سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Simon Torkington
التكنولوجيا المتقدمة، ومنها الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، تغير العالم بوتيرة غير مسبوقة. ومع تسارع هذه التغيرات، يتحول مستقبل العمل بشكل جذري، ويصبح الانتقال إلى وظائف جديدة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
تظهر أبحاث المنتدى الاقتصادي العالمي أن 23% من جميع الوظائف ستتغير بفعل التكنولوجيا والأتمتة بحلول عام 2027، مع توقع إنشاء 69 مليون وظيفة جديدة، بينما من المتوقع أن تُفقد 83 مليون وظيفة.
يواجه ما يقرب من ربع جميع العمال تحديًا في ضمان امتلاكهم المهارات اللازمة للازدهار في اقتصاد عالمي رقمي متزايد.
لمساعدة العمال والشركات على التكيف مع وظائف الغد، يحدد تقرير “فتح الفرص” أربعة أعمدة رئيسية لتسهيل الطريق نحو الحصول على وظائف ناجحة في الاقتصاد الرقمي.
إليك نظرة على الإطار الذي يمكن أن يوجه هذه الانتقالات.
1- إعادة تأهيل وتطوير المهارات لفرص جديدة
انتهت فترة الاعتماد على تعلم حرفة واحدة مدى الحياة. للبقاء مؤهلين في سوق العمل الحالي، يتعين على العمال تبني مفهوم التعلم المستمر وإعادة التأهيل. مع توقع تغير 44% من مهارات الوظائف خلال خمس سنوات، يصبح من الضروري أن يستثمر الأفراد والشركات في التعلم مدى الحياة.
أحد الأمثلة على ذلك هو برنامج تدريب بوت كامب من راندستاد في اليابان. توفر هذه المبادرة تدريبًا مكثفًا للعمال من مجالات غير تقنية، مما يمكنهم من الانتقال إلى وظائف رقمية ذات طلب مرتفع. ومن خلال دورات تجمع بين الخبرة العملية والمهارات الرقمية، يتم إعداد المشاركين لدخول مجالات تقنية المعلومات، مما يسد فجوات المهارات الكبيرة ويدعم نموهم المهني.
2- تحسين توافق الموظف مع صاحب العمل
مع تطور سوق العمل، يتعين على طرق اتصال العمال بأصحاب العمل أن تتطور أيضًا. تتيح ترتيبات العمل المرنة ونماذج التوظيف البديلة، مثل العمل عن بُعد والوظائف المؤقتة، للشركات الوصول إلى مجموعة أكبر من المواهب، بينما يتمكن العمال من العثور على وظائف تناسب احتياجاتهم.
في إندونيسيا، يُعزز برنامج Sekolah Menengah Kejuruan – Pusat Keunggulan “SMK-PK” المدارس المهنية من خلال تحسين توافق تدريب المهارات مع احتياجات السوق. ومن خلال تعزيز العلاقات الوثيقة بين الصناعات والمربين، يحصل الطلاب على المهارات الملائمة، مما يسهل انتقالهم إلى وظائف ذات طلب مرتفع. ويساهم هذا التركيز على تحسين التوافق بين العمال وأصحاب العمل في تقليل البطالة وضمان رضا وظيفي أكبر.
3- شبكات الأمان للعمال
لا تكون انتقالات الوظائف دائمًا سلسة، مما يجعل حماية العمال أمرًا ضروريًا. يجب على الحكومات والشركات التعاون لإنشاء شبكات أمان تساعد في تخفيف آثار فقدان الوظائف. ويمكن أن تتخذ هذه الحماية أشكالًا متعددة، مثل التأمين ضد البطالة، أو حزم تعويضات مدعومة، أو قوانين عمل تحمي من الفصل التعسفي.
مثال قوي يأتي من ألمانيا، حيث ضمنت الاستجابة الاستباقية لانتقال الطاقة أن العمال الذين فقدوا وظائفهم في صناعة الفحم حصلوا على الدعم. ومن خلال برامج إعادة التأهيل والمساعدة في العثور على وظائف جديدة، تمكنت ألمانيا من تخفيف تأثير التحولات الكبيرة في الصناعة، مما منح العمال فرصة الانتقال إلى وظائف مستقرة تركز على المستقبل.
4- التعاون بين أصحاب المصلحة لكسر الحواجز بين القطاعات
تحدث بعض من أكثر انتقالات القوى العاملة فعالية عندما تتعاون الصناعات. من خلال تجميع الموارد، ومشاركة برامج التدريب، وإنشاء شراكات بين الصناعات، يمكن للشركات ضمان استعداد عمالها لتولي أدوار جديدة، حتى في مجالات مختلفة.
في جنوب إفريقيا، تجمع مبادرة المهارات لأفريقيا “SIFA” بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والصناعات لتطوير المهارات التقنية للعمال الشباب. لا تساهم هذه المقاربة متعددة الأطراف في مكافحة البطالة فحسب، بل تساعد أيضًا في خلق قوة عاملة أكثر مرونة، مستعدة للازدهار في اقتصاد متغير.
من خلال التركيز على التعلم المستمر، وتحسين توافق الوظائف، وضمان حماية قوية للعمال، وتعزيز التعاون، يمكننا بناء قوة عاملة مرنة جاهزة لتلبية متطلبات المستقبل.
مع استمرار تطور القطاعات، ستكون هذه الاستراتيجيات حاسمة في مساعدة العمال على تأمين وظائف مستقرة ومجزية في القطاعات النامية.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر