سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
والحقيقة أننا نعيش ثورة معلوماتية عامة وشاملة، لا تنحصر في انتقال خبر ما من مكان وقوعه إلى مختلف أرجاء العالم، بل نحن بصدد حالة عامة وشاملة، تصبح فيه المعلومة مشاعة بسرعة، وتحمل معها نظريات وآراء عدّة، وأيضاً مختلف وسائلها من الصور، والصوت، ونحوهما من المؤثرات، ونستطيع القول إن القدرة على صناعة الخبر، أو رصده، ونقله، باتت مشاعة، وعامة، حيث يكفي أن يكون بين يديك هاتف جوال، لتصور، وتصف ما تشهده، وبضغط زر تنقله على حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هناك يعاد نشره وتوزيعه في سلسلة عنكبوتية تتشكل بشكل سريع، وكثيف، ليعم الخبر الأرجاء حسب الاهتمام، والقوة، والأثر.
مثل هذا التوصيف، هو واقع نعيشه وماثل في حياتنا، ومع أن هذه الحالة إيجابية، وجميلة، إلا أنها لم تخل من العيوب والنواقص، لأن البعض من الأخبار تصلنا مشوّهة، أو قد أضيفت إليها أكاذيب، أو تم حذف جوانب منها حيوية ومهمة، وهذا يخضع لمزاج ومبادئ الطرف الراصد للخبر، وحسب ما يشكّل به الحدث، ويلوّنه، وفق وجهات نظره، من هنا تلبست حالة من عدم الثقة الكثير من الأنباء، وظهرت ما تسمى بالأخبار الزائفة، ولا ننسى الشائعات التي وجدت أرضاً خصبة للانتشار، كما تنتشر النار في الهشيم. وباتت هذه حالة يومية نعيشها، ونلاحظها تحدث بتكرار، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي،.
أو حتى تصلنا على هواتفنا من منصات ومواقع تدّعي النزاهة، ونقل الخبر، والحدث بأمنه، وهي في الحقيقة تشكّله، وتلوّنه وفق ما ترغب، وما تراه.
فعلاً تعيش وسائل الإعلام في هذا العصر، تحدّياً بالغاً وكبيراً، لأنه مطلوب منها السرعة والعمل بالآلية نفسها التي تعمل فيها مواقع التواصل الاجتماعي، وفي اللحظة نفسها، مطالبة بالتثبت والدقة، وأعتقد أن المزيد من الضغوط -من دون شك- قادمة على وسائل الإعلام المختلفة، حتى تلك التي تسمى بالإعلام الجديد.
المصدر: الخليج