كيف تقوم مصر بتوسيع الحلول الوطنية الخضراء والذكية للتخفيف من آثار تغير المناخ؟ | مركز سمت للدراسات

كيف تقوم مصر بتوسيع الحلول الوطنية الخضراء والذكية للتخفيف من آثار تغير المناخ؟

التاريخ والوقت : الإثنين, 19 أغسطس 2024

Hassan Abulenein

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل ضعف المعدل العالمي، مع توقع زيادة تبلغ 4 درجات مئوية خلال عقدين. وقد بدأت آثار تغير المناخ تشعر بها المنطقة بالفعل وتؤثر على الحياة اليومية. دفعت زيادة الرطوبة مؤشرات الحرارة إلى تجاوز درجات الحرارة المسجلة في دبي والإمارات العربية المتحدة (حيث وصلت 60 درجة مئوية تقريبًا). وفي الوقت نفسه، كانت درجات الحرارة في الكويت قريبة من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 54 درجة مئوية.

بعيدًا عن الاضطرابات اليومية، فإن الآثار الاقتصادية لتغير المناخ في المنطقة مقلقة. وتوقعت مجموعة قادة المنتدى الاقتصادي العالمي من أجل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقدانًا محتملاً يتراوح بين 4-21% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050 في المنطقة، بسبب تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة “الأعلى على مستوى العالم” إذا لم تقم الحكومات والشركات بتوسيع الحلول الذكية والخضراء لمواجهة تغير المناخ.

مع استضافة مؤتمرات الأمم المتحدة المتتالية حول المناخ “COP” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في شرم الشيخ “COP27” والإمارات “COP28″، تم توجيه الكثير من الجهود والاستثمارات نحو التخفيف من تحديات تغير المناخ في المنطقة خلال السنوات الماضية. ومع ذلك، يتطلب الطريق إلى الأمام مزيدًا من الاستثمارات لتعزيز استعداد المنطقة.

تقوم حكومة مصر بجهود كبيرة لدفع الحلول الخضراء عبر عدة قطاعات بعد رئاستها في 2022، مع التركيز على البنية التحتية والطاقة النظيفة والمتجددة والتمويل المستدام، من خلال مبادرات مختلفة. وإحدى الطرق التي تقود بها البلاد هذا الاتجاه هي المبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكية.

تقدير المبتكرين البيئيين

تشمل المبادرة جميع محافظات مصر الـ27 وتدار من قبل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، حيث تكافئ المبتكرين ورواد الأعمال الذين يوسعون لحلول النمو الأخضر، مستفيدين من التكنولوجيا والابتكار مع تعزيز أجندة العمل المناخي من خلال مسابقة على مستوى البلاد.

في دورتيها السابقتين، تلقت المبادرة أكثر من 12.000 طلب مشروع، تم اختيار 3.817 منها. وشملت هذه المشاريع 647 تركز على الطاقة، و364 على التكيف مع المناخ، و272 على تقليل الانبعاثات، و674 على إدارة النفايات.

تمت عملية اختيار ثانية، بعد مراجعة طلبات المحافظات ذات الأداء العالي، لاختيار 18 فائزًا لكل دورة. يستفيد هؤلاء الفائزون من الدعم الحكومي والتقدير والحوافز، بالإضافة إلى استثمارات من القطاع الخاص.

على سبيل المثال، أنشأ محمد الدمرداش شركة إنجازات “Engazaat”، وهي رائدة لأول نظام مستقل متكامل لإنتاج الطاقة والمياه في مصر، مما يوفر تكنولوجيا نظيفة وطاقة مستدامة وبأسعار معقولة في جميع أنحاء مصر.

وقامت شركة إنجازات بتعويض 461.214 طنًا من ثاني أكسيد الكربون وإنتاج 63 ميجاوات من الطاقة من منشآت الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى 15 مليون متر مكعب من المياه سنويًا. مع استثمارات تصل إلى 33 مليون دولار، ستتوسع الشركة في مصر والمنطقة، ومن المتوقع أن تنتج ما يصل إلى 350 ميجاوات من الطاقة من مصادر نظيفة.

ومن بين الفائزين الآخرين بنك النفايات المصري، الذي تم إطلاقه في الأقصر على يد عطاء الكريم، ويعمل المشروع على إنشاء مجمعات صناعية للنفايات الخضراء متصلة رقميًا، مما يساعد على تسريع جهود تقليل النفايات وإعادة التدوير مع تقليل انبعاثات الميثان” الذي يؤثر بشكل أكبر بنسبة 34% في احتباس الحرارة مقارنةً بـCO2″. حتى الآن، قام بنك النفايات بتحويل 50 مليون طن من النفايات وساعد في خلق أكثر من 27.000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وتشمل المشاريع الأخرى أيضًا 3D Cutter، وهو مشروع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، الذي ينتج آلات CNC صغيرة “آلات طحن أو نقش متحكم فيها بالكمبيوتر للتقطيع والتشكيل الدقيق على نطاق صغير”. كما يتم تدريب أكثر من 700 امرأة على إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وهي أسرع تيار نفايات عالمي نموًا، والتي أنتجت 580 طنًا متريًا من CO2 في عام 2020.

LifeBox هو مشروع رئيسي آخر، يقوم بإنتاج وحدة مستقلة تعمل بالطاقة الشمسية، مصنوعة بالكامل في مصر وقابلة للتنفيذ السريع، وتوفر طاقة نظيفة وبأسعار معقولة لآلاف المستخدمين، مع توليد مياه آمنة.

جسر الفجوة بين جهود المناخ العامة والخاصة

من خلال المبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكية، تعمل مصر على تقليل الفجوة المتعلقة بتغير المناخ بين القطاعات العامة والخاصة في المنطقة. بالإضافة إلى تسهيل توسيع المشاريع الذكية والخضراء والتمويل الأخضر، تم تدريب 5.500 فرد من خلال أكثر من 152 ورشة عمل تتعلق بالمبادرة حول مبادئ الاستدامة وتقليل الانبعاثات والدائرية، مما ساعد في رفع الوعي حول أهمية العمل المناخي في جميع أنحاء البلاد.

مع اقتراب العالم من منتصف المهلة المحددة لعام 2030 لتحقيق أهداف الأمم المتحدة الـ17 للتنمية المستدامة، فإن التقدم ما زال متأخرًا. فقط 12% من أهداف التنمية المستدامة تسير على المسار الصحيح، بينما هناك ما يقرب من نصف الأهداف خارج المسار، وأكثر من ثلث الأهداف إما لا تتقدم أو تسجل تراجعًا عن المستوى المحدد في 2015.

مع اقتراب COP29 بعد بضعة أشهر، يجب على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعبئة الموارد والشراكات لسد الفجوات المتعلقة بتغير المناخ، وتمكين المبتكرين لتقليل الانبعاثات وتعزيز ممارسات الاستدامة.

تُعقد المبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكية حاليًا دورتها الثالثة. وتوفر هذه المبادرة نموذجًا فريدًا وقابلًا للتكرار لتعزيز الحلول من القاعدة إلى القمة وتمكين الابتكار في مواجهة تحديات المناخ. كما تشجع على تعزيز التعاون بين القطاعين الخاص والعام من أجل نهج أكثر تنسيقًا.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر