ثريدز يكافح لاكتساح المشهد أمام تويتر | مركز سمت للدراسات

ثريدز يكافح لاكتساح المشهد أمام تويتر

التاريخ والوقت : الإثنين, 10 يوليو 2023

ريتشارد ووترز

 

هناك قانون لا جدال فيه للشبكات الاجتماعية: لا يمكن لأي شبكة جديدة أن تنجح بمجرد نسخ ما قبلها. يتطلب النجاح شيئا مختلفا لجذب الاهتمام وإثارة أشكال جديدة من السلوك، سواء كان ذلك اختفاء رسائل “سناب شات” أو لوحات صور” بنتيريست” أو مقاطع فيديو” تيك توك” المتتالية.

بالحكم استنادا إلى هذا المعيار، فإن “ثريدز”، منافس” تويتر” الجديد من شركة ميتا الذي تم إطلاقه الأسبوع الماضي، سيكون ميتا عند وصوله. “ثريدز”، تطبيق قائم بذاته وصف بأنه امتداد لـ”إنستجرام”، هو خدمة تدوين مصغر لا تملك شيئا لتميز نفسها به.

رغم كل ذلك، أصبح هجوم “ميتا “على “تويتر” من أكثر المعارك إثارة للاهتمام في وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن حاول “جوجل بلس” إزاحة “فيسبوك”. ولتجنب الفشل الذريع الذي واجهته “جوجل”، تعتمد “ميتا”، بقيادة مارك زوكربيرج، على ثلاثة أمور – مع أنه من غير المرجح أن تكون هذه الثلاثة وحدها كافية.

أولا، تبدأ الخدمة الجديدة بقوة شبكة إنستجرام التي تدعمها. يمكن أن يساعد السماح للأشخاص بتسجيل الدخول باستخدام حساب إنستجرام وجلب معارفهم الحاليين معهم على انطلاق الشبكة الجديدة. ولكن مجرد سهولة البدء في “ثريدز” لن تعطي الناس سببا للعودة.

يشير الارتباط بـ”إنستجرام” أيضا إلى احتمال آخر. يمكن أن يكون “ثريدز” منبرا لنوع مختلف من المحادثات. فإذا كان “تويتر” هو المنبر الذي يتجمع فيه الصحافيون والسياسيون وخبراء السياسة للجدال حول أخبار اليوم، فربما يمكن للأجواء الإبداعية في “إنستجرام” تحويل “ثريدز” إلى ما تسميه شركة ميتا “محفلا إيجابيا وإبداعيا لأفكارك”. ولكن المستخدمين هم من يقرر الغرض من استخدام الشبكة وليس مالكها.

أمل ثان هو أن ملكية إيلون ماسك لـ”تويتر” المثيرة للجدل أوجدت جمهورا متعطشا للحصول على بديل. أدت حملته لتخفيف القيود المفروضة على التعبير وتحركه لتجريد المنصة من جهود الإشراف على المحتوى إلى دفع كثير من مستخدمي الشبكة للشكوى من أنها أصبحت بيئة أكثر عدائية. تسببت تصرفات ماسك الغريبة في كثير من الأحيان على “تويتر” في إفساد نظرة كثير من المستخدمين تجاهه.

يمكن أن تكون عناصر التحكم الأكثر صرامة في المحتوى نقطة تمييز حقيقية لـ”ثريدز”، وإن كانت مثيرة للسخرية إلى حد ما نظرا لتاريخ” ميتا “الخاص في إخفاقات الإشراف على المحتوى. لكن، رغم الشكاوى، لا يزال يبدو أن “تويتر” يمارس قوة جذب على مستخدميه. قد يكون هذا بسبب عدم وجود بديل، مع أنه قد يكون أيضا نتيجة للجمود.

الأمل الثالث – والأكثر إثارة للاهتمام – الذي قدمته “ميتا” هو أن المستخدمين سيتمكنون في النهاية من التواصل مع الأشخاص على الشبكات الأخرى، أو قراءة المنشورات أو السماح لمنشوراتهم بأن تكون على منصات غير “ثريدز”. وربما يمكن هذا الأشخاص أيضا من أخذ معارفهم معهم إذا كانوا يريدون ترك “ثريدز” تماما.

من المؤكد أن هذا يثير الشكوك في عالم Fediverse – الاسم الذي اعتمدته مجموعة من خدمات الإنترنت الحالية التي استخدمت بروتوكول الاتصال الذي يجعل هذا النوع من قابلية التشغيل البيني ممكنا. لقد كانت “ميتا” هي “الحديقة المسورة” الأكثر نجاحا على الإنترنت، بسيطرة كاملة على كل ما يفعله مستخدموها: هل هي حقا تحدث هذا التحول الفلسفي الحاد؟ وهل هي جاهزة للتخفيف من نموذج العمل الذي يتضمنه ذلك، لأن التخلي عن السيطرة على اهتمام جمهورها سيضعف جاذبيتها للمعلنين؟

ربما يمثل موقف ميتا الجديد بشأن قابلية التشغيل البيني اعتقادا بأن طرقها القديمة في ممارسة الأعمال لن تجدي نفعا بعد الآن. وقد تكون تجربة إمكانية التشغيل البيني في تطبيق جديد، بعيدا عن شبكاتها الأساسية الحالية، طريقة جيدة للتجربة. أو قد تكون رهانا على أمل “ميتا” في أن تهيمن على الكوكبة الجديدة من الخدمات القابلة للتشغيل البيني.

أيضا ربما يكون تعزيز قابلية التشغيل البيني وسيلة لكسر قبضة “تويتر” الخانقة على التدوين المصغر.

في يوم من الأيام، إذا تبنت مواقع أخرى الفكرة وأصبح المستخدمون يتوقعونها، فقد يضطر” تويتر “إلى فتح شبكته، ما يفقده بعض سيطرته على اهتمام مستخدميه. لكن هذا أمل طويل المدى: يحتاج “ثريدز” إلى أسباب تجعل أعدادا كبيرة من المستخدمين يتدفقون إلى خدمته في هذا الوقت.

كل هذا يجعل هجوم “ميتا” على “تويتر” التنافس التكنولوجي الأكثر روعة لهذا العام. لكنه لا يغير الحقيقة الأكثر أهمية حول “ثريدز”، وهي أنه يبدأ مسيرته بمجرد استنساخ بدائي لا أكثر. أكبر إخفاق لـ”تويتر” في تاريخه الممتد إلى 17 عاما ناجم من عدم فعل ما يكفي للتكيف مع خدمته وتطويرها لجذب جمهور أكبر. وقد وعد ماسك بتغيير ذلك.

سيكون السؤال الحقيقي بالنسبة إلى “ميتا” هو ما إذا كان بإمكانها تكييف خدمتها الجديدة بسرعة كافية لتتفوق على ماسك، وإيجاد طرق جديدة لجذب الجمهور بأفكار ليست نسخة طبق الأصل. هناك شيء واحد مؤكد: مجرد الجلوس والانتظار حتى ينهار تويتر ليس كافيا.

المصدر: صحيفة الاقتصادية – خدمة فايننشال تايمز

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر