حل مفاجئ لتقليل هدر الطعام | مركز سمت للدراسات

حل مفاجئ لتقليل هدر الطعام

التاريخ والوقت : الإثنين, 13 مايو 2024

Cathrine Jansson-Boyd

لقد كان يومك طويلًا وأنت متعب. عندما تواجه مهمة إعداد العشاء، تنظر في الثلاجة وتقرر طهي شيء يتطلب جهدًا قليلًا. هذا سيناريو شائع، ويتصرف الكثير من الناس بهذه الطريقة دون تفكير.

غالبًا ما يحدث أن قلة أو عدم وجود تفكير واعٍ في التحضير الروتيني للطعام، يؤدي إلى ترك المكونات التي يجب استخدامها قبل انتهاء صلاحيتها حتى تفسد.

في بحث نشرته أنا وزملائي مؤخرًا، وجدنا أن التغلب على هذا السلوك الروتيني هو المفتاح لتقليل هدر الطعام. إليك كيفية القيام بذلك.

كل عام، يُهدر 1.3 مليار طن من الطعام عالميًا. هذا يعادل ثلث كل الطعام المنتج للاستهلاك البشري.

في المملكة المتحدة وحدها، أهدرت الأسر 6.4 مليون طن من الطعام بين عامي 2021 و2022. مع الأخذ في الحساب الطاقة الأحفورية المستخدمة لزراعة وحصاد هذا الطعام، بالإضافة إلى الغازات الدفيئة المنبعثة عندما يتعفن في الحقول أو المكبات. يعادل هذا الهدر 18 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

يضر هدر الطعام بالبيئة، لكن تقليل كمية الطعام المنتجة التي يتم التخلص منها يمكن أن يساعد في الحد من الجوع. ويمكن أن يوفر ذلك أيضًا للعالم أكثر من 120 مليار دولار أميركي سنويًا (96 مليار جنيه إسترليني)، أي حوالي 700 جنيه إسترليني سنويًا لكل أسرة.

قمنا بقياس هدر الفواكه والخضروات من 154 أسرة في المملكة المتحدة على مدى فترة أولية مدتها ستة أسابيع. إذ تعتبر الفواكه والخضروات من أكثر أنواع الطعام هدرًا. قد يكون ذلك لأن السوبرماركت غالبًا ما تبيع هذه المكونات بكميات كبيرة، أو لأن الأشخاص الذين يشترونها قد يفضلون أحيانًا شيئًا أقل صحة وأكثر سهولة في التحضير عندما يحين وقت الطهي.

خلال الأسابيع الستة تلك، طُلب من نصف المشاركين تسجيل ما اشتروه من الفواكه والخضروات الطازجة، ومتى يجب استخدام مشترياتهم وفقًا للتسمية على العبوة، بالإضافة إلى الإرشادات التي قدمها الباحثون.

في كل من هذه المنازل، تم وضع السجل على الثلاجة كتذكير يومي بما يجب استخدامه كل يوم لتجنب الهدر. كما تلقى المشاركون رسائل نصية يومية تذكرهم بفحص سجل الطعام الخاص بهم، وإضافة أي فواكه وخضروات تم شراؤها حديثًا.

النصف الآخر من الأسر المشاركة في هذه التجربة، قام ببساطة بقياس هدر الطعام الخاص بهم في نهاية كل أسبوع دون أي تذكير بضرورة استخدام المنتجات الطازجة التي لديهم.

كنا نتوقع أن يكون النصف الذي تلقى تذكيرات أكثر فاعلية في تقليل هدرهم، وفي الواقع كان هناك اختلاف طفيف فقط بين المجموعتين. ومع ذلك، اكتشفنا أن مجرد قياس هدر المنتجات الطازجة جعل جميع الأسر أكثر استعدادًا للتفكير في كمية ما يتم هدره.

كان ذلك واضحًا من ردود المشاركين. كما جعلت المشاركة في الدراسة المشاركين يشعرون كما لو أنهم يمكن أن يتحكموا في كمية الطعام التي كانوا يرمونها.

يبدو أن طلب قياس هدر الطعام الأسبوعي من الأشخاص لمدة ستة أسابيع، يشكل بداية لعملية التفكير التي تؤثر في سلوكهم مستقبلًا.

هدر الطعام في الأذهان

قد تبدو نتائجنا واضحة، لكن هناك المزيد فيها.

وجدنا أنه في جميع الأسر، بلغ متوسط تقليل هدر المنتجات الطازجة 108 جرامات في الأسبوع. وقد استمر هذا لستة أشهر بعد انتهاء التجربة.

يبدو أن تجربة قياس هدر الطعام أسبوعيًا خلال التجربة قد غرست وعيًا بشأن هدر الطعام، مما يعني أن المشاركين كانوا لا يزالون يرمون كمية أقل بعد نصف عام. ومن المثير للاهتمام أن فترة قصيرة فقط من الجهد الواعي ضرورية لتشجيع التغييرات الدائمة في السلوك.

تميل الأبحاث حول علم نفس هدر الطعام إلى التركيز على الدفعات النفسية، وهي أفعال لاشعورية لتغيير السلوك، مثل القوائم المصممة لتسليط الضوء على الخيارات النباتية. ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الطرق، التي تتجاوز العقل الواعي، تعمل على المدى الطويل.

تشير دراستنا إلى أنه يتطلب التفكير لتغيير العادات. لكن الخبر السار هو أننا وجدنا أن الأشخاص كانوا بحاجة فقط إلى التفكير في تقليل هدر الطعام لفترة قصيرة؛ لتكوين عادة دائمة في تقليل كمية الطعام التي يرمونها.

معظم الناس يعيشون حياة مزدحمة، وببساطة لا يملكون القدرة العقلية للتفكير كل يوم. من المرجح أن تكون الاستراتيجيات لتقليل هدر الطعام التي تتطلب التزامًا عقليًا قصير الأمد، هي الأكثر فعالية.

وحتى التقليل البسيط في هدر الطعام الأسري يمكن أن يحدث فارقًا. أظهرت دراستنا أنه من السهل نسبيًا للأشخاص تقليل كمية الفواكه والخضروات التي يتخلصون منها كل أسبوع. إذا تمكن فقط 1000 شخص من فعل الشيء نفسه، فإن ذلك سيوفر أكثر من 9.5 طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة، وهو ما يعادل شحن 1.140 مليون هاتف ذكي.

إذا كانت النتيجة هي تحقيق فارق كبير ومستدام في رفاهية كوكبنا، فإن التفكير في مشكلة هدر الطعام لمدة ستة أسابيع يعتبر استثمارًا بسيطًا وقيمًا.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: World Economic Forum

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر