ما أسباب تغيُّر المناخ؟ لماذا يلقي العلماء باللوم على البشر؟ | مركز سمت للدراسات

ما أسباب تغيُّر المناخ؟ لماذا يلقي العلماء باللوم على البشر؟

التاريخ والوقت : الأربعاء, 18 يناير 2023

دينا فويليس بولفر

يسعى العلماء في جميع أنحاء العالم لمعرفة المزيد حول كيفية تأثير ارتفاع متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم على الطقس. يقولون إنه من المرجح بقوة أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة حدة الأحداث والتغيرات المناخية، أو تكرارها، أو إطالة مدتها.

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى اطِّراد موجات الحرارة وإضافة نسبة منها من الأمطار إلى العواصف الشديدة. وقد يتسبب ذلك في وقوع الظواهر المناخية خارج الأوقات أو المواقع المعتاد عليها فيما سبق. لكن، ما الذي يسبب تغير المناخ؟ لماذا ترتفع درجات الحرارة العالمية؟ وهل المناخ الدافئ هو المسؤول عن ظاهرة الجفاف المناخي؟ فيما يلي نقدم بعض المعلومات بخصوص هذه الأسئلة:

ماذا يعني تغير المناخ؟

إن الطقس هو ما تراه خارج النافذة. والمناخ هو ما يحدث في منطقة ما على مدى سنوات أو عقود. أمَّا تغير المناخ، فهو الاختلاف الملحوظ في الاتجاهات طويلة الأجل في درجات حرارة الهواء والماء والمحيطات، وأنماط الطقس على المدى الطويل. وتضيف محطات المراقبة حول العالم كمًا متزايدًا من المعلومات التي تكشف كيف تتغير درجات الحرارة وهطول الأمطار. إذ يمتلك البعض عقودًا من القياسات الخاصة بذلك، بينما يمتلك البعض الآخر أكثر من قرنٍ من البيانات. ففي اليابان، سجلوا بداية إزهار شجرة الكرز لأكثر من 1200 عام.

ويستخدم العلماء هذه السجلات التاريخية لدراسة الارتفاع في متوسط درجات الحرارة العالمية. فعلى سبيل المثال، توضح السجلات كيف تتزايد العصارات مبكرًا في أشجار القيقب (نوع من الأشجار التي تنمو في المناطق المعتدلة)، أو عندما تبدأ مواسم حرائق الغابات في وقت مبكر. إنهم يعرفون أن درجات الحرارة الأكثر دفئًا تؤدي إلى تأخير تكوين الجليد في منطقة البحيرات العظمى، وذلك عندما تغذي درجة حرارة المياه الأكثر دفئًا المزيد من الثلوج التي تؤثر في البحيرة.

ما أهم أسباب تغير المناخ؟

إن التأثير الأكبر على المناخ المتغير للكوكب يكمن في إطلاق الانبعاثات في الغلاف الجوي من حرق النفط والغاز والفحم، لنقل الأشخاص والبضائع من مكان إلى آخر وتوليد الطاقة، وذلك وفقًا لوكالة حماية البيئة الأميركية.

وفيما يلي نورد كيف يحدث ذلك:

  • كان ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى التي تحدث بشكل طبيعي موجودة دائمًا في الغلاف الجوي، مما يحافظ على دفء العالم تمامًا كما تحافظ الغازات الدفيئة على النباتات الاستوائية حية في الشتاء. إذ يرى العلماء أن “تأثير الاحتباس الحراري” يوجد في قلب الجليد، والرواسب، وحلقات الأشجار.
  • تكشف القياسات الحديثة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون آخذة في الارتفاع. فمنذ عام 1958، ارتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي تم قياسه في مرصد “ماونا لوا” في هاواي بالولايات المتحدة من 316 جزءًا في المليون إلى 417 جزءًا في المليون.
  • عند القياس بمثل هذه الكميات الصغيرة، ربما يبدو التغيير ضئيلًا. ومع ذلك، ونظرًا لارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون بما يزيد على 30%، تذهب وكالة “ناسا” وآخرون إلى أن التغييرات لها تأثير كبير على متوسط درجات الحرارة العالمية.
  • توثق الدراسات الوطنية والدولية كيف يحبس ثاني أكسيد الكربون الزائد الطاقة الزائدة، ويسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل أسرع.
  • إذا تضاعف ثاني أكسيد الكربون وتجاوز المعيار الذي كان سائدًا فيما قبل الصناعة، فإن أحدث مسودة تقييم وطني للمناخ يذهب إلى أن درجات الحرارة العالمية قد ترتفع بمقدار 4.5 – 7.2 درجة، مما يؤدي إلى موجات حرارة قاتلة، وتلف المحاصيل، وتأثيرات متتالية أخرى حول العالم.

ما الأسباب الأخرى لتغير المناخ؟

  • التصنيع والتعدين وقطع الغابات.
  • تأثير إطلاق غاز الميثان وأكسيد النيتروز في ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو التي تحدث نتيجة للاختلاف الموسمي للحرارة، وهو ما يعد أحد أنماط درجات حرارة المياه المتغيرة في المحيط الهادئ، ويؤدي إلى تغيير في أنماط الطقس. 
  • يمكن أن تنتج الانفجارات البركانية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تدفئ الأرض، ولكن أيضًا جزيئات الهباء الجوي (أي الجزيئات العالقة في الهواء) التي لها تأثير تبريد.

كيف نوقف تغير المناخ؟

إذًا، ما الذي يمكن فعله لمنع التنبؤ بالعواقب الوخيمة إذا استمرت الانبعاثات ودرجات الحرارة في الارتفاع؟

يقول العلماء في الأمم المتحدة والحكومات في جميع أنحاء العالم، إنه يجب خفض انبعاثات الوقود الأحفوري لتجنب “عواقب كارثية”. وللحفاظ على الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية عند 2.7 درجة مقارنة بدرجات الحرارة في أواخر القرن التاسع عشر، يجب أن يصل العالم إلى “صافي صفر” من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وذلك وفقًا لأحدث تقييم مناخي.

إنه من غير الممكن للعالم أن يتمكن من خفض جميع الانبعاثات، لذا فإن الوصول إلى نتيجة صافي الانبعاثات الصفرية يتطلب إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء من خلال الوسائل الطبيعية والميكانيكية حسبما أفادت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. ويشمل ذلك تدابير مثل الحفاظ على الغابات والأراضي الرطبة التي تخزن الكربون وحمايتها، وتطوير تقنيات يمكنها امتصاص الكربون بشكل فعال من الهواء. في حين تشمل الأساليب الأخرى التي حثت عليها الأمم المتحدة وغيرها، العيش بأسلوب حياة أقل كثافة للكربون، وزيادة استخدام موارد الطاقة المتجددة. وحتى إذا وصل العالم إلى صافي انبعاثات صفرية، فإن تقييم المناخ الوطني ينص على أنه سيكون من المستحيل منع بعض الاحترار الجاري بالفعل.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: USA Today

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر