سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
علي المشاري
في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب عالميا على حلول الطاقة ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة، ويتطلع الجميع لمستقبل أكثر استدامة، ظل الباحثون في مركز الأبحاث الرئيس لأرامكو السعودية بالظهران، والمراكز الخارجية التابعة لها “تبلغ نحو أحد عشر مركزا على مستوى العالم”، عاكفين للوصول إلى مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، وتطوير تقنيات خاصة بقطاع النقل من شأنها الإسهام في العمل على مكافحة التغير المناخي.
سعي أرامكو السعودية للإسهام في الابتكار والتقدم في قطاع النقل يعد دافعا للشركة لبذل الجهود المستمرة في البحث والتطوير، وإدراكا منها للحاجة الملحة لتحسين أنواع الوقود المشغّلة للمحركات، والعمل على تحسين كفاءة استهلاك الوقود لمستخدمي الطاقة بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية.
مفتاح الحل
أسفرت أبحاث التطوير عن إنشاء أرامكو السعودية لبرنامج الوقود الاصطناعي في عام 2020، وقد اضطلع البرنامج بمهمة إثبات الجدوى الفنية والاقتصادية لسلسلة قيمة الوقود الاصطناعي كأحد الحلول الواعدة لتحقيق طموحها للوصول إلى الحياد الصفري من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في النطاقين “1و2” في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050، وذلك ما وضع الشركة ضمن رواد الابتكار في السعي نحو مواجهة التحديات المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون في قطاع النقل عبر توظيف الوقود الاصطناعي الذي يُنتج باستخدام مصادر طاقة متجددة وتقنيات متطورة.
ولأن الشركة تدرك أن سلاسل قيمة الوقود الاصطناعي في طور البدايات، فقد اتجهت إلى إبرام شراكات داخل المملكة وخارجها، وتعاونت مع جهات فعالة في قطاع الصناعة، ومع المنظمين ومصنعي المعدات الأصلية في قطاع النقل، بهدف توسيع نطاق إنتاج الوقود الاصطناعي ودمجه في مختلف وسائل النقل، من السيارات، مرورا بالطائرات، وحتى السفن.
كان الهدف من المزج بين الأبحاث التي تجريها أرامكو السعودية على الوقود الاصطناعي والتعاون مع عدد من الجهات ذات الحضور في قطاع النقل هو الوصول إلى مستقبل واعد للقطاع تراعى فيه جوانب الموثوقية والاستدامة، مع تمكين أكبر عدد من المستهلكين من الحصول على خدمات نقل ذات كفاءة عالية وبأسعار معقولة.
الاختيار بعناية
ولأن أرامكو السعودية تختار شركاءها بعناية، فقد وقّعت في أكتوبر 2023 اتفاقية مع شركة نيوم للطاقة والمياه “إينووا” لتطوير أول مصنع تجريبي للوقود الاصطناعي بالمملكة يهدف لإنتاج 35 برميلا يوميا من البنزين الاصطناعي منخفض الكربون. ويقع هذا العرض التجريبي في منطقة نيوم، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2026.
ومن أجل إبراز ابتكارات الشركة في أداء الوقود الاصطناعي وباعتبارها شريكا عالميا في الفورمولا 1، تعمل أرامكو السعودية مع فرق رياضة السيارات ومنظمي المسابقات من أجل الإسهام في تحقيق طموحات انتقال الفورمولا 1 في عام 2026 إلى استخدام الوقود الاصطناعي. كما أعلنت أرامكو السعودية عن شراكة مع الفورمولا 2 والفورمولا 3 لتوفير الوقود للبطولتين بدءا من عام 2023.
واتجهت أرامكو السعودية إلى الاتحاد الأوروبي الذي يعد في طليعة الوجهات المعنية بتطوير الوقود الاصطناعي، فتعاونت مع “ريبسول” في إسبانيا بهدف إنشاء محطة تجريبية لاستكشاف فرص إنتاج 50 برميلا يوميا من وقود الديزل ووقود الطائرات الاصطناعي، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المصنع في عام 2026.
من خلال هذين المصنعين التجريبيين في المملكة وإسبانيا تهدف الشركة إلى تحقيق مراميها في إمكانية تغطية كامل قطاعات النقل “البري، والبحري، والجوي” وتطوير سلسلة قيمة الوقود الاصطناعي على أوسع نطاق ممكن.
نحو قيادة التحول
أظهرت الأبحاث التي أجرتها أرامكو السعودية أن الوقود الاصطناعي مع تطوير تقنيات محركات الاحتراق الداخلي يعد أحد الطرق التي من المتوقع أن تسهم في تقليل الانبعاثات الصادرة من قطاع السيارات، إذ من المتوقع أن تتيح تقنية الوقود الاصطناعي إمكانية احتجاز الكربون واستخدامه.
وبما أنه من المتوقع أن تستمر السيارات في استخدام محركات الاحتراق الداخلي حتى عام 2040 على أقل تقدير، فإنه ينظر إلى الوقود الاصطناعي على أنه من العوامل الرئيسة في تمكين إزالة وإعادة استخدام الكربون في قطاع النقل.
وعبر الفهم العميق للصناعة والالتزام القوي بالإشراف البيئي، تسعى أرامكو السعودية بالتعاون مع الشركاء والحكومات وأصحاب المصلحة بالمواصلة في تطوير الوقود الاصطناعي. ومن خلال الاستثمار في الحلول التي من شأنها الإسهام في دفع التقدم التقني، تطمح الشركة إلى التحوّل نحو مستقبل منخفض الكربون والإسهام في الجهود التي يبذلها العالم لمكافحة التغير المناخي.
المصدر: الاقتصادية
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر