الذكاء الاصطناعي في العالم المالي.. سيف ذو حدين | مركز سمت للدراسات

الذكاء الاصطناعي في العالم المالي.. سيف ذو حدين

التاريخ والوقت : الخميس, 10 أغسطس 2023

سيدهارث فينكاتاراماكريشنان

سعت صناعة الخدمات المالية لأعوام نحو أتمتة عملياتها، من وظائف الامتثال الخلفية إلى خدمة العملاء. لكن فورة الذكاء الاصطناعي التوليدي فتحت إمكانات جديدة، فضلا عن تحديات محتملة، لشركات الخدمات المالية.
يقول سابي روي، الشريك الاستشاري التكنولوجي في شركة أي واي: “العالم بأسره في مرحلة الاكتشاف الآن. نرى منظمات كثيرة تحاول استخدامه”.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية
يستخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل لمحاولة تحسين تجربة العملاء عند التعامل مع مجموعات الخدمات المالية. مستهلكون كثيرون على دراية بالإصدارات الأساسية “لروبوتات المحادثة” على مواقع البنوك وتجارة التجزئة الإلكترونية، لكن هذه الإصدارات تميل إلى أن تكون وظائفها محدودة وتعتمد على سلسلة من الإجابات المحددة مسبقا.
تأمل المؤسسات المالية الآن في أن يحل الذكاء الاصطناعي التوليدي محل هذه الأنظمة ببدائل أكثر قدرة على الاستجابة للطلبات المعقدة، وتعلم كيفية التعامل مع احتياجات العملاء المحددة، والتحسن بمرور الوقت.
يقول راف هاير، المدير العام للممارسات الرقمية في شركة ألفاريز آند مارسال للاستشارات الإدارية: “إذا نظرنا إلى جانب خدمة العملاء، فإننا نرى اهتماما كبيرا من العملاء في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في قنوات الدردشة. تدور نقاشات كثيرة حول التمويل الحواري”.
كان الإقراض من المجالات الأخرى التي ترسخت فيها الأتمتة بالفعل. تستخدم في هذا المجال أنظمة الذكاء الاصطناعي للنظر في الوثائق وتسريع عملية تقييم ما إذا كان المستهلك قادرا على تحمل تكلفة المنتجات الائتمانية، مثل الرهون العقارية.
يوضح ستيوارت شيثام، الرئيس التنفيذي لجهة الإقراض العقاري إمبورد مورقيجيز: “لدينا 15 أنموذجا مختلفا للذكاء الاصطناعي موجودة على منصتنا، ويؤدي كل منها وظائف مختلفة”. تتحقق النماذج المختلفة من البنك الذي يأتي منه كشف الحساب، تفحص صحته، وتحوله إلى بيانات يمكن قراءتها آليا التي يمكن استخدامها للمساعدة في اتخاذ القرار.
مع ذلك، فإن النظام ليس آليا بالكامل، كما يقول شيثام، حيث لا يزال البشر يشاركون في اتخاذ القرار النهائي. بموجب اللائحة العامة لحماية البيانات، يتمتع المستهلكون ببعض الحماية من القرارات المؤتمتة بالكامل، التي لا يشارك فيها أي بشر.
“لا نسمح باستخدام أي ذكاء اصطناعي غامض في عملية اتخاذ القرار”، كما يقول، في إشارة إلى الأنظمة التي لا يمكن شرح عملياتها بوضوح.
من جهة أخرى، للذكاء الاصطناعي أيضا استخدامات في الاستثمار – ما يساعد مديري الصناديق على تحويل البيانات الأولية إلى شيء يمكن استخدامه لاتخاذ خيارات ذكية، في مجال الأسهم أو فئات الأصول الأخرى.
يقول هال رينولدز، رئيس الاستثمار المشارك في شركة لوس أنجلوس كابيتال: “يمنحك رؤية أبعد. ويسمح لك بفهم المعلومات بشكل أكثر كفاءة حتى تكون مستعدا لاتخاذ قرار استثماري جيد”.
من بين مجموعات البيانات التي تدرسها أنظمة الشركات مكالمات المسؤولين التنفيذيين مع المحللين، حيث يمكنها البحث عن وضوح الهدف، واستجابات المحللين، وما إذا كانت نتائج الشركات ترقى إلى مستوى ما يقوله رؤساؤها.
كما تعمل الشركات على تكييف الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساعدة في مكافحة الجرائم المالية، مع مجموعة واسعة من حالات الاستخدام – بما في ذلك مجال مكافحة غسل الأموال البطيء والمكلف، لكن الأساسي، وبروتوكولات “اعرف عميلك”.
المكاسب الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
يقول جودموندور كريستجانسون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لوسينيتي الآيسلندية للتكنولوجيا المالية، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لدعم موظفي البنوك الذين يحاولون اكتشاف عمليات غسل الأموال وغيرها من السلوكيات غير المشروعة: “يتعلق الأمر كله بحفظ الوقت”.
يحول النظام المساعد “لوسي”، من شركة لوسينيتي، التنبيهات المتعلقة بالمعاملات والأفراد إلى نصوص، ما يسمح للوكلاء بتقييمها بسرعة أكبر، ويمكنه كتابة ملخص للحالة، ما يسرع من قدرة الوكلاء على إدارة عبء القضايا والتعامل مع مشكلات محتملة أكثر.
“لقد عملت في مجال الذكاء الاصطناعي منذ 15 عاما– أصبح معدل الابتكار سريعا للغاية. وأصبحت الأدوات متاحة بشكل أكبر، بحيث يمكن لشركة صغيرة مثل شركتنا جني الفوائد”، كما يلاحظ كريستجانسون.
يستخدم اللاعبون الكبار أيضا الذكاء الاصطناعي لمحاربة الاحتيال، وهي مشكلة كلفت المملكة المتحدة 1.2 مليار جنيه استرليني في 2022 وفقا لهيئة التجارة الصناعية يو كيه فاينانس، بما في ذلك شركة ماستركارد.
في وقت سابق من يوليو، كشفت مجموعة معالجة المدفوعات النقاب عن نظامها الجديد لمخاطر الاحتيال على المستهلكين، الذي يوفر للبنوك درجة فردية لمدى احتمالية أن تكون المعاملة على شبكة المدفوعات السريعة في المملكة المتحدة احتيالية في غضون أجزاء من الثانية، استنادا إلى التحركات السابقة على حسابات “تحويل الأموال من أطراف ثالثة” المستخدمة في غسل الأموال.
قدر بنك تي إس بي، الذي يجرب النظام منذ يناير، أنه يمكن أن يقلل من حالات الاحتيال في الدفع الفوري المعتمد – حيث يتم خداع المستخدمين لإرسال الأموال إلى المجرمين – نحو 20 في المائة.
يقول أجاي بهالا، رئيس قطاع الأمن الإلكتروني والمعلومات في شركة ماستركارد: “الحجم والتنفيذ هما ما يميزان الذكاء الاصطناعي. يمكن للبنوك إيقاف عمليات الاحتيال قبل حدوثها قبل تحويل الأموال”.
المخاطر الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
لكن الخبراء قلقون أيضا بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك قدرته على تمكين الجرائم المالية. يؤكد هاير من شركة ألفاريز آند مارسال على المخاوف من أن يستخدم المحتالون الذكاء الاصطناعي التوليدي لجعل محاولاتهم لسرقة البيانات والأموال أكثر فاعلية – مثلا، عبر انتحال شخصية زميل في منصب بارز في رسالة بريد إلكتروني.
واجهت عمليات النشر السابقة للأدوات الآلية أيضا جدلا حول تأثير إخفاقاتها، مثل الاعتقالات غير المشروعة في الولايات المتحدة بسبب قيود تكنولوجيا التعرف على الوجه. بالنسبة إلى هاير، هذا يعني أنه من المهم أن تنظر المؤسسات إلى المخاطر بقدر ما تنظر إلى الفرص.
“ستكون الحوكمة أمرا أساسيا تماما. كيف يمكنك جني فوائد الذكاء الاصطناعي ونشرها دون إطلاق العنان لمجموعة من العواقب غير المقصودة أو التسبب بشيء مدمر في النهاية؟”، كما يقول.

المصدر: صحيفة الاقتصادية – خدمة فايننشال تايمز

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر