سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Marco Arcelli
يمثل الجنوب العالمي 56% من سكان العالم، لكن قدرته على توليد الطاقة تشكل فقط 18% من إجمالي الطاقة في العالم. بالنظر إلى أنه من المتوقع أن يأتي حوالي 85% من الطلب الجديد على الطاقة في السنوات المقبلة من خارج العالم المتقدم، هناك حاجة واضحة لخلق مصدر جديد مستدام للطاقة.
القيام بذلك سيعمل على رفع مستوى المعيشة لملايين الأشخاص، ويدفع بتحول يمكن أن يقلل من حركة السكان، ويخفف النزاعات، ويعزز الازدهار المشترك.
هناك ضرورة ملحة للعمل على تقليص الفجوة في مستويات المعيشة بين المناطق المختلفة. فالفجوة الواضحة بين الشمال العالمي والجنوب العالمي لا تسمح بتحقيق رغبات الناس في حياة أفضل وتأمين احتياجاتهم من الطاقة.
فرصة خدمة الطلب على الطاقة في الجنوب العالمي
تحقيق هذه الأهداف للعالم النامي ليس عملاً من أعمال الخير، بل يمثل فرصة استراتيجية. توفر هذه الأسواق المحرومة من الخدمات إمكانات هائلة للتطوير. تبرز الطاقة المتجددة كأكثر أشكال الطاقة فعالية من حيث التكلفة والسرعة والأمان، ويستمر نصيبها في مزيج الطاقة في الزيادة. ومع ذلك، في الاقتصادات ذات النمو العالي مثل تلك الموجودة في الجنوب العالمي، قد تكون الطاقات المتجددة وحدها غير كافية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. لهذا السبب، لا تزال الأشكال الفعالة للغاية من الطاقة التقليدية، بما في ذلك توربينات الغاز ذات الدورة المركبة، لها دور يمكن أن تؤديه في رفع مستوى حياة السكان المحليين، مما يسرع التنمية ويضيق الفجوة الطاقية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجزيئات الخضراء المنتجة في الجنوب العالمي أن تسهم في خفض تكاليف الاستثمار في إنتاج الطاقة الجديدة محليًا، ويمكن أن تكون وسيلة فعالة لنقل الموارد المالية من الشمال العالمي إلى الجنوب العالمي.
معالجة معضلة الطاقة الرباعية في الجنوب العالمي
يجب أن نتحرك لتخفيف معضلة الطاقة الرباعية، التي تضيف بُعد السرعة إلى العناصر التقليدية المتمثلة في القدرة على تحمل التكاليف والأمان والاستدامة، ويجب أن نفعل ذلك بسرعة.
الشراكات والتعاون بين الدول ضرورية في التوسع السريع للبنية التحتية للطاقة في الجنوب العالمي. وتقدم شركة ACWA Power، أكبر منتج مستقل للطاقة في السعودية، دراسة حالة حول كيفية القيام بذلك. تركز الشركة على الجنوب العالمي، وقد أضافت ما يقرب من 22 جيجا واطًا من الطاقة المتجددة إلى محفظتها خلال خمس السنوات الماضية، بما في ذلك 7 جيجا واطات في عام 2023 وحده. الآن تعمل في الخارج على مشاريع طاقة حيوية للتنمية وأمن الطاقة.
تعاونت الشركة مع أوزبكستان، وهي دولة في طليعة الانتقال الطاقي مع أهداف طموحة لرفع نصيب الطاقة المتجددة في مزيجها الطاقي. من خلال الاتفاقيات والمناقصات، حققت أوزبكستان توسعًا سريع النطاق، بالإضافة إلى تكاليف تنافسية وشفافية. أصبحت ACWA Power اليوم أكبر مستثمر في البلاد مع برنامج يشمل 5.1 جيجا واط من الطاقة المتجددة و3.4 جيجا واط ساعة من تخزين البطارية، و1.5 جيجا واط من الدورات المركبة عالية الكفاءة، وأول مشروع للهيدروجين الأخضر في آسيا الوسطى، الذي يمكن استخدامه لإزالة الكربون من إنتاج الأسمدة للتصدير إلى أوروبا. توفر رؤية أوزبكستان الواضحة، جنبًا إلى جنب مع القيادة الحاسمة والتواصل المستمر مع أصحاب المصلحة، نموذجًا للنجاح للآخرين.
الشراكات والحوار من أجل الطاقة
إلى جانب تطوير البنية التحتية، فإن الشراكات الاستراتيجية والحوارات البناءة مع الحكومات والمستثمرين، تعتبر أيضًا مفتاحًا لأمن الطاقة ورفع تكاليف المعيشة. قامت شركة ACWA Power بإنشاء أكاديميات فنية لتخريج مئات الشباب للعمل في صناعات الطاقة والهيدروجين الأخضر وتحلية المياه. تتعاون الشركة مع مؤسسات التمويل الإنمائي التي تؤدي دورًا محوريًا في تقليل المخاطر على الاستثمارات في الجنوب العالمي لجذب الاستثمار الخاص. تمكّن شركة ACWA Power أيضًا المساعي الخيرية لدعم المشاريع من خلال التمويل التفضيلي، وتعمل مع جهات استثمارية أخرى، مثل صناديق التقاعد وشركات التأمين من الشمال العالمي، للاستثمار المشترك في مشاريعها في الجنوب العالمي، وفي النهاية تحريك 10 دولارات مقابل كل دولار تستثمره مباشرة. كل هذا لتحقيق الهدف النهائي بأقل تكلفة ممكنة وجعل الطاقة المتجددة جذابة وميسورة التكلفة للحكومات والسكان المحليين الذين هم في أمس الحاجة إليها.
الاستثمارات مثل هذه في الجنوب العالمي لا تقتصر على تعزيز الانتقال الطاقي فحسب، بل تعمل أيضًا كمحفز للتطور الاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم. مع استمرار الجهود العالمية لتحسين نوعية الحياة لمليارات البشر، توجد فرصة للآخرين للمشاركة في هذه الرحلة.
معًا، يمكننا أن نصنع مستقبلاً حيث لا تعتبر الطاقة الخضراء والماء مجرد سلعة، بل تكون عاملاً محفزًا للتغيير الإيجابي، مما يمكّن المجتمعات ويعزز النمو المستدام للأجيال القادمة.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر