سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Charlotte Kaiser
تصور مستقبل مستقر مناخيًا يتطلب استراتيجية مزدوجة بالنسبة لغابات العالم: حماية واستعادة الغابات الطبيعية لجميع فوائدها البيئية والمناخية، مع إدارة الغابات العاملة بشكل مستدام لدفع التحول العالمي نحو اقتصاد حيوي دائري مستدام.
يُثير قطع الأشجار شعورًا بعدم الارتياح لدى الكثيرين، على الرغم من فائدتها كمادة. ففكرة استخراجها من الغابات تُثير مشاعر سلبية لدى البعض. أظهرت دراسة أجرتها شراكة الغابات الأميركية الشمالية عام 2017 أن ما يقرب من 80% من المستطلعين يدركون أن الخشب مادة متجددة، بينما ربط أقل من 20% منهم قطع الأشجار بممارسات الاستدامة.
وهذا مفهوم خاطئ ومؤسف، وفي عصرنا الحالي الذي يتسم بالكوارث المناخية، أصبح هذا المفهوم خطيرًا. والحقيقة هي أن الغابات المستدامة ومنتجات الغابات يمكن أن تساعدنا في إنقاذ الكوكب من أنفسنا. فيما يلي خمس طرق لفعل ذلك.
1- الاستثمار في إعادة التحريج
يمتلك قطاع الغابات كلاً من المسؤولية والفرصة لتقدم بعض الحلول التي يحتاجها العالم لتقليل النفايات وضمان ازدهار الطبيعة، مما يضعه في الخط الأمامي للعمل المناخي.
أولاً، بصمة الكربون لقطاع الغابات منخفضة بالفعل مقارنةً بالصناعات الأخرى، ويمكن أن يدفع الطلب المتزايد على منتجات الغابات المنتجة بشكل مستدام إلى إعادة التحريج على نطاقات ذات معنى، مما يوفر فوائد مناخية هامة. ويخلق السوق المستدام لمنتجات الخشب الدعم الاقتصادي لمالكي الأراضي لزراعة الأشجار، وإدارة الغابات المتنامية وإعادة زراعة أشجار جديدة كلما تم قطعها. أظهرت الأبحاث أنه عندما ترتفع أسعار منتجات الغابات في الولايات المتحدة، يقوم مالكو الأراضي بزراعة المزيد من الأشجار.
غالبًا ما تكون هناك قلق عام من أن الطلب المتزايد على منتجات الغابات، يؤدي إلى إزالة الغابات الطبيعية، ولكن العكس غالبًا ما يكون صحيحًا. معظم إزالة الغابات تحدث بسبب التحول إلى الزراعة. رفع القيمة الاقتصادية للغابات العاملة المستدامة، هو طريقة مثبتة لمنع تحويل الغابات إلى أشكال بديلة من استخدام الأراضي. كما وجدت الأبحاث أن الغابات التي تُدار لإنتاج الخشب المستدام يمكن أن تكون أكثر مقاومة لإزالة الغابات، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى غواتيمالا.
بالطبع، نسبة صغيرة من إزالة الغابات تنتج عن الطلب على منتجات الغابات. لمعالجة هذا، يجب على المنتجين والمستهلكين لهذه المنتجات إبرام التزامات صارمة والالتزام بها بخصوص عمليات وسلاسل التوريد الخالية من إزالة الغابات.
2- الاستثمار في استعادة الغابات الطبيعية
نظرًا لعلاقته الوثيقة بالطبيعة، يعتبر قطاع الغابات حيويًا في المساهمة في تجديد واستعادة الطبيعة عالميًا، من خلال ممارسات الإدارة التي تُحسّن بشكل معنوي صحة ومرونة النظم البيئية والأنواع والأشخاص.
يدفع الطلب المتزايد بين المستثمرين لتحقيق تأثير أكبر على المناخ والطبيعة والحصول على اعتمادات كربونية عالية الجودة مبنية على الطبيعة، الشركات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات إلى ابتكار نهج جديدة تربط التمويل للغابات التجارية بجهود حماية واستعادة النظم البيئية الطبيعية. تشمل هذه الجهود استعادة الأراضي الخُثية والأراضي الرطبة، وإعادة إدخال أنواع الأشجار الأصلية والمهددة بالانقراض على الأراضي المتدهورة، وإنشاء ممرات للحياة البرية، وتعزيز مخزون الكربون في التربة.
على سبيل المثال، تقوم مجموعة الاستثمار في الأراضي الخشبية، حيث أعمل، بدعم من المنظمة الدولية للحفاظ على البيئة، بتنفيذ استراتيجية بقيمة مليار دولار للاستثمار في عقارات في أميركا اللاتينية التي تمت إزالة الغابات عنها سابقًا لحماية واستعادة الغابة الطبيعية على نصف الأرض المكتسبة بموجب الاستراتيجية، وإنشاء مزارع أشجار تجارية مُدارة بشكل مستدام على النصف الآخر.
3- دعم الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية
تغطي الأراضي التقليدية للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، ربع مساحة الأرض، ولكنها تحتوي على 80% من التنوع البيولوجي المتبقي على الأرض. يُقدر أن ما يقرب من 200 مليون شخص من السكان الأصليين يعتمدون على الغابات في سبل عيشهم. يمكن أن يوجه دعم منتجات الغابات المستدامة رأس المال إلى المناظر الطبيعية التي يديرها السكان الأصليون، مع دعم سبل العيش التي تمثل بديلاً لتوسيع الحدود الزراعية.
هناك عدد متزايد من الأمثلة على نجاح هذه الاستراتيجية، بما في ذلك العمل الذي تدعمه منظمة الحفاظ على الطبيعة داخل مجتمع مومبا في زامبيا، والذي حصل على الحق في حصاد موارد الغابات والاستفادة منها بشكل مستدام.
4- تقليل الضغط على الغابات السليمة وتنوعها البيولوجي
تعتبر إزالة الغابات تهديدًا حرجًا للتنوع البيولوجي، وحماية غاباتنا الحالية هي واحدة من أفضل الطرق للحفاظ على النظم البيئية للغابات المتبقية في العالم.
تشكل الغابات المزروعة 7% فقط من مساحة غابات العالم، ولكنها توفر ما يقرب من نصف الخشب التجاري الخاص بها. يمكن أن يساعد الإدارة المستدامة لهذه الغابات المزروعة في تلبية الطلب المتزايد على المواد المتجددة مع تقليل الضغط على الغابات الطبيعية وتنوعها البيولوجي الغني.
5- تقليل البصمة الكربونية للبناء
يتمتع قطاع الغابات بموقع جيد لتنمية الاقتصاد الحيوي الدائري باستخدام الخشب من الغابات العاملة المستدامة كمادة متجددة. يمكن أن يحل تحويل الأشجار المحصودة بشكل مستدام إلى منتجات خشبية طويلة الأمد مثل: الخشب الضخم محل الخرسانة والفولاذ عالي الكربون، وتحويل جدران وأرضيات وأسقف المباني الجديدة إلى خزائن كربون تستمر لعقود أو أطول.
تشير دراسة حديثة إلى أن التبني الواسع النطاق للخشب في جميع أنحاء العالم يمكن أن يقلل، بحلول عام 2100، من الانبعاثات العالمية السنوية بمقدار يعادل تقريبًا نصف إجمالي انبعاثات الولايات المتحدة بأسرها. يتطلب توسيع هذا النموذج الاقتصادي البديل، اتخاذ إجراءات متعمدة وتعاونية على طول سلسلة قيمة منتجات الغابات بأكملها وضمن بيئة التشغيل الأوسع.
باختصار، يقع قطاع الغابات في قلب الانتقال المطلوب إلى اقتصاد حيوي دائري منخفض الكربون، بسبب قدرة الغابات العاملة ومنتجات الغابات المستدامة على التقاط وتخزين الكربون؛ لتقليل الضغط على النظم البيئية السليمة والأنواع التي تعيش فيها؛ لدعم التطوير العادل عبر المناظر الطبيعية الريفية، وتوفير نماذج تمويل جديدة للترميم الطبيعي على نطاق واسع.
فعلاً، في الظروف المناسبة، يمكن أن يوفر قطع الأشجار وإعادة زراعتها، كل هذه الفوائد، وأكثر من ذلك.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر