سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Faisal Khan, Megan Palmer, Matthew Chang
الاقتصاد الحيوي هو إنتاج واستخدام وحفظ وتجديد الموارد البيولوجية، بما في ذلك المعرفة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار ذات الصلة. ويهدف إلى تقديم حلول مستدامة، مثل توفير معلومات ومنتجات وعمليات وخدمات داخل جميع القطاعات الاقتصادية وعبرها، مما يتيح التحول إلى اقتصاد مستدام.
تقدم التقنيات الناشئة مثل البيولوجيا التركيبية فرصًا لتسريع نمو الاقتصادات الحيوية في جميع أنحاء العالم، مع تحفيز التحولات المستدامة للاقتصاد العالمي في الوقت نفسه.
سياسات الاقتصاد الحيوي في مختلف البلدان لها جذور في الصناعات التقليدية مثل: الزراعة، والاستزراع المائي، وتربية المواشي، والغابات، فضلاً عن المناقشات حول الاستخدام المستدام للكتلة الحيوية والاستخدام المسؤول للتنوع البيولوجي والاقتصاد الحيوي الدائري.
خلال العقد الماضي، مع التطورات السريعة في التكنولوجيات الناشئة مثل البيولوجيا الاصطناعية والذكاء الاصطناعي، تقوم العديد من الدول بتحديث سياساتها بتركيز تقني للاستفادة من مواردها الطبيعية البيولوجية والتكنولوجيات التحويلية نحو أهداف أكثر خضرة بطريقة قابلة للتوسع بشكل أكبر.
على سبيل المثال، تتطور المناقشات حول إعادة استخدام الكتلة الحيوية الزراعية المتبقية أو مياه الصرف الصحي الحضرية كسماد عضوي في المزارع بسرعة كبيرة. الآن، لم تعد الأولوية تقتصر على تحويل الكتلة الحيوية إلى بدائل بيولوجية، بل تتجه الآن إلى إنتاج مركبات ذات قيمة عالية مثل السكوالين، تُستخرج بطرق غير مستدامة من أسماك القرش، أو تحويل نفايات الورق إلى مواد أولية للنايلون، والتي عادةً ما تُستخرج من الوقود الأحفوري.
الآن، لدى العشرات من الدول سياسات اقتصاد حيوي شاملة تدمج المكونات القائمة على الكتلة الحيوية في مختلف القطاعات وتضمن أهدافها للاستدامة والاقتصادات الدائرية.
تعتمد تركيز هذه السياسات الوطنية أو دون الوطنية على مجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك تمتعها بموارد طبيعية فريدة “تشمل الكتلة الحيوية والتنوع البيولوجي”، وكفاءاتها التكنولوجية في مجالات العلوم البيولوجية الحديثة – وهي تقاطع بين البيانات الكبيرة، والبيولوجيا، والهندسة – بالإضافة إلى طموحاتها المستقبلية.
توجد العديد من المنتديات الدولية ومتعددة الأطراف، مثل: منتدى التعاون الاقتصادي العالمي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول التكنولوجيا، ومنتدى الهندسة البيولوجية للبحث العالمي، ومجلس المستقبل العالمي في المنتدى الاقتصادي العالمي، ومسابقة الهندسة الوراثية الدولية ومؤتمر المسؤولية المرتبط بها، وقمة الاقتصاد الحيوي العالمية.
تُعزز هذه المنتديات هذه المحادثات وتدفعها إلى الأمام. ويفكر مزيد من الدول بشكل مستفيض في تطوير سياسات وخرائط طريق اقتصادية حيوية خاصة بها، وتعتبر حيوية لتوزيع عادل للمعرفة والمهارات والتكنولوجيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز الاقتصادات المحلية.
أمثلة مثيرة خارج المراكز المعتادة
خارج الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة واليابان، تحرز كثير من الدول الناشئة تقدمًا ملحوظًا في استراتيجيات الاقتصاد الحيوي الوطنية.
اعتمادًا على قانون التنوع البيولوجي في التسعينيات والعديد من القوانين الأخرى التي تلت ذلك والتي تغطي التنوع البيولوجي، وتطوير الثروة الحيوانية، وإدارة النفايات الشاملة، والزراعة العضوية، ومؤخرًا خطة إزالة الكربون دعمًا لاتفاقية باريس؛ قامت كوستاريكا بجهد وزاري مشترك فريد من نوعه لتعزيز جدول أعمال الاقتصاد الحيوي الشامل.
تعترف الاقتصاد الحيوي للبلاد بالتنمية الريفية كأولوية، مما يعزز الصناعات الأساسية مثل: الزراعة، والثروة السمكية، والغابات، ويحمي المجتمعات المحلية. يتم توازن هذا التركيز مع الأهداف نحو اقتصاد حيوي متقدم مدفوع بالتكنولوجيا ونهج فريد لمفهوم التصميم الحضري للمدن المبنية على مبادئ حيوية.
قامت ماليزيا بتطوير برنامج شامل للاقتصاد الحيوي، مع التركيز على نهج يعتمد على الكتلة الحيوية لتطوير مدخلات حيوية ذات قيمة عالية لقطاعات اقتصادية مختلفة، بما في ذلك الزراعة، والبستنة، والكيماويات، والمواد، والرعاية الصحية.
الدول النوردية، التي تتمتع بغابات واسعة وكتلة حيوية بحرية كبيرة، تقود بشكل طبيعي سياسات الاقتصاد الحيوي من خلال هذين الموردين. يقومون بذلك من خلال الإنتاج الأولي “الزراعة والاستزراع المائي”، واستخدام التكنولوجيا للبحث الحيوي، وتحسين الإنتاج والمعالجة المستدامة لهذه الموارد.
تسعى جنوب إفريقيا، من خلال سياستها للاقتصاد الحيوي، إلى توسيع إنتاج قطاع زراعي كبير بالفعل، مستفيدة من التنوع البيولوجي الغني لديها من خلال البحث الحيوي المسؤول وتعزيز قاعدتها المعرفية والتكنولوجية في مجال التكنولوجيا الحيوية.
المستقبل يقوده التكنولوجيا
في البداية، كان يُنظر إلى الاقتصاد الحيوي على أنه قطاع فرعي ضمن الاقتصادات الدائرية، لكنه يُعتبر الآن محركًا رئيسيًا للتحول الأخضر عبر القطاعات الاقتصادية. يمكن للاقتصاد الحيوي المدفوع بأحدث التكنولوجيات أن يقدم مسارات متنوعة نحو التنمية الريفية وخلق فرص العمل على مختلف مستويات المهارة، وهي اعتبارات حاسمة للاقتصادات النامية في جميع أنحاء العالم.
الدول المستوردة للنفط والغنية بالتنوع البيولوجي والكتلة الحيوية، تبدأ في استخدام التكنولوجيا مثل البيولوجيا الاصطناعية لابتكار طرق جديدة لإنتاج منتجات ذات قيمة عالية، وذلك باستخدام الكتلة الحيوية الطبيعية والمتبقية “النفايات” من قطاعات مختلفة مثل: المواد الحيوية عالية الأداء، والبلاستيك الحيوي، والمستحضرات الصيدلانية، والمنتجات الغذائية الطبية، حيث تتقدم دول مثل البرازيل والأرجنتين على العديد من الدول الأخرى في مجال الطاقة الحيوية.
الدول ذات القدرات العلمية والتكنولوجية المتقدمة تبحث في “تحويل الصناعة إلى البيولوجيا” من خلال الذهاب خطوة أبعد من إضافة القيمة إلى استبدال مصادر الطاقة والمواد الكيميائية القائمة على البتروكيماويات بأخرى بيولوجية مدعومة بأدوات متقدمة، مثل: علم الجينوم، وعلم الأحياء النظامي، والبيولوجيا الاصطناعية.
في أعقاب جائحة COVID-19، تم كشف العيوب في العديد من الدول فيما يتعلق بسلاسل التوريد والاستعداد للكوارث في مواجهة جائحة. لقد أبرزت العديد من الدول الآن، كيف ساعدت، أو كيف كان من الممكن أن تساعد البنية التحتية القوية للاقتصاد الحيوي في بناء القدرة على التحمل في الصحة العامة والاقتصاد الأوسع.
ومع ذلك، تواجه هذه التكنولوجيا تحديات من دون حل، خاصة فيما يتعلق ببيئة التنظيم الناشئة، ومعايير صناعة التصنيع الحيوي، والقابلية للتوسع.
لا يزال الاقتصاد الحيوي يقدم هيكلًا مثيرًا يمكن أن يساعد الحكومات في دمج الأجزاء القائمة على البيولوجيا في اقتصادها مع الفرص التي توفرها أحدث التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا الاصطناعية. في الوقت نفسه، يحدد اتجاهًا واضحًا وشاملًا نحو تحول مستدام، حيث يؤدي كل مدينة ودولة ومنطقة دورها نحو كوكب صحي ومزدهر.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر