تاريخ العلاقات العامة: النظرية والممارسة والمهنة | مركز سمت للدراسات

تاريخ العلاقات العامة: النظرية والممارسة والمهنة

التاريخ والوقت : الإثنين, 1 نوفمبر 2021

إذا لم تكن من أولئك المحظوظين بالسفر إلى “بورنماوث” لحضور المؤتمر الدولي لتاريخ العلاقات العامة، فإن هذا الكتاب يتيح لك الفرصة للمعرفة والاطلاع بشكل جذاب.

يمكن القول إن الكتاب يمثل تمرينًا مثيرًا للإعجاب من حيث وضوح الفكر وإيجاز التعبير، إذ يقدم تاريخًا قصيرًا لما يمكن أن يكون موضوعًا كبيرًا. ذلك لأنه – كما يلاحظ المؤلف – يمكن اعتبار كل شكل من أشكال التواصل عبر التاريخ تقريبًا، اعتمادًا على تعريفك للمجال، علاقات عامة. والبديل سيكون تاريخًا ضيقًا وحصريًا يركز فقط على المؤسسات المهنية أو حياة نخبة تختار ذاتيًا من “الرجال البيض العظماء” وتقتصر على القرن الماضي.

لذا، يعدُّ الكتاب نظرة عامة مفاهيمية للموضوع وليست معالجة شاملة كالتي قدَّمها كتاب “سكوت كوتليب” ذو الـ800 صفحة “The Unseen Power” المنشور في عام 1994. ما يفعله المؤلف هو مناقشة أهمية دراسة تاريخ العلاقات العامة. 

“تاريخ العلاقات العامة له تأثير مباشر على نظرة المجال لنفسه. إن اهتمام العلاقات العامة بالأخلاقيات، والمناقشات حول تعريفات ممارسة العلاقات العامة، والاهتمام بإضفاء الطابع المهني على المجال، وتركيز المهنة على الوظائف الإدارية كلها متجذرة في تاريخ العلاقات العامة.” هكذا يقول المؤلف “كايس مايرز”.

كما أنه يقدم حالة مميزة لأهمية العلاقات العامة السياسية في تطوير المجال الأوسع (تطوير العلاقات العامة كثيرًا يبدأ بالحكومة). كما ينادي بتركيز تاريخي أكبر على الاستخدامات غير المؤسسية للعلاقات العامة، كما هو الحال في المنظمات غير الهادفة للربح.

يسوق الكتاب أمثلة من سبعينيات القرن الثامن عشر، عندما نجح المستعمرون الأميركيون في استخدام تقنيات العلاقات العامة لتعزيز المشاعر المعادية لبريطانيا، مما أدى في النهاية إلى الاستقلال. انتقد الكتاب التركيز السائد للولايات المتحدة في تاريخ العلاقات العامة، ولكن كم عدد الدول الأخرى التي تم إنشاؤها عبر العلاقات العامة؟ الولايات المتحدة أمة العلاقات العامة!

يتناول فصلان التداخل الذي نوقش كثيرًا بين الدعاية والعلاقات العامة، وينظر آخر في أوجه التشابه بين الدعاية ووكلاء الصحافة (الشخص الأكثر سوءًا وفهمًا في تاريخ العلاقات العامة هو الوكيل الصحفي).

أمَّا ما يتعلق بالعلاقة بين الدعاية والعلاقات العامة، فيقدم “مايرز” هذا التحليل: “الرأي العام هو من نواحٍ كثيرة الركيزة الأساسية لممارسة العلاقات العامة. إن الاعتراف بوجود رأي عام، وبأنه يتمتع بالسلطة، هو جوهر ما تدور حوله ممارسة العلاقات العامة… السؤال الذي تثيره الدعاية هو: هل من المناسب إقناع الرأي العام أو التأثير فيه أو حتى التحكم فيه؟ هل يمكن للعلاقات العامة أن تحقق هذه الأهداف بأي وسيلة ضرورية؟”. الإيجاز مثير للإعجاب، يساعده في ذلك استخدام التعليقات الختامية بدلاً من المراجع الأكاديمية. 

ربَّما يكون عنوان هذا الكتاب مضللاً. فبدلاً من أن يكون تاريخًا للعلاقات العامة، فهو كتاب عن تأريخ العلاقات العامة (أو “تأريخ التاريخ”، ودراسة كيفية سرد التاريخ). وهذا يجعلها أكثر جاذبية للباحثين، على الرغم من أنها قد تكون أقل إثارة للاهتمام للقارئ العام. سيجد المعلمون أيضًا أسئلة المناقشة في نهاية كل فصل محفزات مفيدة لندوات الطلاب (على سبيل المثال: هل الدعوة إلى قضية ما دعاية تلقائيًا؟).

الفصل الأخير يسمى “مستقبل تاريخ العلاقات العامة”. هذه العبارة المتناقضة لا تكون منطقية إلا إذا فهمت أن هذا الكتاب هو تأريخ وليس تاريخًا. “من الواضح أن تاريخ العلاقات العامة قد وصل إلى حالة النضج، إذ أصبح لديه وجهة نظر شاملة وموضوعات راسخة. في حين أنه ليس متجانسًا في النهج، فإن الوضع الحالي لتاريخ العلاقات العامة يحتضن مجموعة متنوعة من وجهات النظر النظرية”.

معلومات الكتاب

المصدر: 

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر