نحو استدامة متكاملة | مركز سمت للدراسات

نحو استدامة متكاملة

التاريخ والوقت : الخميس, 21 ديسمبر 2023

د. محمد البشاري

خطوة إنسانية سباقة، وغيث من الإنجازات الواعدة تتالت مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بقضايا تغير المناخ «كوب 28»، والذي يشير لنية صادقة في استدامة الإرادة الإنسانية الفاعلة في مجال إعمار الأرض والحفاظ عليها من أي مهددات. وفي ظل الإنجازات المتلاحقة والباهرة، والنقاشات الناضجة والمليئة بالخبرات والإرادة الجادة، تأتي سلسلة من القرارات والإعلانات ذات الصلة، والتي تمثل حجراً أساسياً في مصفوفة النجاحات الإماراتية في مجال التنمية المستدامة ككل، ومنها رؤية البيئة 2030 لإمارة أبوظبي، حيث تم تطوير هذه الرؤية لضمان صيرورة تكاملية بين جوانب التنمية المستدامة الثلاثة، الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية. فهي تهدف مجتمعة للحفاظ على التراث الطبيعي لأبوظبي، وتعزيزه من خلال الاستخدام الفعال للموارد، والمساهمة في تحسين نوعية الحياة للجميع.

وفي السياق ذاته، فإن استضافة دولة الإمارات مؤتمرَ «كوب 28» تمثل تناغماً وانسجاماً واضحين، مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2023 عاماً للاستدامة، وتحت شعار «اليوم للغد»، ما يعكس بدرجة عالية الاهتمام والتركيز المكثفين من سموه بمفهوم الاستدامة، وذلك بوصفها أولوية وطنية كبرى، وتعزيزاً للمشترك الإنساني الممتد بجذوره في الماضي والمستقبل، وهو ما يؤكد حتمية اتحاد الإنسانية التي تجتمع عند تحدياتها لتأتي عما قريب معلنة اجتماعاً من نوع آخر يتمثل في احتفالها بالخطوات الحالية والقادمة، والتي من شأنها إنقاذ أُمنا الأرض من تداعيات التدهور المناخي، والوقوف على أسبابها الرئيسة لاستبدالها بحلول مستدامة فعالة تليق برحلة (COP) الممتدة منذ عام 1995.

ومن جانب آخر، فإن ذلك الاجتماع الذي شهد، خلال الفترة بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر، انكباباً من طرف النخب العلمية صاحبة الخبرة، ووسائل الإعلام والشخصيات النشطة ذات الاهتمام بالمناخ، وممثلي الشركات والمجموعات غير الحكومية.. يعد خطوة حذاقة تنم عن مهارة وحرفية عالية في تجويد مخرجات العمل الدولي في مجال المناخ، إذ شكلت الفئات المذكورة إطاراً مجتمعياً موسَّعاً اضطلع بإيصال صوت ورسالة «كوب 28» لمختلف فئات المجتمع. ومن جانب آخر، فقد مثل الاجتماع بيئة خصبة لتبادل الخبرات وتَشارك الأفكار في سياق البحث عن حلول سريعة قدر المستطاع لتفعيل استخدام الطاقة المتجددة، ولاجتراح استراتيجيات ناجعة من أجل صون حقوق المجتمعات المعرَّضة للكوارث الطبيعية، كالزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير، وغيرها.

وقد اهتمت أطراف مؤتمر «كوب 28» بفحص كافة التقارير الوطنية، والبيانات الخاصة بالانبعاثات المقدمة من الدول المشاركة، من خلال استعراض المعلومات التي تعكس الإجراءات الدولية، وتقييم مدى التقدم المحرز، سعياً لتحقيق نجاح شامل لأهداف الاتفاقية. لقد مثّل «كوب 28» بادرة خير من قلب دولة «إمارات الطموح» المشهود لها بنجاح وإنجاح كل المشاريع والأفكار التي تحتضنها وبتنافسية عالية، لينطلق من مدينة إكسبو دبي كصوت متحد وعالمي الأفق، وخطوة حاسمة في العمل المناخي، لا سيما في ظل ما وضعه من خطوات لخطته التي تسعى لتحقيق انتقال مسؤول وعملي في مجال الطاقة، خطوات تدفع بتطوير آليات التمويل المناخي، وتضع نصب عينيها «المشترك الإنساني» من خلال عدم استثناء أي مجتمع من هدف تحسين الحياة، ورفع كفاءة وجودة سبل العيش.

المصدر: البيان

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر