سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
في خطوة هي الأولى في تاريخ الاتحاد الأوروبي، اعتمد وزراء الدفاع والخارجية في التكتل الجيوسياسي الأوروبي استراتيجية أمنية جديدة تُعرف باسم “البوصلة الاستراتيجية”.
ووفقاً لموقع “دويتشه فيله” الألماني، أدت الأزمة الروسية الأوكرانية إلى تسريع استراتيجية “البوصلة الاستراتيجية” الأمنية، التي تسمح للاتحاد الأوروبي بتشكيل “قوة الرد السريع“.
اعتمد وزراء الدفاع والخارجية في التكتل الجيوسياسي الأوروبي استراتيجية أمنية جديدة تُعرف باسم “البوصلة الاستراتيجية”
أجبرت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، التي بدأت في 24 شباط (فبراير) الماضي، الاتحاد الأوروبي على إعادة التفكير في نهج التكتل المكوّن من (27) دولة تجاه الأمن القاري، والذي يعتمد بشكل كبير على حلف شمال الأطلسي “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والجيوش الوطنية.
قوة الرد السريع وقوامها
كجزء من “البوصلة الاستراتيجية” الجديدة، سوف يُشكّل الاتحاد الأوروبي “قوة الرد السريع” التي يصل قوامها إلى (5) آلاف جندي، وهو إصلاح شامل لمجموعات القتال التابعة للاتحاد الأوروبي التي كانت موجودة نظرياً فقط منذ عام 2007.
وقال وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكيفيكس على تويتر: إنّ هذه الخطوة تمنح الاتحاد الأوروبي “صندوق الأدوات الضرورية”، ليصبح “لاعباً دفاعاً جيوسياسياً وأمناً حقيقياً مع الناتو”.
قوة من ورق
كحال مجموعات القتال الأوروبية التي لم يزل وجودها نظرياً منذ عام 2007، يبدو أنّ القوة الجديدة مُقدّر لها أن تظلّ على الورق لعدة أعوام مقبلة، حيث من المقرر أن تصبح “جاهزة” للعمل بحلول عام 2025، وفقاً للموقع الألماني.
وقال وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك مساء أمس: “يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على حماية مواطنيه، والمساهمة في السلم والأمن الدوليين”، لافتاً إلى أنّ “هذا أكثر أهمية في وقت عادت فيه الحرب إلى أوروبا، بالإضافة إلى تغييرات جيوسياسية كبيرة.”
كجزء من “البوصلة الاستراتيجية” الجديدة، سوف يُشكّل الاتحاد الأوروبي “قوة الرد السريع” التي يصل قوامها إلى (5) آلاف جندي
ووفقاً لـ”دويتشه فيله”، جاءت خطة الإصلاح الشامل للاستراتيجية الأمنية للاتحاد الأوروبي في أعقاب ما أطلق عليه الموقع الألماني “الانسحاب الفوضوي” للقوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي “الناتو” من أفغانستان، في أعقاب سقوط كابول في أيدي طالبان في 14 آب (أغسطس) من العام الماضي. ونظراً لعدم نشر مجموعات القتال التابعة للاتحاد الأوروبي مطلقاً، فقد افتقرت إلى عدد كافٍ من الجنود في الماضي، على الرغم من أنّ المفهوم من الناحية النظرية ينص على بقاء وحدتين من حوالي (1500) جندي دائماً في وضع الاستعداد.
مساع أوروبية للانفصال عن الناتو
المجموعات القتالية وقوة الرد السريع لم تكن المحاولة الأولى للاتحاد الأوروبي للاستقلال عن الناتو، فقد سعى التكتل الأوروبي إلى إنشاء “تعاون هيكلي دائم”، وعلى الرغم من أنّه ليس قوة على الأرض من الناحية العملية، إلا أنّه يؤخذ في إطار محاولات الاتحاد الأوروبي الانفصال عن الناتو أو الاندماج معه، فليس كلّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعضاء في الناتو، كما أنّ ربع أعضاء “التعاون الهيكلي الدائم” ليسوا أعضاء في الناتو.
وأوضح بيان وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي المشترك أمس أنّ جهوده “مكمّلة” لجهود منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأنّه لا ينوي التنافس مع التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة كمرتكز للدفاع الغربي، مضيفاً أنّ القوة ستحل محل مجموعات القتال الحالية التابعة للاتحاد الأوروبي، التي انضمت إلى الكتلة منذ عام 2007 لكنّها لم تستخدمها أبداً.
ولمواجهة الواقع الجديد للحرب في أوروبا، أعلنت ألمانيا هذا العام عن زيادة هائلة في الإنفاق بلغت (100) مليار يورو (110) مليارات دولار للجيش الألماني، فيما وصفته “دويشه فيله” بالتحول الهائل في سياسة الأمن القومي للبلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
وقالت وزيرة الدفاع النمساوية كلوديا تانر: “نحن بحاجة إلى أن نصبح أسرع، خاصة لأنّنا نواجه مثل هذا الوضع الصعب في الوقت الحالي“.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر