لإيقاف احتراق العالم يجب أن نستثمر في الطاقة المتجددة

لإيقاف احتراق العالم يجب أن نستثمر في الطاقة المتجددة

التاريخ والوقت : الإثنين, 5 أغسطس 2024

Mark Temnycky

مع استمرار ملايين الأشخاص حول العالم في مواجهة درجات حرارة مرتفعة هذا الصيف، حذر العلماء من أن هذه الأحداث الحالية غير مسبوقة. ووفقًا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي ومنظمة الأرصاد الجوية العالمية “WMO”، كان يوليو 2023 “أشد الشهور حرارة على الإطلاق”. كما كان أيضًا أشد الشهور حرارة “في حوالي 120 ألف عام”.

النقاد سيجادلون بأن “تغير المناخ لم يشعل العالم”. وسيقول آخرون إن هذه الارتفاعات في درجات الحرارة ليست سوى شذوذ، وأن هذه الأحداث ستمر لأنها جزء من دورة علمية.

لكن هذا ليس اتجاهًا تاريخيًا ولا حدثًا دوريًا. تم تسجيل درجات حرارة مرتفعة في جميع أنحاء العالم. وفقًا لمدير خدمة Copernicus لتغير المناخ، فإن التغيرات الأخيرة في المناخ قد تسببت فيها الأنشطة البشرية. ويبدو أن هذا الاتجاه سيزداد سوءًا، حيث كانت توجد إمكانية قوية أن يكون صيف 2023 “صيفًا قياسيًا”.

درجات الحرارة التي لا تُحتمل هي فقط الأحدث في سلسلة من الاتجاهات عام 2023 التي كانت مصدر قلق. على سبيل المثال، في يونيو 2023، واجه ملايين السكان في أميركا الشمالية تنبيهات حول جودة الهواء، حيث كان الدخان يغطي بشكل مستمر عدة مدن رئيسية. وكان السكان في هذه المناطق معرضين لخطر استنشاق الملوثات. كما عانى الملايين في أميركا الشمالية من سماء ضبابية صفراء، وهو شيء يمكن مقارنته فقط بما يُرى في أفلام الخيال العلمي.

في غضون ذلك، توفي الآلاف في أوروبا بسبب موجات الحر القياسية عبر القارة. كان المقيمون أو الزوار للدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط هم الأكثر تضررًا. أخيرًا، أصبحت الدول في إفريقيا وآسيا ضحايا “الكوارث المناخية والأحوال الجوية المتطرفة”.

هذه الأحداث المناخية المستمرة في جميع أنحاء العالم مروعة. لكن كان يجب أن تكون البشرية مستعدة بشكل أفضل. لسنوات، كانت منظمة الأرصاد الجوية العالمية تراقب الوضع. في تقريرها الأخير، صرحت المنظمة أن “درجات الحرارة العالمية من المرجح أن ترتفع إلى مستويات قياسية في السنوات الخمس المقبلة”. كما وجدت المنظمة أن العالم، بناءً على الاتجاهات الحالية، يسير للأسف نحو تجاوز حد 1.5 درجة مئوية الذي تم تحديده في اتفاقية باريس لعام 2015. خلصت المنظمة إلى أن البشرية فشلت في تحقيق تقدم كافٍ في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي.

توصلت الأمم المتحدة إلى استنتاجات مماثلة في تقرير المناخ لعام 2023. وفي الوثيقة، قالت الأمم المتحدة إن هناك تغييرات سريعة وواسعة النطاق تحدث في الغلاف الجوي للأرض، والمحيطات، والغلاف الجليدي، والمحيط الحيوي. وتستمر انبعاثات الغازات الدفيئة في الزيادة على مستوى العالم، على الرغم من المحاولات للحد من استخدامها. وبالنظر إلى هذه الاتجاهات، يبدو أن بعض الأحداث المتعلقة بالمناخ أصبحت لا مفر منها. وقد تكون حتى غير قابلة للعكس.

بالنظر إلى نتائج منظمة الأرصاد الجوية العالمية والأمم المتحدة، سيزعم البعض أن البشرية قد فشلت، وأنه لا يمكن فعل الكثير لمعالجة التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري. لكن الأوان لم يفت أبدًا. في الواقع، لا يزال هناك وقت لمعالجة هذه القضايا المناخية، ويمكن للبشرية العمل على محاولة التخفيف من هذه التغييرات.

على سبيل المثال، يمكن أن يساعد الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة في إنقاذ كوكب الأرض. وفقًا لتقرير حديث من Forbes، فإن الانتقال إلى الطاقة المتجددة جارٍ بالفعل. وبدأت عدة دول حول العالم في التحضير لهذا الانتقال. ونتيجة لذلك، فإن الكثير من البنية التحتية المطلوبة لهذه الأنواع من الطاقة موجودة بالفعل. يمكن لأولئك المطلعين على هذه التكنولوجيا أيضًا أن يعرضوا العمل مع الدول التي لم تتعرض لهذا النوع من الطاقة ومساعدتها. وبالتالي، جعل الطاقة المتجددة مصلحة عامة سيجعل الانتقال إلى الطاقة المتجددة أكثر كفاءة.

الانتقال إلى الطاقة المتجددة سيؤدي دورًا مهمًا في تقليل انبعاثات الكربون العالمية. والطاقة البديلة لا تنتج انبعاثات الغازات الدفيئة. والبدائل لا تتطلب حرق الوقود الأحفوري، ونتيجة لذلك، يتم التخلص من الاعتماد على هذا النوع من الطاقة. وهذا بدوره سيؤدي إلى بيئة أنظف.

بالإضافة إلى المساعدة في تحسين الغلاف الجوي، ستجعل الطاقة المتجددة العالم أكثر صحة. وستكون جودة الهواء أنظف وأفضل. وفقًا لمدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد، سيؤدي ذلك إلى تقليل “الوفيات المبكرة، والنوبات القلبية، وتفاقم الربو، والدخول إلى المستشفى بسبب مشاكل القلب أو الجهاز التنفسي”. كما ستنخفض مستويات التلوث، مما يجعل المجاري المائية والأراضي الزراعية والغابات أنظف. وسيؤدي ذلك إلى زراعة محاصيل أفضل وأكثر صحة، مما ينتج عنه مصادر غذاء أفضل للعالم.

أخيرًا، هناك العديد من الفوائد الاقتصادية لاستخدام الطاقة المتجددة. حتى الآن، ولا يزال كثير من الدول حول العالم تتعافى من جائحة فيروس كورونا. في عامي 2020 و2021، فقد كثير من الدول جزءًا كبيرًا من ناتجها المحلي الإجمالي. ومات الملايين من المرض، وفقد الكثيرون وظائفهم، وكانت هذه الآثار الاجتماعية والاقتصادية مدمرة. إن السعي وراء الأبحاث وبناء بنية تحتية للطاقة المتجددة سيساعد هذه الدول على تعويض خسائرها. وسيحتاج كثير من العمال للمساعدة في بناء البنية التحتية اللازمة للطاقة المتجددة. بمجرد تركيبها، سيحتاج عمال وخبراء آخرون إلى صيانة هذه المنشآت والتركيبات. بعبارة أخرى، الانتقال إلى الطاقة المتجددة سيؤدي إلى خلق ملايين الوظائف في جميع أنحاء العالم، وسيؤدي ذلك إلى نمو اقتصادي، مما سيساعد في تعويض بعض الآثار السابقة لجائحة فيروس كورونا.

سوف يستغرق الانتقال إلى الطاقة المتجددة والبديلة وقتًا، لكن مكافآت هذا الانتقال ستكون هائلة وجديرة بالاهتمام. ستؤدي هذه الاستراتيجية إلى بيئة أنظف، وستساعد في خلق كوكب أكثر صحة وأمانًا، وستعزز النمو الاقتصادي وخلق الوظائف في جميع أنحاء العالم.

لن يكون الانتقال مثاليًا، لكنه سيساعد في حماية الكوكب. والآن هو الوقت المناسب للتحرك.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Real Clear Energy

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر