمية والجهات الخيرية، حيث يؤدي كل طرف دوره لتحقيق هدف مشترك.
ما الذي نحتاجه لجعل هذا يحدث؟
أولًا، إصلاحات سياسية جريئة لكسر دائرة الاعتماد على الدعم الحكومي فقط للحفاظ على تشغيل الكهرباء للعملاء الحاليين. وتحتاج الحكومات إلى تعزيز الإصلاحات لجعل قطاع الطاقة أكثر كفاءة وجاذبية للمستثمرين الخاصين.
أساس هذا هو تقديم عروض شفافة وتنافسية لزيادة القدرات الإنتاجية الجديدة، وإصلاح التعريفات الكهربائية والدعم لتمكين التشغيل التجاري، مع حماية الفئات الأكثر ضعفًا من خلال توفير اتصالات بأسعار معقولة، والاستفادة من التكامل الإقليمي لتجارة الطاقة. كما ستؤدي الحكومات دورًا كبيرًا في توسيع نطاق الطاقة المتجددة خارج الشبكة للمناطق النائية.
ثانيًا، مواكبة الطموح بالتمويل. إذ يجب على المانحين ومصارف التنمية متعددة الأطراف حشد المزيد من التمويل الميسر لكل من الكهرباء المتصلة بالشبكة وخارجها، وتخفيف المخاطر.
لتحقيق “المهمة 300″، نقدر أننا سنحتاج إلى حوالي 30 مليار دولار من التمويل العام وما لا يقل عن 10 مليارات دولار من الاستثمارات الخاصة. من جانب آخر، تخطط مجموعة البنك الدولي لزيادة متوسط تمويلها السنوي من 3 مليارات دولار إلى أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا لقطاع الطاقة في إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما أصبح ممكنًا إلى حد كبير بفضل التجديد القياسي الأخير لرأس مال المؤسسة الدولية للتنمية (IDA).
ثالثًا، بناء القدرات. يمكن للجهات الخيرية المساعدة في تقليل مخاطر المشاريع وبناء القدرات اللازمة لضمان نجاحها على المدى الطويل. فقد أعلنت مؤسسة Rockefeller، والتحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب، ومبادرة الطاقة المستدامة للجميع عن إنشاء منشأة مساعدة فنية لتسريع أعمال “المهمة 300”.
جهود دعم توسيع نطاق الطاقة في إفريقيا
أهم من ذلك، أن قمة “المهمة 300” للطاقة الإفريقية، التي تستضيفها حكومة تنزانيا، وهي دولة وسعت شبكة الطاقة لديها لتصل إلى ما يقرب من 100% من القرى، بالتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية ومجموعة البنك الدولي، ستسعى إلى تعزيز الالتزامات لدعم جهود الكهرباء الإقليمية.
في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء، بدأت هذه الحركة بالفعل. على سبيل المثال، قامت سيراليون وتشاد وتوغو وليبيريا، مؤخرًا، بتوحيد جهودها لإطلاق أول مناقصة تنافسية متعددة الدول للطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة في إفريقيا، مما أدى إلى خفض التكاليف بأكثر من 70% وزيادة القدرة الإنتاجية بأكثر من 25%.
حققت دول أخرى بالفعل نتائج مذهلة. ففي رواندا على سبيل المثال، ارتفعت نسبة الوصول إلى الكهرباء من 6% في عام 2009 إلى 75%، وهي واحدة من أسرع عمليات التوسع في مجال الكهرباء في العالم.
وهناك الكاميرون، حيث ساهمت ضمانات مجموعة البنك الدولي والاستثمارات المالية في جذب أكثر من مليار دولار من القطاع الخاص، مما أدى إلى الانتهاء من بناء محطة “ناتشتيجال” الكهرومائية بقدرة 420 ميجاواط العام الماضي، مما زاد من قدرة البلاد على توفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة بنسبة 30%.
لكن هناك حاجة إلى المزيد.
“المهمة 300” هي دعوة للعمل. والوقت يداهمنا، ولدينا فرصة فريدة من نوعها في جيل لإحداث تغيير ذي مغزى ومستقبل أكثر استدامة.
هذا لن يكون سهلًا، وإلا لكان قد تم تحقيقه بالفعل، ولكن معًا يمكننا تسريع وتيرة التقدم وتوفير الطاقة لإفريقيا وفتح مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر