سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Agustina Callegari, Adeline Hulin
لقد تغير نظام المعلومات بشكل كبير بسبب التقدم التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي وتغير أنماط الاستهلاك. وتُقدِّم هذه التطورات وصولاً أوسع إلى المعلومات وتطرح تحديات كبيرة، خاصة بالنسبة للأجيال الشابة التي تنشأ في عالم يهيمن عليه الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. إن المبادرات مثل أسبوع الـUNESCO العالمي لمحو الأمية الإعلامية (MIL) حيوية لزيادة الوعي وتعزيز المهارات اللازمة للتنقل في هذا المشهد المعقد.
تغير استهلاك وسائل الإعلام بين الشباب
أثرت التكنولوجيا الرقمية بشكل كبير على طريقة استهلاك الأجيال الشابة لوسائل الإعلام. فقد بدأت المنافذ التقليدية، مثل الصحف والتلفزيون، في فقدان المزيد من شعبيتها لصالح المنصات الرقمية. وفقًا لتقرير الأخبار الرقمية لعام 2024 من رويترز وجامعة أكسفورد، أصبحت منصات مثل يوتيوب وإنستغرام وتيك توك محورية في استهلاك الأخبار. يُستخدم يوتيوب من قبل 31% من سكان العالم أسبوعيًا للحصول على الأخبار، بينما تُستخدم واتساب من قبل 21%، في حين أن تيك توك، الذي يُستخدم من قبل 13%، قد تجاوز منصة X التي تُستخدم من قبل 10% كمصدر للأخبار.
يُظهر ارتفاع شعبية المحتوى القصير المدعوم بالصورة على منصات مثل TikTok وInstagram Reels هذا التحول الواضح. وتعمل الخوارزميات على تخصيص محتوى التغذية، مما يجذب المستخدمين الشباب بمعلومات مختصرة وسريعة. يصل ثلثا المستخدمين إلى مقاطع الفيديو الإخبارية القصيرة أسبوعيًا، مما يبرز أهمية المحتوى المرئي المتزايدة. وتطرح هذه التحولات تحديات أمام الناشرين التقليديين، خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأرباح وضمان التفاعل العميق مع القضايا المعقدة.
تدريب الجيل الشاب والمجتمع على محو الأمية الإعلامية وسلامة الإنترنت
يؤدي الشباب، كمستهلكين ومبدعين للمحتوى الرقمي، دورًا محوريًا في المشهد الرقمي الحالي. فقد وفرت منصات مثل: يوتيوب وتيك توك وإنستغرام، إمكانية إنشاء الوسائط، مما يمكّن أي شخص يمتلك هاتفًا ذكيًا من نشر ومشاركة المحتوى مع جمهور عالمي. وتوفر هذه السهولة في الوصول فرصًا كبيرة للإبداع والتعبير عن الذات، لكنها تعزز أيضًا الحاجة إلى مهارات محو الأمية الإعلامية للتنقل في البيئة الرقمية بشكل مسؤول. ويجب على الشباب تعلم كيفية تقييم مصادر المعلومات بشكل نقدي، وفهم أساسيات التحقق من الحقائق، والتعرف على المعلومات المضللة، فضلاً عن حماية خصوصيتهم على الإنترنت. وتتيح لهم هذه المهارات استهلاك المحتوى الرقمي بشكل واعٍ والمساهمة بشكل إيجابي من خلال إنشاء محتوى أخلاقي ودقيق ومحترم.
أسبوع محو الأمية الإعلامية يعزز التفكير النقدي والتحقق من المحتوى
أسبوع الـUNESCO العالمي لمحو الأمية الإعلامية، الذي يُحتفل به سنويًا بين 24 و31 أكتوبر، هو منصة رئيسية لمعالجة تعقيدات نظام المعلومات اليوم. في العصر الرقمي، تُعتبر محو الأمية الإعلامية ضرورية لضمان إنترنت أكثر أمانًا ووعيًا. ويعزز أسبوع (MIL) العالمي التفكير النقدي، والتحقق من الحقائق، والتحقق من وسائل الإعلام، مما يساعد الأفراد على تطوير المهارات اللازمة للتمييز بين المصادر الموثوقة والمعلومات المضللة أو المحتوى الضار.
ويدعم أسبوع (MIL) العالمي التعاون العالمي من خلال البرامج التعليمية، وحملات التوعية العامة، والتعاون بين الحكومات، وشركات التكنولوجيا، والمجتمع المدني. وتعتبر هذه الجهود حيوية لبناء بيئة رقمية أكثر أمانًا ووعيًا، حيث تؤدي محو الأمية الإعلامية دورًا محوريًا في مكافحة المعلومات المضللة ومعالجة قضايا سلامة الإنترنت.
تركز نسخة هذا العام على صعود منشئي المحتوى الرقمي كمزودي أخبار يغيرون قواعد اللعبة في المشهد المعلوماتي العالمي. بفضل قدرتهم على الوصول إلى ملايين المتابعين أو التفاعل مع مجتمعات متخصصة، يسهمون في تقديم المعلومات التي تهم الجمهور. ورغم تأثيرهم المتزايد، هناك حاجة ملحة إلى إطار عمل يعترف بمساهماتهم، مع ضمان تزويدهم بمهارات محو الأمية الإعلامية والمعلومات اللازمة لتقديم محتوى موثوق وأخلاقي ومعالجة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.
محو الأمية الإعلامية هو جهد مشترك بين جميع الأطراف
تُعد محو الأمية الإعلامية ضرورية لبناء بيئة آمنة وواعية على الإنترنت، لكن تنفيذها بشكل فعال يتطلب نهجًا يشمل جميع أفراد المجتمع. وتمثِّل مهارات محو الأمية الإعلامية قيمة لجميع الفئات العمرية، حيث يتفاعل الأفراد يوميًا مع المحتوى الرقمي. وهذا يجعل القدرة على تقييم مصادر المعلومات، والتعرف على المعلومات المضللة، وممارسة سلوكيات آمنة على الإنترنت، أمرًا بالغ الأهمية. إن توسيع تدريب محو الأمية الإعلامية ليشمل البالغين والآباء والمعلمين وكبار السن يؤسس مجتمعًا رقميًا أكثر وعيًا ومرونةً ومسؤولية. إن الالتزام المجتمعي بمحو الأمية الإعلامية يُنشئ أساسًا جماعيًا للتنقل الآمن في الفضاء الرقمي ويبني إنترنت أكثر أمانًا ووعيًا للجميع.
بينما يُعتبر تعليم الجيل الشاب أمرًا مهمًا، فإن التأثير الدائم لمحو الأمية الإعلامية يعتمد على الجهود المنسقة عبر القطاعات. إذ يجب على الحكومات، وشركات التكنولوجيا، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية، التعاون لبناء بيئة رقمية أكثر أمانًا للجميع. ويُظهر التحالف العالمي للسلامة الرقمية هذا النهج الشامل، الذي يشمل جميع الأطراف، حيث يجمع بين أصحاب المصلحة المتنوعين لمعالجة التحديات المشتركة في السلامة الرقمية وتطوير حلول تفيد المجتمع بشكل أوسع.
مع تقدم التكنولوجيا الرقمية وتطور أنماط الاستهلاك، تصبح المسؤولية عن حماية البيئة الإلكترونية مسؤولية مشتركة. فمن خلال التعاون بين القطاعات والتركيز المستمر على محو الأمية الإعلامية والمعلومات، يمكننا تعزيز نظام رقمي يولي الأولوية للحقيقة، والسلامة، والمشاركة المستنيرة. إن تمكين الجيل الشاب من مهارات محو الأمية الإعلامية النقدية أمر محوري، حيث إنهم مستهلكون ومبدعون نشطون للمحتوى الرقمي.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر