خطاب “بينغ”.. طريق القطبية الصينية الصاعدة | مركز سمت للدراسات

خطاب “بينغ”.. طريق القطبية الصينية الصاعدة

التاريخ والوقت : الأربعاء, 22 مارس 2023

إميل أمين

 

هل الصين ماضية قدماً في طريق تسنم القطبية العالمية؟ الذين لهم دالة على الفلسفة الكونفوشيوسية، يدركون كيف يسعى المجتمع الصيني لتحقيق أهدافه، في هدوء وتؤدة، ومن غير ضجيج أو سعي للصدام في الزحام، ومن غير أدنى احتكاك في الظلام.

لا تعلن الصين عن رغباتها إلا نادراً، ومن هذه المرات القليلة، ما جرى الأيام القليلة الماضية، خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال الجلسة الختامية للدورة الأولى للمجلس الوطني الـ 14 لنواب الشعب الصيني. بينغ في حديثه توقف طويلاً عند ما يمكن أن نطلق عليه منظومة نهضوية للصين القطبية، تلك التي ستلعب حُكماً دوراً مهماً وفاعلاً على صعيد النظام العالمي الذي يتخلق في الرحم.

تبدأ ملامح الصين القادمة من عند المواءمة والتنسيق بين التنمية والأمن بشكل أفضل، ومن ثم العمل على بناء دولة اشتراكية حديثة قوية، والمضي قدماً في إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية على حد تعبير بينغ. يقدم الرئيس الذي يستهل فترة رئاسية ثالثة، وإن شئنا الدقة نقول بداية عصر صيني جديد، رؤية تجمع بين العنصرين التاريخيين لأي قوة عظمى عبر التاريخ، القوة المسلحة التي تحمي الحضور الاقتصادي وتمدده حول العالم، والقدرة الاقتصادية التي تكفل الإنفاق على القوة العسكرية. تدرك القيادة الصينية أن أي حق لا تدعمه القوة، هو حق ضعيف، ومن هنا يطفو على السطح حديث إعادة بناء الجيش الصيني على مستوى عالمي.

في حديثه إلى ضباط الجيش والشرطة العسكرية، تعهد بينغ بإيلاء فكرة الصعود العسكري الصيني حول العالم، اهتماماً كبيراً وواضحاً، سيما في ضوء المنافسة التي لا توارى أو تدارى مع الولايات المتحدة. والشاهد أنه إذا كان الصراع مع أميركا ظاهراً للعيان فإن المنافسة مع روسيا الاتحادية، الجار الأقرب، والخطر الأكبر، تبقى حاضرة. يعرف أهل الاختصاص كيف أن الطبقات الحضارية الصينية مغايرة شكلاً وموضوعاً، عن نظيرتها السلافية الروسية.

كما يقطع العسكريون الثقات بأن ما يبدو تحالفاً روسياً – صينياً في الوقت الراهن إنما تدعمه وتزخمه براغماتية ذات هدف واضح، تتمثل في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها في شرق آسيا، لا سيما اليابان. لاحقاً وبعد انتهاء الغرض، يمكن أن تكون الصين مهدداً لروسيا، سيما من منطلقها الاقتصادي، غير أن ما يحفظ للروس حتى الآن حضورهم احتماؤهم بترسانتهم النووية، الأمر الذي يتبدى واضحاً في الصراع مع أوكرانيا اليوم، و«الناتو» من ورائها.

هنا لا نذيع سراً إنْ قلنا أن الصين تتفهم هذا الأمر جيداً، ولهذا تسعى جاهدة لبناء سور جديد من حولها، سور ليس من الحجر، وإنما من الصواريخ الباليستية، حيث رصدت الأقمار الاصطناعية حاضنات لهذه لصواريخ الباليستية.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر