سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Charlotte Edmond
أزمة المناخ هي أيضًا أزمة صحية. فالارتفاع في درجات الحرارة، وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة، وتزايد عدد الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية، كلها تؤثر سلبًا في صحتنا العقلية والجسدية.
إلى جانب حصيلة الوفيات المباشرة الناجمة عن موجات الحر، والفيضانات، وغيرها من الأحداث المتطرفة، يقول الباحثون إن هناك اتجاهًا أوسع لتداعيات صحية طويلة الأمد نتيجة لاختلال في أنظمة الغذاء، وزيادة التواصل بين الحيوانات والبشر، وارتفاع في الأمراض المنقولة بواسطة النواقل. وهذا يشمل العديد من الأمراض والحالات التي عادةً ما لا نعتبرها مرتبطة بالمناخ، مثل: مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتسبب تغير المناخ في وفاة ما يقرب من 250 ألف شخص إضافي سنويًا بسبب سوء التغذية، والملاريا، والإسهال، والإجهاد الحراري وحده. ويجد تقرير حديث أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي عن تقدير تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان، أنه بحلول عام 2050، سيتسبب تغير المناخ في وفاة 14.5 مليون شخص وفقدان أكثر من ملياري سنة من الحياة الصحية.
من المرجح أن يكون تأثير هذا العبء الصحي المتزايد غير متوازن، ولكنه لن يقتصر على الدول التي تأثرت بشكل أسوأ بارتفاع درجات الحرارة. الضغط مستمر على أنظمة الرعاية الصحية المتوترة بالفعل حول العالم لتصبح أكثر مرونة واستعدادًا.
إليك بعض المخاطر الصحية الناشئة نتيجة لأزمة المناخ.
سوء ونقص التغذية
يؤثر تغير المناخ وتدهور البيئة على ظروف نمو وحصاد العديد من المحاصيل، مما يؤدي إلى نقص الغذاء وفشل المحاصيل. يقول برنامج الأغذية العالمي إنه بحلول عام 2050، قد تزداد مخاطر الجوع وسوء التغذية بنسبة 20% دون اتخاذ إجراءات للتخفيف من آثار تغير المناخ.
يكون تأثير سوء التغذية والجوع أكبر على الرضع والأطفال. يعاني ما يقارب 150 مليون طفل دون سن الخامسة حول العالم من التقزم نتيجة نقص العناصر الغذائية. في عام 2020، واجه 770 مليون شخص الجوع، وعانى 98 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي مقارنة بالمتوسط خلال الفترة من 1981 إلى 2010.
المزيد من الأمراض المنقولة بواسطة النواقل مثل الملاريا
في السنوات الأخيرة، انتشرت الأمراض الاستوائية مثل الملاريا وحمى الضنك في مجال أوسع بكثير. إن المناخات الأكثر دفئًا تسمح للبعوض الحامل للأمراض بالانتشار في مناطق جديدة والعيش لفترات أطول قبل أن تقضي عليهم برودة الشتاء القاسية.
تفاقم المياه الراكدة بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة المشكلة، وتساهم في زيادة الأمراض المعوية. على سبيل المثال، أدت الفيضانات الشديدة في باكستان في عام 2022 إلى زيادة حالات الملاريا في البلاد بمقدار خمسة أضعاف.
هذا يعني أنه في السنوات المقبلة، قد تصبح هذه الأمراض شائعة في مناطق جديدة لم تتعرض لها من قبل. ومع ذلك، فإن اللقاحات الجديدة المعتمدة ضد الملاريا تقدم بعض الأمل، حيث تم تطعيم ملايين الأشخاص المعرضين للخطر بالفعل.
تفاقم أمراض الدماغ التنكسية
وجرى ربط ارتفاع درجات الحرارة بزيادة حدوث الأمراض العصبية بما في ذلك مرض الزهايمر، والخرف، ومرض العصبون الحركي. يعتقد العلماء أن الارتفاع في درجات الحرارة يؤثر في المسارات البيولوجية في الدماغ ويسرع أو يسبب اضطرابات في البروتينات الحاسمة. وقد أظهرت الدراسات أن ارتفاع متوسط درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة يؤدي إلى زيادة في عدد حالات الدخول إلى المستشفيات لمرضى الزهايمر وتفاقم الأعراض. ومن المتوقع أن تزيد الوفيات المرتبطة بالحرارة من الأمراض العصبية التنكسية خلال هذا القرن.
بالإضافة إلى الصلة بين بيئتنا والصحة العصبية، تم أيضًا العثور على علاقة بين تلوث الهواء ومرض الزهايمر.
مخاطر أكبر من الأمراض غير السارية
تقول منظمة الصحة العالمية إن ثلاثة أرباع الوفيات على مستوى العالم كل عام تسببها الأمراض غير السارية مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والسكري. وتحدث غالبية هذه الوفيات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
بالإضافة إلى المساهمة المباشرة في هذه الأمراض – على سبيل المثال، تزيد موجات الحر أو تلوث الهواء من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، والسرطان – هناك أيضًا تأثيرات غير مباشرة. يقوض تغير المناخ العديد من العوامل المحددة للصحة الجيدة مثل: سبل العيش، والنظام الغذائي الجيد، والوصول إلى الرعاية الصحية، والمساواة.
الضرر على صحتنا العقلية
ليست الأمراض الجسدية فقط هي التي يسببها تغير المناخ، فقد تم ربط ارتفاع درجات الحرارة بالعدوانية، والاكتئاب، والانتحار العنيف، والقلق، والتوتر. كما تظهر الدراسات أن الاستشفاءات بسبب اضطرابات الصحة العقلية تزداد أيضًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
الطقس القاسي يؤثر في العوامل الاجتماعية والاقتصادية المحددة للصحة العقلية الجيدة، حيث يمكن أن يؤدي إلى التشرد، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، والبطالة.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر