كيف يمكن لصناعة الشحن تقليل انبعاثات الكربون؟ | مركز سمت للدراسات

كيف يمكن لصناعة الشحن تقليل انبعاثات الكربون؟

التاريخ والوقت : الأحد, 1 سبتمبر 2024

Victoria Masterson

تجري تجربة لعبارة توصف بأنها أول سفينة ركاب كهربائية سريعة في العالم في السويد.

بينما تسعى صناعة الشحن لتقليل انبعاثات الكربون، هل يمكن أن تكون هذه علامة على مستقبل الصناعة؟

ولادة العبارة الكهربائية

في أكتوبر، ستبدأ عبارة كهربائية جديدة تُدعى Candela P-12 بتشغيل خدمة تجريبية من العاصمة السويدية، ستوكهولم، إلى ضاحية إكيرو.

أعلنت شركة كانديلا السويدية المتخصصة في صناعة القوارب الكهربائية، والتي قامت بتطوير عبارة كهربائية مبتكرة، أن هذه العبارة تستهلك طاقة أقل بنسبة 80% مقارنة بالسفن التقليدية. كما أكدت الشركة أن هذه العبارة تعمل على خفض انبعاثات الكربون بنسبة 97.5% مقارنة بالسفن التي تعمل بالديزل، وذلك وفقًا لما نشرته مجلة Forbes.
بسرعة قصوى تبلغ 30 عقدة، تعتبر Candela P-12″أول عبارة كهربائية سريعة وطويلة المدى في العالم”، وتقول الشركة إنها أسرع من قطارات المترو والحافلات والسيارات خلال ساعات الذروة.

تحلق العبارة فوق الماء، بحسب تقرير France24، باستخدام ثلاثة أجنحة مصنوعة من الألياف الكربونية تمتد من الهيكل. وهذا يعني أن هناك موجات أقل، مما يسمح للسفينة بالتحرك أسرع مما يمكن أن تسمح به العبارة التقليدية.

تخطط أعلنت شركة كانديلا عن نيتها التوسع في الأسواق العالمية في حال حققت نجاحًا كبيرًا في السوق السويدي. وقد صرح السيد أندريا ميشيني، رئيس قسم أبحاث وتطوير العبارة الكهربائية Candela P-12، لوكالة France Press قائلًا: “إن القطاع لديه الكثير من الإمكانات، لأن معظم المدن الكبرى حول العالم تقع حول الماء”.

في الواقع، من المتوقع أن تصل قيمة سوق السفن الكهربائية إلى 14.2 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لشركة Markets and Markets.

هل هناك فوائد للشحن الأوسع؟

تعتبر القوارب الكهربائية التي تعمل بالبطاريات خيارًا للرحلات البحرية القصيرة في السفن الأصغر مثل العبارات. لكن لا تزال الطرق الأطول مع السفن الكبيرة، مثل تلك التي تحتاجها عادةً شحنات البضائع، غير ممكنة بعد.

تقول جوهانا كريستنسن، من المنتدى البحري العالمي: “إن الكهرباء ليست خيارًا ممكنًا حقًا للسفن في أعماق البحار، بسبب حجم البطاريات التي ستكون مطلوبة”.

لكن لحسن الحظ، ليست هذه هي الخيار البيئي الوحيد الذي يتم استكشافه.

لماذا تحتاج صناعة الشحن إلى تقليل الانبعاثات؟
يُعتبر الشحن الدولي واحدًا من أصعب وأكبر القطاعات التي تحتاج إلى تقليل انبعاثات الكربون. إذ يتم نقل حوالي 11 مليار طن من البضائع بواسطة السفن كل عام، بين ما لا يقل عن 150 دولة.

تنقل صناعة الشحن حوالي 80% من التجارة العالمية، وتساهم بنحو 3% من الانبعاثات العالمية. ويقول الخبراء إنه لا يمكن للعالم تحقيق الحياد الكربوني ومعالجة أزمة المناخ دون إزالة هذه الانبعاثات.

يُعتقد أن تلوث الهواء الناتج عن الشحن يتسبب في حوالي 60 ألف وفاة مبكرة سنويًا، خاصة في المناطق الساحلية ومناطق الموانئ.

كيف يتقدم تقليل انبعاثات الكربون في الشحن؟

في عام 2023، تعهدت المنظمة البحرية الدولية بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من الشحن بحلول عام 2050 تقريبًا، وملتزمة بضمان استخدام الوقود الصفرية والقريبة من الصفر بحلول عام 2030.

إنه هدف مدعوم من قبل أكثر من 200 من قادة صناعة البحار من خلال “نداء للعمل لتقليل انبعاثات الكربون في الشحن”، وهو شراكة بين المنتدى البحري العالمي “GMF” والمنتدى الاقتصادي العالمي وأصدقاء العمل من أجل المحيط.

كما أن المنتدى شريك في “تحالف المبتكرين الأوائل”، وهو مبادرة للمساعدة في تقليل انبعاثات الكربون في القطاعات الصناعية “الصعبة” مثل الشحن والطيران والنقل بالشاحنات.

ما هي حلول تقليل انبعاثات الكربون في الشحن؟

تتضمن أحدث خريطة لمشاريع التجارب والتجارب صفرية الانبعاثات من المنتدى البحري العالمي 340 مشروعًا مسجلاً، حيث تهيمن عليها تقنيات الأمونيا والهيدروجين.

تجرب صناعة الشحن وقودًا بديلًا، مثل البيوغاز، وهو وقود متجدد يُشتق عادةً من النفايات العضوية، بالإضافة إلى الأمونيا والميثانول والهيدروجين.

على سبيل المثال، تقوم شركة ميرسك الدنماركية المالكة والمشغلة بإطلاق ثمانية سفن حاويات كبيرة قادرة على العمل بالميثانول المحايد للكربون.

يمكن استغلال الرياح والشمس وغيرها من أشكال الطاقة المتجددة على السفن لمساعدتها في الإبحار. وتعمل شركة بناء السفن السويدية Wallenius Marine وشركاؤها على تطوير”Oceanbird”، وهي سفينة تعمل بستة أشرعة جناحية.

في الوقت نفسه، اختبرت الشركة الأميركية Cargill بنجاح “Pyxis Ocean”، أول سفينة تعمل بطاقة الرياح في العالم. بعد تعديلها بأشرعة ريحية كبيرة، حققت السفينة وفورات في الوقود، وبالتالي في الانبعاثات، تصل إلى 11 طنًا يوميًا، حسبما ذكرت Cargill.

في النرويج، تتعامل شركة الرحلات البحرية Hurtigruten مع الانبعاثات الكبيرة لصناعة السفن السياحية من خلال خططها لسفينة سياحية تعمل بالطاقة الشمسية وتحقق انبعاثات صفرية.

في فرنسا، تطلق شركة Brittany Ferries أول عبارة هجينة لها. تبلغ سعة العبارة التي يُطلق عليهاSaint-Malo 1400 راكب، وهي الأولى من بين عبارتين هجينتين جديدتين سيتم تشغيلهما بين إنجلترا وفرنسا ابتداء من عام 2025.
يمكن للعبارات أن تعمل على الغاز الطبيعي المسال “LNG” أو البطارية أو مزيج من الاثنين. ويُعتبر الغاز الطبيعي المسال وقودًا أحفوريًا، لكنه يُعتبر أنظف وأكثر أمانًا من الوقود القائم على النفط.

تقول شركة Stena RoRo السويدية التي تبني العبارات، إن السفن الهجينة تمثل خطوة نحو تطوير تقنيات مستقبلية، بما في ذلك “الوقود الأخضر، وخلايا الوقود، وبطاريات أكبر، والدفع المدعوم بالطاقة الشمسية أو الرياحية”.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر