سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
مع تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة وتعزيز الاستدامة في قطاع المباني والإنشاءات، تظهر الطحالب الدقيقة كأحد الحلول الواعدة لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية قابلة للاستخدام. هذه الكائنات الحية الدقيقة، التي تعتمد على التمثيل الضوئي لتحويل أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون إلى كتلة حيوية غنية بالطاقة، أصبحت مركز الاهتمام في مشاريع الطاقة الخضراء التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات وتعزيز الاقتصاد الدائري.
الطحالب الدقيقة في خدمة المباني المستدامة
الطحالب الدقيقة ليست مجرد كائنات بيئية، بل تعتبر موردًا قيّمًا للطاقة في قطاع الإنشاءات. يمكن استخدامها في معالجة مياه الصرف الصحي في الأحياء السكنية، حيث تعمل كعامل طبيعي لتنقية المياه، وفي الوقت نفسه تُنتج الكتلة الحيوية القابلة للتحويل إلى وقود حيوي أو علف للحيوانات. هذه الكتلة الحيوية، عند معالجتها، يمكن أن تكون مصدرًا للطاقة النظيفة المستخدمة في تشغيل أنظمة التدفئة والتبريد داخل المباني، مما يقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
تكامل الطحالب مع البنية التحتية الحالية
تتمتع المناطق الساحلية والمسطحات المائية المالحة بميزة فريدة لإنتاج الطحالب الدقيقة، حيث يمكن استخدام المرافق الصناعية القريبة لتزويد برك الطحالب بالانبعاثات مثل ثاني أكسيد الكربون لتعزيز الإنتاجية. يُمكن للبنية التحتية الحالية للمباني والمرافق، مثل أنظمة معالجة المياه، أن تتكامل مع مشاريع الطحالب الدقيقة. كما يمكن للكتلة الحيوية الناتجة من الطحالب أن تُستخدم مباشرة في أنظمة التكرير لتحضير خام حيوي يتم دمجه بسهولة مع النفط الخام المستخدم حاليًا.
نموذج عملي لتطوير مرافق مستدامة
بدأت عدة مرافق تجريبية لإنتاج الطحالب الدقيقة تعمل على معالجة مياه البحر والصرف الصحي مع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وإنتاج خام حيوي نظيف. تُظهر النتائج الأولية إمكانيات كبيرة لتحويل هذه الموارد إلى طاقة مستدامة تُستخدم لتشغيل مرافق المباني وتحسين كفاءتها. كما تسهم هذه المشاريع في تقليل البصمة الكربونية للمباني وتحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
الطحالب الدقيقة مسار الطاقة الحيوية
قدمت ورقة فنية إلى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا ESCWA) نظرة شاملة حول الطاقة الحيوية عالميًا، مبرزة أهميتها – ومن ضمنها الطحالب الدقيقة – في تلبية احتياجات أساسية مثل التدفئة، إنتاج الكهرباء، والنقل البري. تناولت الورقة دور الطاقة الحيوية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، خاصة الهدف السابع المتعلق بالطاقة، مع التركيز على تقنياتها الحديثة وعلاقتها بالأمن الغذائي، إلى جانب استعراض التحديات التي تواجه المناطق الريفية، لا سيَّما معاناة النساء بسبب الاعتماد على مصادر طاقة تقليدية غير فعالة.
في السياق العربي، سلطت الورقة التي حملت عنوان “الطاقة الحيوية والتنمية المستدامة في الريف العربي” الضوء على هيمنة الكتلة الحيوية التقليدية ضمن مزيج الطاقة المتجددة في المناطق الريفية والنائية، خاصة بالدول الأقل نموًا. ناقشت الورقة موقف الدول العربية الرافض لاستخدام المحاصيل الزراعية في إنتاج الوقود الحيوي لحماية الأمن الغذائي، مع استعراض القدرات المركبة لبعض الدول لإنتاج الكهرباء من الطاقة الحيوية ودراسات حالة حول تحسين كفاءة الطاقة والحد من الانبعاثات الكربونية.
خلصت الورقة التي تم تقديمها في العام 2019، إلى ضرورة وضع سياسات تدعم نشر استخدام الطاقة الحيوية الحديثة في المناطق الريفية، مشددة على أهمية الترابط بين الطاقة، الماء، والغذاء، وأثر ذلك على أمن الطاقة والحد من تغير المناخ. كما أوصت بتهيئة بيئة استثمارية جاذبة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لاستغلال الإمكانيات المتاحة بشكل مستدام.
مستقبل الطحالب الدقيقة في قطاع الإنشاءات
مع استمرار الأبحاث والتطوير، يمكن للطحالب الدقيقة أن تكون جزءًا لا يتجزأ من تصميم المباني المستقبلية. من معالجة المياه إلى إنتاج الوقود الحيوي واستخدامه في الأنظمة الذكية للمباني، تُعد الطحالب الدقيقة أحد الأدوات الرئيسية لبناء مرافق أكثر استدامة وكفاءة، مما يدعم الابتكار في مجال الإنشاءات والطاقة.
*إعداد وحدة الدراسات الاقتصادية
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر