كيف غيرت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي طبيعة الرياضة؟ | مركز سمت للدراسات

كيف غيرت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي طبيعة الرياضة؟

التاريخ والوقت : الأربعاء, 13 سبتمبر 2023

Sanjana Mohan

شهدت الرياضة تغييرًا ملحوظًا بفضل التكنولوجيا التي تؤثر في كيفية بث اللعبة، وكيف يتدرب اللاعبون، وكيف يتفاعل المشجعون والرياضيون مع بعضهم البعض. كان أحد أكبر المحفزات هو وسائل التواصل الاجتماعي. حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، لم يكن هناك أي منافسة تقريبًا في مجال التقارير الرياضية. كان على المرء أن ينتظر وصول الصحف الصباحية لمعرفة النتائج والأحداث. ولكن الآن، يمكن الحصول على المعلومات والتقارير في الوقت الحقيقي، حيث ينقل الحدث الرياضي والقصص مباشرة ولا سيما على تويتر.

يمكن للمرء أن يقيس أهمية التكنولوجيا في الرياضة من حقيقة أنه في عام 2019، تم تقييم سوق التكنولوجيا الرياضية العالمية بقيمة 24.14 مليار دولار. وبحلول عام 2027، من المتوقع أن تبلغ قيمته 65.41 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 13.5 في المئة بين عامي 2020 و2027.

إن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا هو الأكثر وضوحًا في تحويل الاستاد إلى ما يسمى الآن الاستاد الذكي، الذي يستخدم تقنيات مثل إنترنت الأشياء (IoT) لخلق تجربة شخصية وغامرة للمشجعين والمشاهدين طوال المباراة.

أحد أفضل الأمثلة على تطور الرياضة بالتزامن مع التكنولوجيا، هو الطريقة التي أقيمت بها كأس العالم لكرة القدم 2022 في العام الماضي بقطر. على سبيل المثال، كانت كرة المباراة الرسمية – المعروفة باسم “الرحلة” – هي الأكثر مراعاة للبيئة حتى الآن”، وتتميز بتقنية الكرة المتصلة، التي تنقل البيانات من مستشعر موجود في وسط الكرة بمعدل 500 نقلة في الثانية، مما يسمح بتتبع دقيق لحركة الكرة.

ومع ذلك، لا يوجد شيء يُظهر عمق التكنولوجيا في حدث رياضي أكثر من الفورمولا 1 (F1)، إذ تُستخدم أجهزة الاستشعار المتقدمة للوصول إلى معلومات في الوقت الفعلي للفرق والمشجعين. على سبيل المثال، يمكن لأجهزة الاستشعار الـ300 المزودة بسيارة F1 أن تنقل البيانات التي تسمح للفريق باكتشاف أي مشكلات في السيارة تلقائيًا قد تؤثر على أداء السائق.

لقد أثرت التكنولوجيا أيضًا في كيفية تدريب اللاعب. إذ اندمجت أجهزة الاستشعار عالية التقنية وأنظمة التتبع وكاميرات الفيديو والذكاء الاصطناعي، لإنشاء آلية الملاحظات النهائية. ولا شيء يفلت من أعين المدربين الرياضيين اليوم. ويقوم الذكاء الاصطناعي بعمل اتصالات لا يستطيع البشر رؤيتها. والنتيجة النهائية هي لاعب مُدرب على التكنولوجيا يتمتع بالمهارة والارتقاء.

في يومنا هذا، تحتل الجماهير مكانة مركزية في عالم الرياضة. وتعمل الهيئات الرياضية حول العالم على تطوير أشكال جديدة من الاتصال لتعزيز التواصل بين اللاعبين والمشجعين. ويتم خلق محتوى مبتكر على وسائل التواصل الاجتماعي للجماهير، يستعرض أفضل لحظات اللاعبين داخل وخارج الملعب. كل هذا يساهم في جعل الرياضة ظاهرة جذابة ومغرية، ويختلف هذا عن الماضي حيث كان اللاعبون والجماهير يعملون بشكل منفصل ومنعزل بعضهما عن بعض.

ويعدُّ المشجع هو محور كل هذا. هناك العديد من المواقع الرياضية التي تعمل حاليًا وفقًا لهذا النمط. على سبيل المثال، موقع EssentiallySports تأسس في عام 2014 بواسطة Harit Pathak وJaskirat وSuryansh، وهو من بين المواقع الرياضية الجديدة التي تهدف إلى تقديم قصص رياضية من “منظور المشجع” من خلال الاستفادة من التكنولوجيا وتحليل البيانات والتقنيات المبتكرة لرواية القصص وتقديم تجربة رياضية فريدة للقراء. وشهد الموقع تطورًا منذ بدايته كمدونة رياضية أسسها مجموعة من المشجعين وبدافع “حب الرياضة”، وتحوّل على مر السنين إلى موقع إخباري يغطي مجموعة واسعة من الرياضات الأمريكية مثل كرة السلة الوطنية (NBA)، وكرة القدم الأميركية (NFL) ، والبيسبول الأميركي (MLB)، بالإضافة إلى العديد من الرياضات الأخرى.

شهدت الصحافة الرياضية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الجهود المبتكرة للمنظمات التي تبنت العصر الرقمي، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي. في السنوات القليلة الماضية، حولت التكنولوجيا الرقمية كل جانب تقريبًا من جوانب التغطية الرياضية ومشاهدتها، إذ أضافت وسائل التواصل الاجتماعي دراما جديدة إليها. ووفقًا لتقرير، يستخدم أكثر من ثلاثة أرباع مشجعي الرياضة في الهند وسائل التواصل الاجتماعي كقناة أساسية لمشاهدة الفيديو.

اليوم، لا يكتفي مشجع الرياضة بمشاهدة المباراة مباشرة؛ بل يريد تجربة أكثر تخصيصًا مع وصول أكبر إلى أبطاله الرياضيين. ويريد الوصول إلى الحدث وراء الكواليس، ولحظات ما قبل المباراة وبعدها، وفرص للتفاعل مع أكبر الأسماء في الرياضة. التخصيص هو المفتاح، لأنه لا يجذب انتباه الجمهور فحسب، بل يجعله يعود مرارًا وتكرارًا. وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي والتميز التكنولوجي، يكون الجمهور أو المشجع في مركز المخطط الكامل للأشياء.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: firstpost

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر